عبد الستار قاسم
ولد عبد الستار توفيق قاسم الخضر خليلية في بلدة دير الغصون في محافظة طولكرم في الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 1948، وهو متزوج وله ولدان وابنتان. درس المرحلة الأساسية في دير الغصون والثانوية في مدرسة الفاضلية في مدينة طولكرم، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1967، ونال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1972، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كنساس الحكومية Kansas State University في الولايات المتحدة عام 1974، ودرجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري University of Missouri في الولايات المتحدة، ودرجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية من نفس الجامعة عام 1977، وحاز على لقب “بروفيسور” عام 1999. عمل محاضرًا في الجامعة الأردنية لمدة سنة ونصف بين عامي (1978-1979)، ومحاضرًا في جامعة النجاح بين عامي (1980-2013)، بالإضافة إلى جامعتي بيرزيت والقدس.
انخرط قاسم في النشاط السياسي في سن مبكرة من حياته، وقد صدَّر مواقف جريئة مساندة للمقاومة الفلسطينية وفصائلها، ومعارضة للتسوية وخيار المفاوضات، ودعا طوال حياته إلى سيادة القانون ومحاربة الفساد والتسلط داخل المؤسسات الفلسطينية الرسمية، وشارك في العديد من الفعاليات الوطنية في الأرض المحتلة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وحاول تأسيسَ تجمعٍ سياسي يعبر عن آراءه ومواقفه في تسعينيات القرن الماضي، وترشح للانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية عام 2005، لكنَّه ما لبث أن انسحب قبل إجراء الانتخابات.
كان قاسم ضيفًا دائمًا على عددٍ من الفضائيات والمحطات الإذاعية للتعليق على أحداث وقضايا فلسطينية وإقليمية، وشارك في مؤتمرات أكاديمية وفكرية وسياسية، وألقى عددًا كبيرًا من المحاضرات. صدر له خمسة وعشرين كتابًا من أشهرها: الفلسفة السياسية التقليدية، سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية)، الشهيد عز الدين القسام، المرأة في الفكر الإسلامي، الموجز في القضية الفلسطينية، السقوط إلى الهزيمة، القيادة الفلسطينية قبل عام 1948 وأثرها في النكبة، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في معتقل النقب، حرية الفرد والجماعة في الإسلام، قبور المثقفين العرب. نشر مئة وعشرين بحثًا وكتب مئات مقالات الرأي في الصحف والمواقع الالكترونية.
عانى قاسم أثناء مسيرته النضالية؛ إذ فصلته السلطات الأردنية من التدريس في الجامعة الأردنية لأسباب سياسية، ومَنَعَه الاحتلال من السفر منذ عام 1981، واعتقله عدة مرات، وفرض عليه الإقامة الجبرية أكثر من مرة بين عامي (1987-1993)، وحظر بعض كتبه ودراساته، واقتحم منزله وفتشه، واعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية ثماني مرات على خلفية مواقفه السياسية منها عام 1999 إثر بيان العشرين الشهير الذي وقَّعه مع مجموعة من المثقفين والسياسيين الفلسطينيين واعترض فيه على مظاهر الفساد في السلطة الفلسطينية، وتعرض لمحاولتي اغتيال عامي 1995 و2014 اتَّهمَ فيها عناصر في السلطة الفلسطينية بالوقوف وراءها، وأُحرقت سيارته مرتين واستُهدفت بالرصاص مرة، ووصله عشرات رسائل التهديد، وأوقف عن العمل في جامعة النجاح عام 2011 لمدة عام. أصيب بفايروس كورونا وتوفي في الأول من شباط/ فبراير عام 2021.