عمر القاسم
ولد عمر محمود محمد القاسم في حارة السعدية في مدينة القدس المحتلة في الثالث عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر عام1941. درس المرحلة الأساسية في المدرسة العمرية، والثانوية في المدرسة الرشيدية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1958، ونال درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من كلية الآداب في جامعة دمشق عام 1964. عمل مدرسًا في مدارس القدس وجنين.
اهتم منذ شبابه المبكر بالقضايا الوطنية، وشارك في المظاهرات الوطنية في القدس أثناء دراسته في المدرسة الرشيدية، وانتسب إلى حركة القوميين العرب خلال دراسته الجامعية وأصبح نشيطًا في صفوفها، ومن كوادرها في الاتحاد العامة لطلبة فلسطين/ فرع سوريا. أنهى دورة عسكرية في معسكر للجيش المصري في أنشاص عام 1963، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فور تأسيسها عام 1967، وانتخب عضوًا في لجنتها المركزية عام 1968، وفي قيادتها العسكرية، وكان من المشرفين على تدريب وتنظيم عناصرها الجدد، وتسلم مسؤولية القطاع الأوسط عام 1968، ودافع عن فكرة الدخول في مواجهة عسكرية مع الاحتلال انطلاقًا من الأردن، ودعا للصمود أمام أي هجوم يشنُّه جيش الاحتلال على منطقة الكرامة أوائل عام 1968، وضرورة تأسيس خلايا فدائية داخل فلسطين وإعدادها لشن هجمات ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه ومواقعه.
قاد القاسم مجموعة فدائية عبرت نهر الأردن واتجهت إلى رام الله، لكنَّها اصطدمت بقوات الاحتلال عند بلدة كفر مالك، وألقي القبض عليها في الثامن والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 1968. أيد القاسم الانشقاق عن الجبهة الشعبية وإنشاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وانضم للفصيل الجديد، وأسس أول وجود تنظيمي له داخل سجون الاحتلال عام 1969، وانتخب عضوًا في لجنته المركزية، وكان من مؤسسي النواة الأولى للحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال، حيث وظّف ثقافته وخبرته في تنظيم وتعبئة صفوف الأسرى وتوحيدها في مواجهة إدارة مصلحة السجون، وقاد أولى محطات الصدام معها، وخاض عددًا من الإضرابات مع زملائه الأسرى، منها إضراب عسقلان الشهير عام 1970، وكان له دور كبير في إعادة بناء الحركة الأسيرة وتفعيل نشاطها بعد عملية التبادل عام 1985، وقد أطلقت عليه الحركة الأسيرة لقب” مانديلا فلسطين”، واعتبرته أول عمداء الأسرى بعد أن أمضى عشرين عامًا متواصلة في سجون الاحتلال.
عانى القاسم أثناء مسيرته النضالية؛ فقد اعتقلته السلطات الأردنية لعدة أيام، وأصدرت وزارة التربية والتعليم بحقه قرارًا بالإبعاد التأديبي إلى جنين، وقامت قوات الاحتلال بمداهمة منزله عدة مرات بعيد حرب حزيران عام 1967، إلى أن اعتقلته وأبعدته إلى الأردن، ثمَّ اعتقلته مرة أخرى وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن المؤبد مدى الحياة مرتين وسبعة وعشرين عامًا، وقد عانى من الإهمال الطبي المتعمد رغم إصابته بعدة أمراض منها سرطان القولون، وعاش فترة طويلة في مستشفى السجن، إلى أن توفي داخلها في الرابع من حزيران/يونيو عام 1989، ودفن في مقبرة الأسباط في القدس.
المصادر والمراجع:
⦁ أبو عباية، حافظ، ومحمد البيروتي. “نصب تذكاري”. رام الله: وزارة شؤون الأسرى والمحررين، 2013.
⦁ تقرير تلفزيوني لقناة الغد:
⦁ عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
⦁ محمد، احمد محمود.” سيرة الشهيد عمر محمود القاسم”. رام الله، وزارة الثقافة الفلسطينية، 2010.