عزمي بشارة
ولد عزمي بشارة في مدينة الناصرة المحتلة في الثاني والعشرين من تموز/ يوليو عام 1956، لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى قرية “ترشيحا” المهجرة في الجليل الأعلى، وهو متزوج وله ولدان. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في المدرسة المعمدانية في الناصرة، ونال درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة حيفا عام 1977، ودرجة الماجستير في الحقوق من الجامعة العبرية في القدس عام 1980، ودرجة الدكتوراه في الفلسفة والعلوم السياسية من جامعة هومبولت Humboldt University في برلين عام 1986. عمل محاضرًا في الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت بين عامي (1986- 1996)، وباحثًا رئيسًا في معهد “فان لير” The Van Leer Jerusalem Institute في القدس بين عامي (1990- 1996)، ومديرًا لمواطن – المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية ومقرها رام الله بين عامي (1994-2007)، ومديرًا عامًا للمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات في قطر منذ عام 2010.
انتمى بشارة في شبابه المبكرة لصفوف الشبيبة الشيوعية عام 1974، ونشط طلابيًا، وشارك في تأسيس اللجنة القُطْرية للثانويين العرب وانتخب رئيسًا لها لمدة عام، وكان من مؤسسي “اتحاد الطلاب الجامعيين العرب”، ومثّل الاتحاد ضمن لجنة “الدفاع عن الأراضي العربية” عام 1976، وهو مؤسس ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بين عامي (1995-2007)، وأحد أعضاء “الكنيست الإسرائيلي” بين عامي (1996-2007)، وعضوٌ في عدة لجان برلمانية منها لجنة علم الاقتصاد، ولجنة الدستور، ولجنة العدالة، ولجنة العمال الأجانب، وهو أول فلسطيني في الداخل المحتل يعلن نيته الترشح لمنصب رئيس وزراء دولة الاحتلال عام 1999. غادر فلسطين عام 2007، وقدم بعدها استقالته من “الكنيست” وقرَّر عدم العودة إلى فلسطين، واستقر في الدوحة، ثمَّ أعلن اعتزاله العمل السياسي عام 2017.
شارك بشارة في تأسيس عددٍ من المؤسسات الأهلية الأكاديمية والثقافية منها جمعية الثقافة العربية في الناصرة، ومركز مدى الكرمل للبحوث الاجتماعية التطبيقية، وهو عضو في مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية، وشَغَل كرسي جمال عبد الناصر في مركز دراسات الوحدة العربية بين عامي (2007- 2009)، ويرأس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامة منذ عام 2015، كما أنشأ صحيفة العربي الجديد باللغتين العربية والإنجليزية عام 2014، وشبكة تلفزيون العربي.
يعتبر بشارة أن اتفاق أوسلو هو “نكبة” حركة التحرر الوطني الفلسطينية، إذ حولها إلى سلطة تحت الاحتلال، وهو السبب في تهميش الشتات، وكان مقدمة للانقسام الفلسطيني لأنه كسر مصدر الشرعية المتمثل بالنضال ضد الاحتلال، ويرى أن الاتفاق أفرغ منظمة التحرير من المضمون والمعنى والصلاحية، ودفعها لتُخْلي مسرح التاريخ للسلطة الفلسطينية التي هي رهينة التفاوض والمصالح والسياسة.
يؤمن بأن المصالحة ضرورة فلسطينية للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها القضية الفلسطينية. ويرى أن مصلحة دولة الاحتلال أن تكون محاطة بدول عربية دكتاتورية؛ لأنه يمكن التعامل معها بسهولة ويمكن توقع سلوكها، وأن من أهداف موجة التطبيع الحالية التصدي للانتقال الديمقراطي في المنطقة.
صدر لبشارة العديد من المؤلفات التي تناولت موضوعات فكرية وسياسية واجتماعية وحقوقية في أكثر من لغة، وكتب عددًا كبيرًا من المقالات والدراسات في الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة، وألقى محاضرات كثيرة في مؤتمرات وندوات، وشارك في حوارات على فضائيات عربية وأجنبية، ومن كتبه بالعربية: “المجتمع المدني – دراسة نقدية” (1996)، ” قراءة في الخطاب السياسي المبتور ودراسات أخرى” (1998)، “العرب في إسرائيل رؤية من الداخل” (1999)، “الانتفاضة الفلسطينية وأثرها على المجتمع الإسرائيلي” (2002)، و”النهضة المعاقة”(2003)، و”من يهودية الدولة حتى شارون” (2004)، و”المسألة العربيّة: مقدّمة لبيان ديمقراطيّ عربيّ” ( 2007)، و”أن تكون عربيًا في أيامنا” (2009)، و”الثورة والقابلية للثورة” (2011)، و”الثورة التونسية المجيدة: تحليل بنية وصيرورة الثورة من خلال يومياتها”( 2012)، و”سوريا حرب الآلام نحو الحرية محاولة في التاريخ الراهن” (2013)، و”الدين والعلمانية في سياق تاريخي” (جزءان، 2013-2015)، و”ثورة مصر” (جزءان 2016)، و”تنظيم الدولة المكنَّى “داعش” إطار عام ومساهمة في فهم الظاهرة” (2018)، و”التحول الديمقراطي وإشكالياته: دراسة نظرية وتطبيقية مقارنة” (2020)، ومن رواياته: “الحاجز شظايا رواية” (2004)، و”حب في منطقة الظل” (2006)، وله مادة نثرية بعنوان” نشيد الإنشاد الذي لنا” (2008)، وديوان شعري بعنوان “فصول” (2009).
عانى بشارة أثناء مسيرته النضالية؛ حيث تم إيقافه من قبل شرطة الاحتلال مرتين على خلفية مظاهرات طلابية في جامعات الداخل المحتل ضدّ اليمين الصهيوني في سبعينيات القرن الماضي، وتعرض للاعتداء أثناء تواجده في خيمة الاعتصام ضد مصادرة الأراضي عام 1998، وأصيب برصاصة مطاطية أثناء مشاركته بمظاهرة ضد أمر هدم لبيت في مدينة اللد المحتلة عام 1999، وتعرّض بيته في الناصرة إلى اعتداء من عناصر في اليمين المتطرف بعد اندلاع هبة عام 2000 في الداخل المحتل، وحوكم أمام محكمة الصلح في القدس بتهمة تنظيم زيارات إلى مخيمات اللجوء في سوريا عام 2001، كما جرت عدة محاولات لمحاكمته ونزع الحصانة البرلمانية عنه، ومنعه من خوض انتخابات “الكنيست”، وقامت الأجهزة الأمنية بالتحقيق معه إثر عودته من زيارةٍ لسوريا عام 2006.
المصادر والمراجع:
- أبو فخر، صقر. “في نفي المنفى.. حوار مع عزمي بشارة”، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2017.
- مراجعة مع عزمي بشارة في برنامج وفي رواية أخرى على تلفزيون العربي من ست حلقات:
(رابط الحلقة الأولى): https://www.youtube.com/watch?v=PXcOgqnY3lk
- الموقع الرسمي لعزمي بشارة: https://www.azmibishara.com/