طارق قعدان

ولد طارق حسين قعدان في بلدة عرابة قضاء جنين عام 1972، لأسرة لاجئة تعود أصولها إلى مدينة حيفا المحتلة في أراضي عام 1948. درس في مدارس بلدة عرابة، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1997، وعمل في الزراعة.

 تأثر قعدان بالنشاطات الوطنية منذ كان طالبًا في المدرسة، وكان لاستشهاد ابن خاله بكر شيباني مطلع الانتفاضة الأولى أثره الكبير في دفعه للانخراط في النضال الوطني، فانضم لصفوف حركة الجهاد الإسلامي. طارد الاحتلالُ قعدان أواخر عام 1988 لأكثر من عام، وعاش حياة المطاردة مرة أخرى عام 1996 لمدة سنة كاملة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقوات الاحتلال إثر استشهاد د. فتحي الشقاقي، وطارده الاحتلال مجددًا عام 1999 لمدة سنتين حتى تمكن من اعتقاله بعد اجتياح الضفة الغربية عام 2002، وتوالت اعتقالاته في سجون الاحتلال حتى قضى أكثر من 10 سنوات، جميعها في الاعتقال الإداري.

خاض قعدان عدة إضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال، كان أولها عام 1992 ضمن إضراب جماعي للحركة الأسيرة، وخاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام مع مجموعة من المعتقلين الإداريين في سجن «الدامون» لمدة أحد عشر يوماً عام 1997، ودخل إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة ستة عشر يومًا لمساندة الأسير خضر عدنان عام 2011، وبعد أسبوعين من تعليق الإضراب دخل في إضراب جديد لمساندة الأسيرة هناء الشلبي، كما شارك في إضراب الأسرى المعزولين عام 2012، ودخل في إضراب مفتوح عن الطعام ضد الاعتقال الإداري برفقة عدد من الأسرى عام 2013، ونجح في الحصول على قرار يقضي بعدم تمديد اعتقاله الإداري مرة أخرى.

تعرض قعدان للاعتقال السياسي لدى جهاز الأمن الوقائي في مدينة جنين عام 2011، وهو ممنوع من السفر من قبل قوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، كما أنَّه حُرم من إكمال تعليمه بسبب اعتقالاته المتكررة ومطاردته من قبل الاحتلال.

أصبح قعدان متحدثًا إعلاميًا باسم حركة الجهاد الإسلامي، وممثلًا للجهاد في القوى الوطنية والإسلامية في جنين، كما أنَّه من قيادات الجهاد الإسلامي داخل سجون الاحتلال.

يرى قعدان بأنَّ اتفاق أوسلو بمثابة كارثة وطامة كبرى لها أثرها المدمر على الشعب الفلسطيني، ولا تقل خطورة عن النكبة والنكسة، معتبرا أن الاتفاق فرط بكل الثوابت والمقدسات والأرض، وهو كسر لحالة العداء والتضاد مع العدو الصهيوني، وقد خلَّف عقلية استعداء الأخ ومصالحة العدو، ونسف التكوين النفسي للفلسطيني، داعيا لمراجعة برنامج التسوية وحسم خيارات الفلسطينيين بالذهاب إلى المواجهة مع الاحتلال، ويعتقد بأن الانقسام الفلسطيني بدأ منذ اتفاق أوسلو عام 1993 الذي أدى إلى بروز انقسام في البرامج داخل الحركة الوطنية، واصفا الانقسام بالكارثة الكبيرة والعار في تاريخ الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة العمل لرأب الصدع وإعادة اللحمة للحركة الوطنية. وينظر قعدان إلى منظمة التحرير أنها حاضنة للشعب الفلسطيني، ودخول الفصائل المقاومة فيها مهم وضروري، ولكن بعد إصلاحها وإعادة الاعتبار للهوية الإسلامية للشعب الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني، ويرفض قعدان الدخول في مؤسسات السلطة الفلسطينية باعتبارها من مخرجات اتفاق أوسلو، ويرى بأن المقاومة بأشكالها كافة بما فيها المسلحة حق مشروع في كل الأعراف والقوانين الوضعية والربانية، معتبرا المقاومة قدرا وليست خيارا فقط، وهي أسلوب استرداد الحقوق، فيما يرى أن المقاومة السلمية والشعبية برغم أهميتها إلا أنها لن تدفع العدو لتقديم تنازلات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى