عبد القديم زلوم
ولد عبد القديم يوسف زلّوم في مدينة الخليل عام 1924م. درس المرحلة الأساسية في المدرسة الإبراهيمية، والثانوية في مدرسة الحسين في الخليل، وحصل على شهادة الأهلية من جامعة الأزهر عام 1942، وشهادة العالية من كلية الشريعة في الأزهر عام 1947، والعالمية مع شهادة أخرى في تخصص القضاء الشرعي من نفس الجامعة عام 1949. عُيِّن مدرسًا في مدارس بيت لحم عام 1949، ثم في مدرسة أسامة بن المنقذ في مدينة الخليل عام 1951.
نشأ زلوم في أسرة متدينة، وتأثَّر حين كان طالبًا جامعيًا بجماعة الإخوان المسلمين وبزعيمها الإمام حسن البنا، حتى لُقِّب من قبل أقرانه الفلسطينيين بـ “البنا الصغير”، وقد مارس نشاطًا طلابيًا داخل جامعة الأزهر بين الطلبة الفلسطينيين والشاميين، وتردد على دار الإخوان في الخليل عام 1950، ثمَّ التقى بالشيخ تقي الدين النبهاني عام 1952م، وساهم معه في تأسيس حزب التحرير عام 1953، وشارك في رسم منهجه وصياغة مقولاته الرئيسة، وكان قريبًا من مؤسس الحزب حتى وُصف بأنَّه الذراع اليمنى له.
تصاعد نشاطه السياسي إبان الحكم الأردني للضفة الغربية؛ فشارك في الانتخابات البرلمانية في الأردن عام 1954، وعام 1956، وتواصل مع رئيس الجمهورية عبد السلام عارف إبان إقامته في العراق بين عامي (1959-1972)، ونشط في لبنان التي منحت الحزب ترخيصًا رسميًا بالعمل.
اختير زلوم أميراً للحزب بعد وفاة مؤسسه عام 1977، وقد التزم بفكر النبهاني وتوجهاته وآرائه، حتى وُصِف عهده بأنَّه ظًلٌّ للمؤسّس وامتدادٌ له، ومع ذلك فقد كان مسؤولًا عن بعض التعديلات والإضافات التي مسَّت النظام الداخلي والهياكل التنظيمية والمواقف الشرعية، منها تعديل النظام الداخلي، وإقرار هيئةَ انتخاب للأمير وديوانًا للمظالم، وأحداث منصب الناطق الرسمي باسم الحزب عام 1990، والإفتاء بجواز الدخول والمشاركة في الانتخابات النقابية والجمعيات الخيرية.
توسع الحزب في عهده جغرافيًا، فأصبح له امتداد في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأوروبا، وزادت نشاطاته الجماهيرية، من قبيل إقامة المهرجانات والندوات واللقاءات الصحفية والوقفات الاحتجاجية، إلا أنَّه عانى من صراعات داخلية، تحديدًا في تسعينيات القرن الماضي، أدَّت إلى انشقاقات عمودية وافقيه في أكثر من منطقة منها؛ الأردن وفلسطين وأوروبا، وقد خرج من الحزب عدد من قياداته منهم؛ أمين نايف ذياب ومحمد نافع عبد الكريم في الأردن، وعمر البكري محمد في بريطانيا، ومحمد شويكي في فلسطين، وأسَّس بعضهم أحزابًا جديدة، ورغم التأثير الكبير لهذه الانشقاقات على مكانة الحزب وزعيمه، إلا أنَّ زلوم بقي أميرًا إلى أن تنحى عن منصبه قبل شهر من وفاته.
ترك زلوم العديد من الكتب منها؛ الأموال في دولة الخلافة، ونظام الحكم في الإسلام، والديمقراطية نظام كفر، ومنهج حزب التحرير في التغيير، وحتمية صراع الحضارات، وكيف هدمت الخلافة.
عانى زلوم من الملاحقة في أكثر من دولة عربية وإسلامية، واعتقل أثناء الحكم الأردني للضفة مدة عامين ونفي من الخليل لفترة، وتم التضييق عليه في مهنة التدريس. توفي في التاسع والعشرين من نيسان/ إبريل عام 2003.
المصادر والمراجع:
- حريز، وائل.” حزب التحرير إذ تحلِّلُه الثورات. موقع مركز برق للسياسات والاستشارات/ استنبول. https://bit.ly/2TYYcdr
- “حلم الخلافة حزب التحرير والتمرد على الدولة”. دبي: مركز المسبار للدراسات والبحوث، 2011.
- دعنا، عدلي، وآخرون.” حزب التحرير الإسلامي في فلسطين الفكر والسياسة بين النظرية والتطبيق”. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 2015.
- السلوادي، فتح الله. “رجال لقيتهم”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، 2015.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.