عرض كتاب: الواقع المعقد للشاب الفلسطيني
المؤلف: مايكل ميلشتاين
اللغة: العبرية
الناشر: مركز دايان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودار معرخوت
سنة النشر: 2022
عدد الصفحات: 250 صفحة
عرض: د. عدنان أبو عامر
- المقدمة:
يصدر هذا الكتاب “الإسرائيلي” الجديد وسط موجة من العمليات الفدائية الأخيرة منذ أواخر مارس وحتى منتصف مايو 2022، التي نفذها شبان فلسطينيون في العقد الثاني من أعمارهم بصورة فاجأت الأمن “الإسرائيلي”، لأنها كشفت النقاب عن هوية جديدة للجيل الفلسطيني الحالي، الذي نجح بمزاحمة المواقع التقليدية للقيادة الفلسطينية بحيازتهم على تأييد جارف بين الفلسطينيين، رغم أنهم في عمومهم ليسوا منتمين إلى الفصائل والتنظيمات، لكنهم مشبعون بمفاهيم الوطنية بعيدًا عن التأطير الحزبي.
يسلط الكتاب الضوء على عينة من مواصفات هذا الجيل الفلسطيني، وما يعانيه من تصدعات ثقافية واجتماعية، وحالة الانفصال بينهم وبين آبائهم وأجدادهم، وبعضهم يصنف نفسه على أنه “شباب بلا غد”، مما يدفع الحاجة إلى الوقوف على الخصائص الاجتماعية لهذا الجيل في مجالات التعليم والاقتصاد، ومساحة تأثيرهم وعيشهم بين انخراطهم في حالة الكفاح الوطني، وفي الوقت ذاته التوق إلى نمط حياة مستقر.
تعكس صورة هذا الجيل الفلسطيني الشاب وفق الرؤية الإسرائيلية، التغييرات العميقة التي شهدها النظام السياسي الفلسطيني بأكمله في العقود الأخيرة؛ لأنه جيل شهد توترات شديدة في الداخل والخارج، واستلهم وعيه من التطورات السياسية التي هزت الفلسطينيين منذ أوائل التسعينيات، بدءًا باتفاق أوسلو، والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل”، وصولًا إلى اندلاع انتفاضة الأقصى، مرورًا بالانقسام الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وانتهاءًا بأحداث الربيع العربي.
يستخلص المؤلف “الإسرائيلي” أن هذه الأحداث تركت بصمتها على الشباب الفلسطيني الذي بات يتجول فعليًا بين الأطر التي يعمل فيها: الخلايا العائلية، ونوادي الشباب، مروراً بالحرم الجامعي، وفروع التنظيمات، وصولًا إلى المظاهرات الشعبية، والمشاهد المسلحة.
- محتويات الكتاب
احتوى الكتاب “الإسرائيلي” على مقدمة وخاتمة وتقديم لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال السابق الجنرال “غادي آيزنكوت”، وثلاثة عشر فصلًا، ناقشت جميعها التطورات التي واكبت الشباب الفلسطيني في العقود الأخيرة، حتى وصل به الحال مؤخرًا إلى حالة الانخراط والانغماس الكامل في الهجمات الفدائية الأخيرة.
ناقشت فصول الكتاب أيضًا حالة الصراع الناشبة بين الأجيال الفلسطينية الشابة والقديمة، وتقييمها لما شهده النظام السياسي الفلسطيني من تطورات، والخصائص الأساسية لهذه الأجيال، وما أسماه المؤلف التصدعات الثقافية بين الشباب الفلسطيني، وتقديم دراسات مقارنة للشباب في قطاع غزة والضفة الغربية وشرقي القدس، وأثر توجه الشباب إلى الحرم الجامعي على معالم التغيير التي واكبت شخصياتهم، من خلال عملهم في القطاعات الطلابية، بجانب ظهور جملة شخصيات رئيسية يقودها الشباب الفلسطيني، فضلًا عن تأثير شبكة المعلومات والانترنيت على الأجيال الفلسطينية الصغرى الصاعدة، بالإضافة إلى تأثرهم بما أسماه المؤلف “ذاكرة النكبة”، وجاء الفصل الأخير ليطرح تأثيرات ثورات الربيع العربي على الشباب الفلسطيني.
