عادل الترتير “أبو العجب”
وُلد عادل جميل شحادة الترتير المعروف بـ “أبو العجب” في بلدة رافات في محافظة رام الله والبيرة في الرابع عشر من آب/ أغسطس عام 1951، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى مدينة اللد المحتلة. شارك في تأسيس فرقة “بلالين” في مدينة القدس مع إميل عشراوي وماجد الماني وآخرين عام 1971، حيث قدَّمت الفرقة خلال أول خمس سنوات من عمرها عدة مسرحيات منها: مسرحية “قطعة حياة”، و”العتمة”، و”نشرة أحوال الجو”، و”ثوب الامبراطور”، و”الكنز”، و”شجرة الجوز ويونس الأعرج”، و”تربايتك عمي”، و”تع تخرفك يا صاحبي”، و”عنتورة ولطوف”.
أسّس مسرح صندوق العجب مع فرانسوا أبو سالم ومصطفى الكرد وأنيس البرغوثي عام 1976، معلناً مرحلة جديدة في دمج السرد الشعبي مع الأداء المسرحي، حيث قدَّمت الفرقة عدة مسرحيات منها: “لمَّا انجنينا” (1976)، و “من يعلق الجرس”، و”الحقيقة”، و”الأعمى والأطرش”، و”القبعة والنبي”، ومن أعماله مونودراما “راس روس” عام 1980، حيث كانت أول مونودراما فلسطينية نفذها بنفسه، وشكَّلت بداية للمسرح المنفرد في فلسطين، ومن مسرحياته: تغريبة سعيد بن فضل الله (مشترك، 1979)، وسلسلة حكايات أبو العجب (1993).
بدأ الترتير بتجسيد شخصية الحكواتي مع صندوقه المتنقل “صندوق العجب” منذ عام 1993، وعرض من خلاله قصصًا مصورة يستطيع الأطفال مشاهدتها عبر نوافذ زجاجية تمر من أمامها الرسوم، وقدَّم الحكايات الشعبية للأطفال في القرى والمخيّمات والمدن، وفي المدارس والنوادي والتجمّعات، واستخدم أسلوب الحكواتي الشعبي، وجمع بين السرد القصصي والتماهي المسرحي، وكان التراث الشعبي الفلسطيني من أهم مصادره، إضافة إلى المواطنين البسطاء.
عمل في التأليف والإخراج والتمثيل والديكور، وشارك في التمثيل السينمائي وفي بعض التمثيليات الإذاعية والتلفزيونية والأفلام الوثائقية منها فيلم أنتجته قناة الجزيرة الوثائقيّة، وأخرجته فيسنا شلبي عن “أدب المقاومة” بعنوان: “اتفرج يا سلام”.
قدَّم الترتير خلاصة تجربته في ورشات عمل ولقاءات مع فنانين عرب في مدن عربية مثل الشارقة والقاهرة وتونس والجزائر والخرطوم. أُعدَّ عن حياته فيلم وثائقي بعنوان “حكاية عادل” عُرض عام 2002، وفيلم وثائقي من إعداد فضائية الجزيرة بعنوان “حكايات العابرين – 5 أبو العجب – فلسطين” عُرض عام 2018، وأجريت معه العديد من المقابلات التلفزيونية والإذاعية التي تحدث فيها عن تجربته الفنية، كما أجريت معه مقابلات في عدد من المجلات والصحف الفلسطينية والعربية والأجنبية.
حصل على العديد من الجوائز التقديرية منها جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، في مجال أفضل الرواة وحملة التراث (الكنوز البشرية الحيّة) / الفئة العربية، وكرَّمته وزارة الثقافة الفلسطينية في يوم المسرح العالمي عام 2005.
توفي في العاشر من تموز/ يونيو عام 2025، ودفن في مقبرة رام الله الجديدة.
