عبد الناصر عيسى
ولد عبد الناصر عطا الله شاكر عيسى في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس في الأول من تشرين الأول/ اكتوبر عام 1968، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية طيرة دندن المهجرة قضاء حيفا المحتلة. درس المرحلة الأساسية في مدرسة مخيم عسكر التابعة لوكالة الغوث، والثانوية في المدرسة الإسلامية في مدينة نابلس، وحصل منها على الثانوية العامة، والتحق بجامعة النجاح في نابلس، ونال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة “تل أبيب المفتوحة” عام 2007 وهو في سجون الاحتلال، ودرجة الماجستير في دراسات الديمقراطية من نفس الجامعة عام 2009، ودرجة الماجستير الثانية في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2014.
التحق عيسى بجماعة الإخوان المسلمين على يد جمال منصور عام 1983، وأصبح عضوًا في اللجنة الطلابية المسؤولة عن المدرسة الإسلامية في نابلس، وانتمى لحركة حماس فور انطلاقها، وشارك في أنشطتها وفعالياتها في مقاومة الاحتلال الصهيوني، ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية، وأصبح مسؤولها الأول، وانتمى لخلية عسكرية تابعة لحركة حماس داخل مخيم بلاطة عام 1988، ثم انضم لصفوف “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس عام 1994، وتواصل مع محمد الضيف، والتصق بالمهندس يحيى عياش، وتنقل سرًا بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتعاون مع محي الدين الشريف، وساهم في تشكيل عددٍ من الخلايا العسكرية التي نفذت عمليتان استشهاديتان في حافلتين إحداها كانت تمر في إحدى شوارع مدينة “رامات غان” والثانية في حي “رامات أشكول” في القدس المحتلة، وقد حدثتا في شهري تموز وآب عام 1995، كما أنَّه حاول الفرار من سجن عسقلان عبر حفر نفق من داخل الغرفة 2 طوله عشرة أمتار.
يعتبر عيسى من قادة الحركة الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال، وقد ساهم في تشكيل أول هيئة قيادية عليا لأسرى حماس في سجون الاحتلال، وتم انتخابه رئيسا لها عام 2005، ويعتبر من مهندسي وثيقة الأسرى عام 2006، كما انتخب منسقًا عامًا للهيئة ونائبا للرئيس في الدورة السادسة بين عامي (2015- 2017)، ويترأس اللجنة السياسية في الهيئة منذ عام 2019.
مارس عيسى دورًا في الحياة الثقافية داخل سجون الاحتلال، خصوصًا في مجال التعليم، وهو المسؤول عن الملف الأكاديمي في سجون الاحتلال داخل حركة حماس. نشر عددًا من الكتب والدراسات والأبحاث المحكَّمة منها كتاب “مقاومة الاعتقال” (2011، مشترك)، ومن الأبحاث: “الليبرالية الجديدة في الاقتصاد واحتجاجات 2011 في إسرائيل” (2015)، و”تراجعات في الديمقراطية الإسرائيلية 2015- 2017″ (2018)، و”الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، الدوافع، والسيناريوهات، والتداعيات” (2020)، كما نشر عددًا آخر من المقالات التي تعنى بالقضية الفلسطينية والشأن الصهيوني.
عانى عيسى خلال مسيرته النضالية من الأسر والمطاردة؛ فقد أصيب برصاص الاحتلال مرتين: الأولى أثناء مشاركته في الاحتجاج ضد مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، والثانية إثر مواجهات اندلعت قرب مخيم بلاطة عام 1988، واعتقلته قوات الاحتلال أول مرة عام 1986، والثانية عام 1988 لمدة عامين ونصف، كما هدم الاحتلال الصهيوني منزله واعتقله للمرة الثالثة عام 1993 لمدة عام كامل، وحرمه من إتمام دراسته في جامعة النجاح، وطارده لمدة عام، واعتقله في مدينة نابلس في التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 1995، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة مرتين، وتعرض خلال الاعتقال لتحقيق قاس وتعذيب لمدة أربعة أشهر، وقضى في العزل الانفرادي مدة عامين ونصف بين عامي (1997 – 1999)، إضافة إلى العديد من مرات العزل على فترات، وأعاده الاحتلال للتحقيق أثناء سجنه أكثر من مرة، وتوفي والداه عام 2012 دون أن يلقي عليهما نظرة الوداع الأخير.
المصادر والمراجع:
- المركز الفلسطيني للإعلام: https://www.palinfo.com/250412
- المركز الفلسطيني للإعلام: https://www.palinfo.com/232360
- مركز فلسطين لدراسات الأسرى: https://www.asrapal.net/?p=17327