يتوقع الباحث في الخلاصة كغيره من الباحثين “الإسرائيليين” توسيع نطاق المواجهات بين الشباب “الإسرائيلي” والفلسطيني، لأسباب كثيرة، أهمها ما وصفها بالعزلة العميقة بينهما، رغم أن التركيز “الإسرائيلي” “القاصر” تجاه الشباب الفلسطيني يتجه نحو الجوانب الأمنية والتطورات الميدانية فقط، مما يجعل تقييم ما يمرون به بحاجة للمزيد من الجوانب الأخرى كي تكتمل الصورة، لاسيما وأن الحالة الفلسطينية مصحوبة بحالة من عدم الاستقرار، خاصة بالنسبة للجيل الأصغر الذي يكتسب أهمية خاصة، كونه صاحب البصمة الأوضح في الهجمات الأخيرة، حتى باتوا يقودون المشهد الفلسطيني، باعتبارهم رمزًا للخلاص الوطني.
يرصد الكتاب جملة التغيرات التي طرأت على المجتمع الفلسطيني في العقود الأخيرة، انطوى بعضها على مخاطر على الأمن “الإسرائيلي”، وسط الكشف عن مجموعة فلسطينية اجتماعية شابة مشبعة بمشاعر الانفصال والعداء واليأس، تُرجمت إلى نشاط عنيف ضد الاحتلال، رغم أنها قد تتوجه بهذه المشاعر المحبطة ضد السلطة الفلسطينية ذاتها، كونها تتلقى الآن انتقادات حادة، وصورة سلبية من غالبية الجمهور الفلسطيني.
يخاطب المؤلف دوائر صنع القرار في “إسرائيل” بأن تكون على دراية بالتيارات العميقة التي يشهدها النظام السياسي الفلسطيني، بما فيه صعود جيل الشباب الذي يظهر شريكًا، وأحياناً منافسًا في نفس الوقت لباقي الطبقات السياسية الفلسطينية، مع العلم أن دراسة التغييرات بين الأجيال تعاني من مفارقة تاريخية مستمرة، دون الانتباه لحقيقة أن التعريفات الأساسية المتعلقة بمفهوم “الجيل” تختلف من فترة إلى أخرى، ومن شعب لآخر.
تتراوح أعمار فئة الشباب في الساحة الفلسطينية بين 17-25 عاما، وهي الفئة التي تترك بصمتها القوية على الأحداث السياسية بشكل خاص، لأنهم يندمجون في الحياة العامة، ويظهر أنهم مندفعون بقوة لتحقيق الأهداف التي يسعون إليها، على خلفية أجواء الأزمة المستمرة، وصعوبة تحقيق الأهداف الوطنية، والإحباط العميق من عمل الأجيال الأكبر سناً، التي فشلت في تحقيق الخلاص الجماعي، مما وجد طريقه في انتشار روح التضحية والجرأة التي يحملها هذا الجيل في داخله، وفي مواجهة تحديه الأساسي المتمثل بالاحتلال “الإسرائيلي”.
- بدايات الظهور:
ينطلق الكتاب من فرضية مفادها أن النقاش “الإسرائيلي” في مختلف الدوائر السياسية والأمنية والبحثية، بدأ بشكل أساسي منذ نهاية عام 2015، مع اندلاع هبة السكاكين، التي قادها جيل الشباب الفلسطيني، وشكلوا آنذاك رأس حربتها، مما أثار اهتمام الدوائر “الإسرائيلية”، وفي بعض الأحيان قلقُا عميقُا، مما دفعها إلى البحث في مختلف المصادر التي تؤدي إلى التعرف على طبيعة هذا الجيل، سماته، خصائصه، وتفضيلاته، ولهذا الغرض استخدِمت مجموعة متنوعة من الأساليب والمصادر من مختلف المجالات: البحث الأكاديمي، استطلاعات الرأي العام، والمواد الإعلامية، حتى كتب النثر والشعر والأفلام والمنتجات الثقافية.
