عبد الرحمن زيدان

ولد عبد الرحمن فهمي زيدان في بلدة دير الغصون شمال مدينة طولكرم عام 1960، وهو لاجئ من خربّة يمّا المحتلة عام 1948، ومتزوج وله ثلاث بنات وولد. بدأ تعليمه الابتدائي في الضفة الغربية، ثمَّ نزح مع عائلته إلى الكويت إثر نكسة عام 1967 ونال شهادة الثانوية العامة هناك عام 1978.

حصل زيدان على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة "الاباما" Alabama University في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1985، والتحق ببرنامج الماجستير في هندسة الطرق والمواصلات بجامعة النجاح الوطنية عام 1999، لكنَّه لم يتمكن من مناقشة رسالة الماجستير بسبب اندلاع انتفاضة الأقصى، فحصل على درجة دبلوم دراسات عليا عام 2002.

عمل زيدان مهندسًا في الكويت حتى عودته إلى فلسطين عام 1988، ثمَّ عمل في المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار "بكدار" حتى عام 2006.

تبنى زيدان الفكر الإسلامي منذ عام 1977، متأثرا بالحركة الإسلامية ونشاطاتها في الكويت، وكُلف مع آخرين من قبل حركة حماس بالعمل من داخل الأراضي المحتلة على تشكيل جناح عسكري تابع لها تحت اسم "كتائب عبد الله عزام"، فاعتقلته قوات الاحتلال عام 1993، وخضع لتحقيق قاسٍ في نابلس لمدة 93 يومًا، وصدر بحقه حكم لمدة ثلاثة سنوات ونصف، وكان من ممثلي الأسرى في سجن مجدو. بعد الإفراج عنه ببضعة أشهر اعتقل مجددًا لدى الاحتلال ضمن حملة اعتقالات عقب سلسلة عمليات فدائية في القدس المحتلة، مكث على إثرها 4 أشهر في الاعتقال الإداري.

فاز في الانتخابات التشريعية عن قائمة التغيير والإصلاح في انتخابات عام 2006، وعين وزيرا للنقل والمواصلات واعتقل بعدها مباشرةً لدى الاحتلال لمدة شهر، وفي عام 2007 اعتقل ضمن حملة اعتقالات واسعة شملت نواب حركة حماس وقادتها في الضفة الغربية، فمكث في السجن مدة 22 شهرًا، كما تعرض للتضييق من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي هاجمت منزله عام 2009، عقب تصريحاته بخصوص اغتيال الاحتلال للقيادي بكتائب القسام في طولكرم إياد شلباية، وأعيد اعتقاله لدى الاحتلال عام 2011 لمدة 16 شهرًا، وفي عام 2014 لمدة 10 أشهر، كما أنه مُنع من السفر منذ عام 1997 حتى عام 2007.

يرى زيدان أن المعضلة الكبرى في مسار التسوية تكمن في التفاوض على حقوق وثوابت فلسطينية غير قابلة للتفاوض ولا يمكن التنازل عنها، وفي ضعف الصفة التمثيلية للمفاوض الفلسطيني، وطغيان مصلحته الشخصية على المصالح الوطنية العليا للفلسطينيين، ويعتقد بأنَّ اتفاق أوسلو جاء مخيبًا للآمال، فرغم أنَّه حقق إنجازًا بوجود سلطة فلسطينية على الأرض، إلا أنَّه ضيَّع الكثير من الحقوق والثوابت، وقدم تنازلات كبرى للاحتلال، وكبل الشعب الفلسطيني اقتصاديًا.

يعتبر زيدان بأن الانقسام لم يكن وليد أحداث عام 2007، وإنما تعود جذوره إلى بداية الحديث الفلسطيني عن إمكانية قبول م.ت.ف بخيار التسوية السياسية والمفاوضات، الأمر الذي أدى إلى اختلاف عميق بين الفصائل الفلسطينية حول استمرار الكفاح المسلح أو السير على نهج التسوية والمفاوضات، وبعد عودة السلطة الفلسطينية تعمق الانقسام، خصوصًا بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، والتي لم تقبل بنتائجها حركة فتح، ويرى زيدان أن الخروج من المأزق السياسي الحالي يتم عبر إشراك التوجهات السياسية الفلسطينية كافة في السلطة ومنظمة التحرير، بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وتركيز المشروع الوطني على الخلاص من الاحتلال، ويعتقد بأن المقاومة بأشكالها كافة سواء الشعبية أو المسلحة حق مشروع كفلته الشرائع الدولية، لكن على الفلسطينيين استخدام كل شكل في وقته المناسب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى