علي عتيق

ولد الشيخ علي عبد القادر قاسم عتيق في الخامس من أغسطس/ آب عام 1959، في بلدة برقين قضاء محافظة جنين شمال الضفة الغربية. متزوج وله أربعة من الذكور وأربع إناث. درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس برقين، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة جنين الشرعية عام 1978. حصل على الدبلوم الشرعي من المعهد الشرعي التابع للجامعة الأردنية عام 1980. عُيِّن إماما لمسجد سيلة الظهر في محافظة جنين عام 1981، ثم إماما لمسجد برقين الكبير عام 1990 إلى أن تقاعد عام 2016.

التحق عتيق بصفوف جماعة الإخوان المسلمين عام 1979، واضطلع بدور توعوي وتثقيفي في محافظة جنين، واهتم بنشر الفكر الإسلامي وترسيخ الانتماء الديني في نفوس الناس، وقام بتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية انطلاقا من المساجد مثل إلقاء الدروس والمحاضرات وإنشاء الفرق الرياضية وعمل مسابقات ثقافية وتنظيم الرحلات الترفيهية.  

كان لعتيق دور بارز في تأسيس لجنة زكاة برقين، حيث أشرف على إدارتها في الفترة ما بين أعوام 1990-2007. حيث نفَّذت اللجنة عددا من المشاريع لصالح الفقراء والمحتاجين من أبناء برقين مثل افتتاح روضة الأقصى الإسلامية وإنشاء مشروع تربية النحل عام 1996 ومشروع المخبز الخيري عام 2004، وقد توقفت هذه المشاريع عام 2007 بفعل تداعيات الانقسام السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة. أسهم عتيق في تأسيس لجنة زكاة جنين وكان عضوا في هيئتها الإدارية في الفترة ما بين 1990-2007، وهو عضو بارز في لجنة الإصلاح في محافظة جنين منذ عام 2000. ترشح عتيق للانتخابات البلدية في بلدة برقين عام 2005 ضمن قائمة الإصلاح والتغيير وفاز برئاسة البلدية، وبقي على رأس عمله حتى عام 2009.

انخرط عتيق بالعمل الوطني في وقت مبكر من حياته، إذ كان يشارك في المسيرات والمظاهرات ضد الاحتلال أثناء دراسته الثانوية. اعتقل أول مرة في مارس/ آذار عام 1988، وخضم لتحقيق شديد ثم حُوِّل للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، تلا ذلك سلسلة من الاستدعاءات لدى مخابرات الاحتلال. أعاد الاحتلال اعتقاله في أكتوبر/ تشرين أول 1993، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن لمدة عام بتهمة الانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس. ثمَّ اعتقل مرة أخرى في مارس/ آذار 1996 وحُوِّل للاعتقال الإداري لمدة خمسة شهور. استشهد ابنه أحمد (أحد نشطاء كتائب القسام) أثناء تنفيذه لهجوم على معسكر تياسير التابع لقوات الاحتلال في منطقة طوباس في التاسع عاشر من مارس/ آذار عام 2002، وقامت قوات الاحتلال بهدم منزل عتيق في الثاني من نوفمبر/ كانون أول 2002. منعت السلطات الأردنية عتيق من السفر عام 2006 ضمن وفد يمثل بلدية برقين للمشاركة في مؤتمر في دولة الإمارات بهدف توفير دعم لمشاريع البلدية، وتعرض للمضايقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية واعتقل لديها لمدة 10 أيام عام 2007، ومنعته وزارة الأوقاف الفلسطينية من الخطابة عام 2014 بسبب مواقفه السياسية، وأصدر الاحتلال أمرا بمنعه من السفر عام 2015، واعتقلت قوات الاحتلال ولديه محمد وعبد القادر عدة مرات وتعرضا للاستدعاء والاعتقال من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية أكثر من مرة.

يرى عتيق بأنه لا مستقبل للاحتلال على الأرض الفلسطينية، وأنه إلى زوال، وينادي بضرورة تجاوز الفلسطينيين لاتفاق أوسلو وتداعياته السلبية على حياة الفلسطينيين ومستقبلهم، ويرى بأن الانقسام الفلسطيني جاء نتيجة لتراكمات سلبية كثيرة يأتي في مقدمتها فقدان الفلسطينيين لثقافة الاختلاف واستيعاب الآخر، ويعتقد بأن الشراكة الوطنية مهمة خصوصا في هذه المرحلة، وأن استيعاب حركتي حماس والجهاد الإسلامي في مؤسسات منظمة التحرير على أسس توافقية وواقعية أمر أساسي في تحقيق الشراكة الوطنية، كما أن المقاومة بأشكالها كافة حق لجميع الشعوب الواقعة تحت الاحتلال كفلته الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، ولكن لكل وقت أداوته المناسبة التي تتلاءم مع المرحلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى