عدنان عصفور
ولد عدنان عاهد سعيد عصفور في مدينة نابلس في الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1963. متزوج، وله ثلاثة من الذكور وابنة. درس الابتدائية في مدرسة رفيديا الأساسية، والإعدادية في مدرسة ابن الهيثم، وأنهى الثانوية العامة في الفرع العلمي من مدرسة قدري طوقان عام 1982. التحق بكلية الهندسة في جامعة القدس، واضطر لترك الدراسة في السنة الثالثة بسبب ظروف اجتماعية واقتصادية قاهرة. حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1997 من جامعة النجاح الوطنية، والتحق ببرنامج الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية في نفس الجامعة عام 2009.
تأثر عصفور في بواكير عمره بأحداث وطنية كبرى مثل يوم الأرض عام 1976، الأمر الذي دفعه للانخراط في الفعاليات الوطنية صغيرا. اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1978 لمدة اثني عشر يوما. التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1979، وتأثر بالشيخين محمد طه البشتاوي وأحمد شبارو. توالى تعرض عصفور للاعتقال حتى أنَّه اعتقل في الفترة ما بين 1978- 1985 سبع مرات، كان يمضي في معظمها اثني عشر يوما ثم يُفرج عنه. شكّل عصفور مع الشهيدين صلاح دروزة وزهير لبادة في الانتفاضة الأولى ما عُرف حينها بـ "لجنة الطوارئ" وهي اللجنة المسؤولة عن الفعاليات الميدانية التابعة لحركة حماس في مدينة نابلس. اعتقل الاحتلال عصفور مجددا عام 1992 وحُوِّل للتحقيق في سجن نابلس المركزي لمدة أربعة أشهر متواصلة وجرى التحقيق معه حول تشكيل خلية عسكرية وتهريب المطارد حسام شلهوب إلى الأردن.
اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عصفور عام 1996 لمدة ثلاثة عشر يوما، ثمَّ اعتقل مجددا عام 1997 وأمضى في سجن جنيد في مدينة نابلس ثلاث سنوات. تجدد نشاط عصفور مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000، حيث أوكلت له حركة حماس مهام سياسية وإعلامية، وأصبح حاضرا في الفعاليات الجماهيرية واللقاءات التنظيمية والفصائلية، وشغل لفترة عضوية لجنة التنسيق الفصائلي في مدينة نابلس. اعتقل الاحتلال عصفور مجددا عام 2003، وحُوِّل للتحقيق لمدة 60 يوما، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن لمدة خمسة وعشرين شهرا. أسهم عصفور بعد خروجه من السجن في إدارة العديد من الملفات السياسية مثل الانتخابات البلدية والتشريعية والحوار مع حركة فتح وتشكيل الحكومة العاشرة. اعتقله الاحتلال مجددا عام 2006 في الحملة التي أعقبت أسر حركة حماس الجندي جلعاد شاليط، وصدر بحقه قرارٌ بالسجن ثلاثين شهرا، واعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نفس اليوم الذي أفرج عنه فيه، وتم إطلاق سراحه بعد ساعات بعد تدخلات من أطراف محلية وإقليمية. كُلِّف عصفور من قبل حركته بإدارة الحوار مع حركة فتح عام 2009 وكان من المرشحين للمشاركة في حوارات القاهرة إلا أن الاحتلال منعه من السفر، واعتقله في نفس العام وبقي رهن الاعتقال الإداري حتى عام 2012، واعيد اعتقاله مجددا عام 2013 وحوِّل للاعتقال الإداري لمدة اثنين وعشرين شهرا. ثم أعيد اعتقاله عام 2016 وأمضى في الاعتقال الإداري عشرين شهرا. وعصفور ممنوع من السفر من سنوات طويلة كما أن زوجته ممنوعة هي الأخرى منذ العام 2000.
يرى عصفور بأن القضية الفلسطينية ما زالت قضية مركزية للعرب والمسلمين رغم ما تمر به المنطقة من ظروف قاهرة، وبقاء الاحتلال يعني استمرار الصراع والمواجهة، والاحتلال إلى زوال طال الزمن أم قصر. ويعتقد بأن اتفاق أوسلو كان محطة سلبية في حياة الفلسطينيين أثَّرت على مشروعهم التحرري، حيث أعطى الاتفاق الشرعية للاحتلال وأسس لحالة انقسام داخل المجتمع الفلسطيني وأوجد التنسيق الأمني، لذا على الفلسطينيين تجاوزه والخلاص من تداعياته السلبية. يؤمن عصفور بأن الانقسام أضر بمصالح الفلسطينيين وقضيتهم العادلة وسببه عائد إلى عدم احترام خيار الشعب الفلسطيني، ومن واجب الفصائل الرئيسة أن تقدم تنازلات لصالح الشعب، وقد قدمت حركة حماس ما فيه الكفاية لصالح إنهاء الانقسام، ويعتبر بأن تحقيق الشراكة الوطنية واجب شرعي وضرورة وطنية وفريضة سياسية، ولا يمكن أن ينفي أحد الآخر. ويرى عصفور بأن منظمة التحرير بيت الشعب الفلسطيني وهي بحاجة إلى إصلاح وإعادة تفعيل بما يخدم القضية الفلسطينية، ومن مصلحة الفلسطينيين ومشروعهم التحرري دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيها وفق رؤية وطنية عامة متفق عليها.