تبين من خلال هذا التقصي “الإسرائيلي” الحثيث أنّ الشبان الفلسطينيين من المناطق الثلاث: الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، يتشاركون في جملة من الخصائص والتحديات المشتركة التي تختلف عما يواجهه الجيل الفلسطيني الشاب من فلسطينيي48 وأولئك المتواجدين في دول الشتات الفلسطيني، من خلال استخدام نظريات ومجالات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس، فضلًا عن إجراء جولات مطولة من الحوارات واللقاءات، في محاولة واضحة للتعرف على أنماط تفكير الشباب الفلسطيني.
يستعين المؤلف بآراء خبراء “إسرائيليين” بالساحة الفلسطينية للخروج باستنتاج مفاده أن الجيل الفلسطيني الشاب اليوم ليس مميزًا جدًا مقارنًة بالأجيال الفلسطينية الشابة في الماضي، لأن المقارنة بين الجيلين الشابين الفلسطينيين اليوم وفي الماضي، لابد أن تثير أوجه شبه واختلافات كبيرة، أولها أن الشباب الفلسطيني اليوم معرض أكثر من ذي قبل للعالم الخارجي، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى تأثير مساحة الشبكة العنكبوتية، لأن المجتمعات الافتراضية غالباً ما حلت محل المجتمعات الفعلية المحيطة بالشباب الفلسطيني مثل الأسرة والعشيرة والحي ومخيم اللاجئين والقرية، التي شهدت جميعها حالة من تراجع نفوذها.
يضاف إلى ذلك، أن ثورة المعرفة وشبكات التواصل والانترنت عملت على زيادة حدة التوتر الثقافي طويل الأمد في عالم الشباب الفلسطيني بين قطبي التقليد والحداثة، فضلًا عن تأثير الثقافة الاستهلاكية والترفيهية على حياتهم، خاصة في مدن الضفة الغربية الكبرى، وما كان ذات يوم مجالًا لعدد قليل، أو ممارسة سرية، أصبح اليوم متاحًا بين أيدي الكثيرين.
يعاني قسم كبير من الجمهور الفلسطيني ضائقة اقتصادية مستمرة، وعلى الرغم من ذلك، فإن الاختلاف الثاني بين شباب الأمس واليوم يظهر على المستويين السياسي والأيديولوجي، فالجيل الفلسطيني الشاب اليوم، وعلى عكس الأجيال الشابة في الماضي، التي تبنت مفاهيم ثورية، وغالبًا ما تكون قتالية، فإنه اليوم يتميز في معظمه بنزع الأيديولوجية والتسييس، وقد تجلى ذلك في تلاشي دعم المفاوضات السياسية كوسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية مع تعثر العلاقة بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية.
- تراجع الأحزاب:
نشأ مع مرور الوقت شعار تدريجي بديل عن السياسة يتجسد في شعار “بدنا نعيش”، ويكتسب دعمًا متزايدًا بين الشباب الفلسطيني، فضلًا عن حالة نزع الأيديولوجيا على خلفية الاغتراب المتزايد بين جزء كبير من الفلسطينيين، والنظام السياسي الحالي، خاصة في الضفة الغربية، حيث تستند قيادات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على الجيل المؤسس، وتمثلهم منظمات سياسية تفتقر إلى الوزن الجماهيري اليوم.
