علي اليوسف

وُلد علي يوسف اليوسف في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، في الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1968، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها لبلدة السميرية المُهجَّرة قضاء عكا المحتل، وهو متزوج وله سبعة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الفالوجة وشهداء فلسطين التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في ثانوية الزعتري الرسمية في صيدا، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1986، ودرس علوم الكمبيوتر في الجامعة الأميركية في أثينا، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة في لبنان عام 1998، ودبلوم الماجستير في أصول الفقه من الكلية نفسها عام 2000، ودرجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية عام 2000، وحصل على عدة إجازات شرعية في القرآن والفقه والأصول والحديث والعقيدة.
كان إمامًا وخطيبًا في عدة مساجد في مخيم عين الحلوة وصيدا، وعمل مدرِّسًا في كلية الدعوة في صيدا، ومديرًا لشركة طَيبة للإعمار بين عامي (1994-2000)، وأصبح مدير قسم المشاريع في مؤسسة القدس الدولية عام 2000.
انخرط اليوسف في النشاط الدعوي منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وكان خطيبًا في العاصمة اليونانية أثينا بين عامي (1988-1992)، كما أنه ألقى دروسًا وخُطبًا ومحاضرات في مساجد ومراكز ثقافية وتعليمية واجتماعية في بيروت والبقاع وطرابلس، وشارك في مؤتمرات ولقاءات علمية ودعوية داخل لبنان وخارجه، وأسس مع مجموعة من الدعاة جمعية الإصلاح للعمل الخيري وتحفيظ القران الكريم في صيدا، والتقى وزراء ونوابًا ومسؤولين ودبلوماسيين، كما حافظ على شبكة علاقات في الأوساط الإسلامية والفلسطينية والعربية.
تولى مسؤولية ملف التأسيس في رابطة علماء فلسطين برعاية مفتي الجمهورية اللبنانية منذ عام 1996، وانتُخب أول أمين سر لها في لبنان عام 1998، وأصبح المسؤول الإعلامي للهيئة الدائمة لنصرة القدس وفلسطين في لبنان عام 2010 والتي يرأسها القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي، وانضم إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2016، واختير نائبًا لرئيس هيئة علماء فلسطين – فرع لبنان منذ عام 2023، بعد تحول الرابطة إلى هيئة.
وعُرف اليوسف بدوره في الإصلاح الاجتماعي داخل المجتمع الفلسطيني في لبنان، إذ شارك في تسوية الخلافات بين العائلات والأحزاب والأزواج، كما شارك في اعتصامات ومهرجانات لدعم الحقوق المطلبية للفلسطينيين والتمسك بالثوابت الوطنية.
يحمل اليوسف رؤية سياسية واضحة حيال القضية الفلسطينية، إذ يعتبر اتفاق أوسلو “وبالاً على القضية الفلسطينية”، ويرى أن مساري التسوية والمقاومة خطان متوازيان لا يلتقيان، فالأول يضيّع الحقوق والثاني يهدف إلى تحرير الأرض وطرد الاحتلال، ويرفض حل الدولتين، ويؤكد أن فلسطين لا تقبل القسمة، وأن الواجب الشرعي هو تحريرها كاملة، مع الإيمان بحق العودة واعتبار المقاومة الطريق الرئيس لتحقيقه، كما يؤكد أن مقاومة الاحتلال واجب شرعي تفرضه الشريعة والقوانين الدولية، ويرى أن الشراكة الوطنية ممكنة بشرط عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال، ويؤمن بأنَّ الأمة العربية والإسلامية رغم أزماتها الراهنة تمتلك طاقات كامنة ستنهض مجددًا لدعم القضية الفلسطينية.