علي أبو طوق
ولد علي عبد سعيد أبو طوق في مدينة حمص عام 1951، لعائلة فلسطينيّة مهجّرة من مدينة حيفا المحتلة. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة الغوث الدولية في دمشق وحمص، والثانوية في مدينة إربد، والتحق بالجامعة اللبنانية.
تأثر أبو طوق بسيرة والده النضالية، والتحق بحركة فتح بعيد حرب حزيران عام 1967، ونشط في العمل الطلابي، وساهم في تأسيس اتّحاد طلبة الضّفتين في الأردن، وانخرط في العمل العسكري المقاوم، فنفَّذ عددًا من العمليات الفدائية عبر نهر الأردن إبان وجود المقاومة في الأردن، وكان يرابط في القطاع الشمالي، وشارك في أحداث أيلول عام 1970 وفي معارك جرش.
انتخب عضوًا في الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين، ولعب دورًا فاعلاً في تأطير المجموعات الطلابية في الثانويات والجامعات اللبنانية داخل تنظيم حركة فتح، فيما بات يُعرف بـ “أولاد علي أبو طوق” و”بنات علي أبو طوق”، وعمل على دمجهم في العمل المسلح، وكان من بين هذه المجموعات الشهيدة دلال المغربي.
حصل أبو طوق على دورة أمنية وعسكرية في الصين “قادة السرايا” عام 1975، وانخرط في القتال في الحرب الأهلية في لبنان على أكثر من محور منها، رأس النبع، والبرجاوي، والشياح، والكحالة، وصنين، وشارك في معارك كفر شوبا، وساهم في تأسيس السرية الطلابية عام 1975، وهي إحدى التشكيلات العسكرية التابعة لحركة فتح وأطلق عليها كتيبة الجرمق عام 1977، وأصبح مسؤولها الإداري، وكان مركزها في مخيم البرج الشمالي قرب مدينة صور، قاد إبان اجتياح الصهاينة الجنوب اللبناني عام 1978 عددًا من المعارك ضدهم، وساهم في منع الاشتباك بين فرقاء الحركة الوطنية في الجنوب اللبناني، وقام بتحصين قلعة شقيف الشهيرة التي أصبحت رمزًا للمقاومة في الجنوب، وخاض معارك طاحنة مع القوات الصهيونية في شقيف وأرنون وكفر تبنيت وحرس النبي الطاهر عام 1982، وتمكَّنت كتيبته من أسقاط طائرة سكاي هوك وأسر طيارها الصهيوني أهارون ابخعازي ونقله إلى بيروت، كما كان ضمن كوادر الحركة الوطنية الذين بدأوا بشن هجمات على القوات الصهيونية بعد احتلالها بيروت، فخطط ونفَّذ عشرات العمليات ضدها، منها عملية باص عالية، وعملية عرمون، وعملية دير قانون النهر، وأدت هذه العمليات إلى تحقيق إصابات مباشرة في صفوف العدو.
شارك أبو طوق في معارك طرابلس عام 1983، وأصبح عضوًا في المجلس الأعلى لحركة فتح وعايش الانشقاق داخل حركته، وحارب في صفوف الموالين لياسر عرفات، وشارك في معارك الجبل في منطقتي بحمدون عالية وسوق الغرب عام 1984، وأقام مقرّ قيادته في مخيم شاتيلا عام 1985، وواجه حصار حركة أمل للمخيمات، وكان من أهم القادة العسكريين المدافعين عنها.
ترك أبو طوق بعض الكراسات المخطوطة التي دوَّن فيها يومياته وأفكاره الثورية مركِّزًا على الممارسة العملية للثورة، وأعرب في أكثر من موقف عن رفضه لخيارات التسوية وإصراره على التحرير الكامل لفلسطين.
قاسى أبو طوق مرارة اللجوء، وأصيب بجراح أكثر من مرة منذ عام 1976، واغتيل في إحدى معارك المخيمات مع حركة أمل وحلفائها بقذيفة مفخخة في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير عام 1987.
المصادر والمراجع:
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- الطاهر، معين.” تبغ وزيتون حكايا وصور من زمن مقاوم”. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017.
- الغبرا، شفيق. “حياة غير آمنة جيل الأحلام والإخفاقات”. بيروت، دار الساقي، 2012.
- كلوب، عرابي محمد. “مشاعل على الطريق قادة ورموز منظمة التحرير”. ج1. غزة: مركز رؤية للدراسات والأبحاث، 2016.