عصمت منصور

ولد عصمت عمر عبد الحفيظ منصور في العاصمة الأردنية عمان في الثامن عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1976، وهو متزوج ولديه ولدان وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدرسة دير جرير، ثم انتقل إلى مدرسة عين يبرود الثانوية، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال عام 1996، والتحق بالدراسة في الجامعة العبرية في تخصص الصحافة الإعلام، وحصل على دبلوم في اللغة العبرية عام 2021، وعلى شهادة مترجم قانوني معتمد للغة العبرية من قبل وزارة العدل الفلسطينية عام 2016. يعمل في مجال الإعلام كمحلل متخصص في الشأن الإسرائيلي والترجمة عن الصحف العبرية، كما يدير صفحة اللغة العبرية في مرصد كاشف للتربية الإعلامية وتدقيق المعلومات المضللة، وهو كاتب في مراكز أبحاث وصحف ومواقع عربية وفلسطينية حول الشأن الإسرائيلي وقضية الأسرى وقضايا أدبية وثقافية.

انتمى منصور في سن مبكرة إلى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال الانتفاضة الأولى عام 1987،  وشارك في محاولة خطف مستوطن قرب رام الله عام 1993 أدت إلى مقتل المستوطن، وتولى خلال اعتقاله مسؤلية ممثل الجبهة الديمقراطية في اللجنة الوطنية العامة لمدة 10 سنوات، ومسؤلية لجان الحوار مع إدارة السجن لنفس المدة، كما شغل سكرتير الجبهة ومسؤول فرع السجون (المسؤول عن منظمات الجبهة في كل السجون ومرجعيتها التنظيمية)، وانتخب خلال اعتقاله عام 2008 عضوا في اللجنة المركزية العامة في الجبهة الديمقراطية، واحتفظ بعضويته فيها حتى استقالته من التنظيم عام 2021.

يتنمي منصور إلى التيار اليسار الديمقراطي الوطني والفكر الماركسي التقدمي، غير أنه حدثت لديه تحولات بعد تراجع قوى اليسار في فلسطين والعالم، وعدم تمكنها من تطوير تجربتها، وافتقادها للديمقراطية الداخلية الحقيقية وفق تعبيره.

ينشط منصور وطنيا ومجتمعيا بشكل فردي، وضمن مجموعات شبابية ومبادرات وحراكات على أمل أن تتبلور مجموعة قادرة على إيجاد بديل ديمقراطي حقيقي عن الأحزاب الحالية التي تراجع دورها وحضورها شعبيا ونضاليا واجتماعيا بشكل خطير.

أصدر منصور خلال اعتقاله ثلاث روايات هي: (سجن السجن) عام 2008م، و(فضاء مغلق – مجموعة قصصية) عام 2010م، و(السلك) عام 2011م، وصدرت روايته الرابعة بعنوان (الخزنة) عام 2022. شارك في تأليف كتاب الدعاية الإسرائيلية: قراءة في القوة الناعمة عام 2023، كما ونشر عشرات  المقالات والدراسات حول الشأن الإسرائيلي في ملحق مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، وله العديد من المقالات الأدبية والثقافية المنشورة في مجلات ومواقع فلسطينية وعربية، وهو عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين منذ عام 2018.

يرى منصور أن اتفاق أوسلو شكل نقطة تحول كارثية في نضال ومسيرة الشعب الفلسطيني، وبدد وحدته الداخلية وإنجازات انتفاضته الأولى وأنشأ طبقة سياسية (السلطة ومن يدور في فلكها من معارضة) مستفيدة ومتحكمة وغير ديمقراطية، انتجت تجربة حكم تمتاز بالتفرد والفساد وسوء الإدارة والارتهان بالتنسيق مع الاحتلال والاستئثار بالموارد والقرار الوطني. ويعتبر أن الانقسام نتيجة لأسلو ولا يقل ضررا وخطورة عنه، ويتحمل مسؤوليته الكل الفلسطيني الذي عجز عن إنتاج منظومة حكم وإدارة داخلية تعددية تتسع لكل الاتجاهات. يؤمن بأن المقاومة مشروعة ولا يمكن تحقيق الأهداف دونها، لكنها يجب أن تكون مرنة وأن تدار بشكل يتناسب مع الأهداف والمرحلة وعدم حصرها في أسلوب واحد، بل جعلها ميدان يشارك فيه كل الشعب، فالمقاومة الشعبية هي الأساس لأنها الأرض الخصبة للديمقراطية والشعبية الواسعة والجماعية التي تنشأ منها الأساليب الأخرى، وتبرز القيادات وتكتسب خبرتها وعلاقتها مع الجمهور والقضايا الوطنية، وهي ليست بديلا عن الأساليب الأخرى بل الحاضنة القوية التي تشكل القاعدة الصلبة التي تنطلق منها.

يؤكد منصور أن التحرير الكامل لفلسطين يكون من خلال تصفية النظام الاستعماري وفكره العنصري، وخلق نظام بديل يتسع للجميع دون تميز على أسس مساواة وحرية، وأن عودة اللاجئين حق أصيل فردي وجماعي وهو اللبنة الأساسية التي سيقوم عليها تصفية منظومة الاستعمار العنصرية. يرى أن الشراكة الوطنية لن تنجح دون وجود صيغة ديمقراطية، إضافة لثقافة مشاركة وتداول السلطة وشراكة في القرار على قاعدة ما يختاره الناس؛ فالشراكة ليست أيقونة ولا قيمة لذاتها، أو حكرا لفصيل دون غيره، بل فهم وأسلوب عمل تعطى للجميع دون استثناء ولا وصاية أو تمييز في المساهمة في العملية النضالية والمجتمعية، وواجب دفع القسط في مواجهة الاحتلال.

عاني منصور من الاحتلال؛ إذ تعرض للاعتقال عام 1993 وصدر بحقه حكما مخففا بالسجن مدة 22 عاما كونه قاصراً لم يبلغ 18 عاما وقت تنفيذ العملية، وجاء اعتقاله وهو في الصف الحادي عشر، ما حرمه من الحصول على الثانوية العامة، كما لم يتمكن من إكمال دراسته في الجامعة العبرية بسبب القيود التي وضعتها مديرية السجون على الدراسة إضافة إلى تكرار نقله بين السجون. كما منع من السفر مدة سبع سنوات متواصلة (2013-2020 )، وتم رفعه بعد التوجه إلى المحكمة العليا، وأعيد فرض المنع بحقه مجددا لمدة عام واحد بعد إصداره  رواية الخزنة عام 2022 لمنعه من الترويج لها والتوقيع عليها في معرض عمان الدولي للكتاب، كونها تتحدث عن تجربة الهرب من سجون الاحتلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى