عبد اللطيف الطيباوي

ولد عبد اللطيف الطيباوي في مدينة الطيبة في الداخل المحتل في التاسع والعشرين من نيسان / إبريل عام 1910. درس المرحلة الأساسية في مدرسة طولكرم الأميرية، ودرس المرحلة الثانوية في الكلية العربية في مدينة القدس. ونال درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب العربي من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1929، ودرجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة لندن University College London.
عمل مدرِّسًا لمادة التاريخ في مدرسة الرملة والكلية العربية في القدس بين عامي (1929-1931)، وأصبح سكرتيراً خاصاً لمدير المعارف العام بين عامي (1931-1935)، وعمل مفتشًا وموجهًا تربويًا في عدة مدارس في المدن الفلسطينية بين عامي (1935-1941)، وأصبح مفتشًا عامًا في القدس عام 1948، وكان محاضرَا في معهد التعليم Institute of Education (IOE) في جامعة لندن University College London (UCL) حتى عام 1978، واستاذًا زائرًا في جامعة هارفارد Harvard University لمدة ثلاث سنوات.
أسس صندوقًا لدعم طلاب الدراسات العليا الفلسطينيين في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في بريطانيا.
نشر بداية حياته مقالًا عن الحرب العالمية الأولى في مجلة الهلال المصرية، ثمَّ نشر عددًا من المقالات في السياسية والتاريخ والأدب والتربية في المجلّات والصحف الفلسطينيّة والعربيّة باسمه وبأسماء مستعارة منها: صحيفة الدفاع الفلسطينية، ومجلات مثل: الكشاف، والمنتدى، والقافلة، ومجلة الكلية العربية، وشارك في تحرير عدد من المجلات الثقافية العربية مثل: المقتطف والعصور المصريتين، والعربي الكويتية، وقدَّم برامج في الإذاعة الفلسطينية في القدس قبل عام 1948، تناول فيها موضوعات في التاريخ والتربية والأدب، وألقى محاضرات في النوادي الفلسطينية مثل النادي العربي في يافا، والكلية العربية بالقدس.
وكان نشيطًا في المركز الثقافي الإسلامي في لندن، حيث ألقى محاضرات وكتب في دورية المركز “المجلة الإسلامية الفصلية”، وشارك في نشاطات المجلس الإسلامي الأوروبي، وبعض المؤسسات الثقافية والأكاديمية البريطانية، وأعّد وقدَّم برامج ثقافية وتاريخية في الإذاعة البريطانية، وساهم في مجلتها “المستمع العربي”، وعمل محررًا في بعض الصحف والمجلات العربية في الشتات مثل جريدة “العرب” اللندنية، و”المجلة الإسلامية الفصلية”. كتب بعض الدراسات في التاريخ منها: الغزالي في دمشق والقدس (1966)، وجمعية الآداب العربية في القدس (1974)، وحائط البراق والأوقاف الإسلامية في غربه (1980)، وعلماء القدس الشريف في القرن الثاني عشر (1981)، وتعليق على المستعمرات الألمانية في فلسطين (1981)، وبعض المدارس الإسلامية في القدس الشريف (1983).
له عدد من الإصدارات باللغتين العربية والانجليزية منها: التصوف الإسلامي العربي: بحث في تطور الفكر العربي (1928)، وجماعة إخوان الصفا (1930)، والتعليم العربي في فلسطين في عهد الانتداب (1956)، والمصالح البريطانية في فلسطين 1800-1901 (1961)، ومحاضرات عن تاريخ العرب والإسلام ( 1963)، مستشرقون ناطقون بالانجليزية (1964)، والمستشرقون الناطقون بالإنكليزية: دراسة نقدية (1964)، والرسالة المقدسية للغزالي (1965)، والمصالح الأمريكية في سوريا 1800- 1901 (1966)، والتغلغل الثقافي الروسي في سوريا وفلسطين في القرن التاسع عشر (1966)، وتاريخ سوريا الحديث بما فيه لبنان وفلسطين (1969)، والقدس ومكانتها في الإسلام والتاريخ العربي (1969)، والأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى، التربية الإسلامية أصولها وتحديثها في أنظمة التعليم العربية (1972).
ترجمت بعض كتبه من الإنجليزية إلى اللغات: العربية والفرنسية والإيطالية والفارسية، وقد تجاوز مجموع كتبه وبحوثه ومقالاته الـ 155 عنوانًا حتى عام 1978.
فاز بالجائرة الأولى في المسابقة الأدبيّة لـ “مجلّة الهلال” عام 1925، وجائزة مونرو عن دراسته “النصارى في عهد الرسول محمد والخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر”، وجائزة هوارد بلس في مباراة المباحث العلمية عن دراسته حول جماعة إخوان الصفا، ونال جائزة مونرو على بحثه حول معاهد العلم الإسلامية في بيت المقدس. أصدر المركز الثقافيّ الإسلاميّ في لندن كتابًا علميًّا باللغة الإنجليزيّة تكريمًا لمسيرته العلمية بعنوان “إكليل غارٍ عربيّ وإسلاميّ: مقالات تاريخيّة وتربويّة وأدبيّة مُقدَّمة لعبد اللطيف الطيباوي من زملاء وأصدقاء وتلاميذ” (1977)، اشترك في تأليفه واحدًا وثلاثين كاتبًا من جامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والوطن العربي منهم: إسحاق موسى الحسيني وطريف الخالدي وإبراهيم أبو لغد، وقد أعادت لجنة رعاية الإبداع في مدينة الطيّبة طباعة بعض أدبياته ضمن كتاب خاصّ تحت عنوان “خمسة أعمال عربيّة”، وأطلقت اسمه على شارع في المدينة، ونظّمت احتفالًا للإشادة بذكراه وإسهاماته العلميّة.
تعرض لحادث مرور في إحدى شوارع لندن وهو في طريقه إلى كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، وتوفي على إثره في السادس عسر من تشرين أول/ أكتوبر عام 1981.