في الوقت ذاته، يستخلص الكتاب أن الشباب الفلسطيني اليوم بات ينظر إلى الحزب السياسي بوصفه هيئة فوضوية، في حين اعتبره ذات الشباب الفلسطيني في الماضي بمثابة وسيلة رئيسة للحراك السياسي والاجتماعي، في حين قاد اليأس المتزايد في صفوف الشبان الفلسطينيين من الأيديولوجيات والقيادات السياسية إلى دعم متزايد لفكرة الدولة الواحدة، مع قناعة فلسطينية أنه بمرور الوقت يلعب التوازن الديموغرافي لصالح الفلسطينيين، ويمنحهم الهيمنة داخل حدود هذه الدولة.
كشفت قطاعات عريضة من الشبان الفلسطينيين من خلال التجوال والمحادثات واللقاءات معهم، كما يوضح الكتاب، أن تفضيلها لخيار الدولة الواحدة يستند على المصالح الشخصية، دون نسيان الهوية الوطنية، بل “يؤطرها” حسب الظروف القائمة، خاصة وأنه نظرًا إلى صعوبة تحقيق الأهداف الوطنية في الوقت الحاضر، يفضل الشبان الفلسطينيون تحسين ظروفهم المعيشية، وتوفير حقوقهم المدنية، مع أن استطلاعات الرأي العام، خاصة بين جيل الشباب، أوضحت الدعم المتزايد لفكرة الدولة الواحدة.
يخرج الكتاب بما يعتبرها مسلّمة تفيد بأن جيل الشباب الفلسطيني الحالي أكثر تعليمًا ممن سبقوه، وبناءً على ذلك فإن توقعاته أعلى منهم، وكذلك حجم الإحباط الذي يواجهه في مواجهة فشله بتحقيق أهدافه من خلال التعليم الذي حصل عليه، وهو ما يتمثل بالمشاكل المعيشية التي تتجلى بشكل خاص في قطاع غزة، من حيث صعوبة تكوين خلايا أسرية، وزيادة معدلات الطلاق، والعنف والانتحار، وطفرة في معدل الباحثين عن علاج لمشاكل الصحة النفسية، وفي الوقت ذاته فإن عموم هؤلاء الشبان لا يرون في أنفسهم بعد قوة مؤثرة على المستوى العام، لأنهم يفتقرون إلى إطار تنظيمي، أو قيادة واعية حريصة عليهم.
يعيش الشباب الفلسطيني في مراكز منفصلة يجعلهم مجموعة غير متجانسة، وفي ظروف سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة، وبالتالي تستجيبُ كل شريحة منهم للتحديات التي يواجهونها بشكل مختلف، لكن قاسمهم المشترك أنهم يعيشون بين كفاح وطني من جهة، ومن جهة أخرى توق إلى نمط حياة مستقر، بين التضحية من أجل المصالح العامة، وتحقيق الذات؛ وبين التحرر الاجتماعي والقوانين التقليدية، ومع مرور الوقت يتحول الشباب الفلسطيني ظاهريًا إلى حالة من السلبية، وقبول الواقع كما هو، لكنهم في الوقت نفسه يشكلون نوعًا من “حاضنة” لتنمية الغضب الذي قد ينفجر عند نقاط النضج المناسبة.
يستشهد الكاتب بذلك بما تشهده الضفة الغربية من مواصلة الشباب الفلسطيني لتراكم الإحباط الذي قد ينفجر في وجه السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، مما يجعل افتراض أن الهدوء النسبي في هذه المنطقة قد يستمر فترة طويلة وهم مخيف، لأنه يمكن في لحظة واحدة أن تتلاشى صيغة “السلام الاقتصادي” بسرعة نسبية، لاسيما في مواجهة السيناريوهات المستقبلية مثل أزمة اقتصادية حادة، أو اشتباكات شديدة بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” في الضفة الغربية، أو حدث دراماتيكي في المسجد الأقصى.
يضع المؤلف يده على السيناريو الأكثر تطرفًا وتأثيرًا على واقع الشباب الفلسطيني، ويتمثل في رحيل أبو مازن، الذي قد ينظر إليه الكثير من الفلسطينيين خاصة جيل الشباب بأنه الوقت المناسب لإحداث التغيير في الواقع الفلسطيني المتحجر منذ عقود طويلة، ويمكن أن يتطور مثل هذا السيناريو إذا استُبدِل بممثلين عن القيادة الحالية في رام الله، الذين يواجهون نفورًا واحتقارًا من غالبية الجمهور الفلسطيني، خاصة في حال تم ذلك دون إجراء انتخابات مطلوبة لإنعاش النظام السياسي، وتجديد شرعية القيادة الفلسطينية، وعدم إشراك جيل الشباب في عملية صنع القرار الوطني، وقد يتطور مثل هذا الاحتجاج إلى صراع عنيف بين الجمهور والسلطة الفلسطينية، ستسمح لحماس بالسيطرة على أجزاء من الضفة الغربية، أو حتى المنطقة بأكملها.
- الخاتمة والاستدراك:
يختتم الكاتب الكتاب بوضع جملة من التوصيات الموجهة لصناع القرار في السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” الخاصة بالجيل الفلسطيني الشاب، لعل أولها تخفيف ضائقته الاقتصادية من خلال إعطاء الأولوية لهم بالحصول على تصاريح العمل في “إسرائيل”، والمستوطنات في الضفة الغربية؛ وثانيها توسيع نطاق الشباب المندمجين في التدريب المهني، لاسيما في المناطق الصناعية في الضفة الغربية، وإيجاد فرص عمل لهم في الدول العربية، خاصة دول الخليج.
أما عن التوصية الثالثة؛ فتتعلق بتوسيع نطاق اللقاءات بين الشباب “الإسرائيلي” والفلسطيني، وهي التي انطلقت فور توقيع اتفاقيات أوسلو، لكنها توقفت عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، بزعم أن هذه اللقاءات ستعالج النقص المتبادل في الألفة والاغتراب العميق بين الشباب من الجانبين، والتأثير في وعي الطرف الآخر، والتوصية الرابعة تتمثل بإحداث تغيير أساسي في محتوى الكتب المدرسية والجامعية على كلا الجانبين، مما يتطلب تصحيحًا من خلال الرجوع إلى التاريخ، ومحاولة إعطاء صورة مغايرة عن طرفي الصراع، بالإضافة إلى توصية خامسة وهي دمج عدد كبير نسبيًا من الشباب في مشاريع مدنية واسعة النطاق بتمويل دولي.
يقدم هذا الكتاب استخلاصًا “إسرائيليا” شاملًا عن النظرة إلى واقع الشباب الفلسطيني القائم في الأراضي المحتلة، مع العلم أن الكاتب هو ضابط رفيع المستوى في أجهزة الأمن “الإسرائيلية”، وربما انطلق في كتابه هذا من فرضيات أمنية استخبارية ذات طابع “استشراقي”، لكن من الواضح أنه بذل جهودًا كبيرة في الخروج بخلاصات تفيد صانع القرار “الإسرائيلي” في التعامل مع هذه الفئة السكانية المتزايدة في أوساط الشعب الفلسطيني.
في الوقت ذاته، لا يعني الجهد المبذول في إصدار الكتاب، التسليم بما ورد فيه من فرضيات واستنتاجات وتوصيات، على اعتبار أن هذا الكتاب منوط أساساً بدوائر الأمن والجيش والسياسة لدى الاحتلال، فما يناسبهم قد لا يناسبنا، فضلًا عن كونه يتعارض معنا، من النقيض إلى النقيض، الأمر الذي يستدعي بالضرورة إجراء تشريح دقيق وموضوعي لما ورد في السطور السابقة، ومحاولة توظيف ما يلائم الحالة الفلسطينية، وصولًا للارتقاء بفئة الشباب، القيادة المستقبلية للشعب الفلسطيني.