صلاح الخواجا
ولد صلاح حسين الخواجا في الخامس من تموز/ يوليو عام 1968 في بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، لأسرة فلسطينية تعود أصولها إلى خربة الظُّهَيرية المهجرة قرب الرملة، وهو متزوج وله ولد وبنت. تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة نعلين، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة بيتونيا عام 1985، ونال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القدس المفتوحة، ودرجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2015، وحصل على ماجستير آخر من جامعة العالم العربي بلبنان. عمل في التجارة عام 1996، ثمَّ عمل في معهد الإعلام والسياسات الصحية والتنموية في رام الله.
تأثر الخواجا في بداية شبابه بالحالة الوطنية العامة وبالجبهة الشعبية التي تبنى خطها السياسي عام 1984. اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1984، ثمَّ توالت اعتقالاته لتصل إلى أحد عشر عاما، ومُنع من السفر لفترة طويلة. ركَّز نشاطه الوطني على تطوير العمل التطوعي في فلسطين، وهو عضو في سكرتاريا اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة BNC، وهي أكبر ائتلاف أهلي فلسطيني، ومشارك رئيس في حركة مقاطعة “إسرائيل” وسحب الاستثمارات منها BDS، كما أنه من مؤسسي الحملة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، وعضو في الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو في لجان التحضير لمسيرات النكبة والعودة، وقيادي في حركة المبادرة الفلسطينية، وشارك في حوارات القاهرة لإنهاء الانقسام.
يتبنى الخواجا الفكر القومي التقدمي، ويحدد موقفه من الأطراف المختلفة بقربها أو بعدها عن القضية الفلسطينية، ويكتب في الشأن الفلسطيني لا سيما في قضيتي الأسرى والاستيطان، ويشارك باستمرار في مداخلات في الإذاعات المحلية والفضائيات.
يرى الخواجا أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني يمر عبر استراتيجية تتكون من أربعة عناصر، هي؛ الوحدة، وقيادة وطنية، واستراتيجية كفاحية تتبنى تحقيق تحالف أممي مناهض للاحتلال وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وخلق النموذج المتبع، ويعتبر أن اتفاق أوسلو هو السبب الرئيس في الانقسام الداخلي الفلسطيني، ولعب دورًا في الدفع باستفراد جهة بعينها في اتخاذ القرار الوطني على قاعدة المصالح الحزبية الذاتية بدلا من المصلحة الوطنية، وقد وضع الاتفاق القيادة الفلسطينية بين فكي كماشة، واستند عليه الاحتلال لتثبيت سياساته على الأرض، ويطالب الخواجا بالتخلي عن الاتفاق، والعودة لبناء حركة تحرر وطني، وليس حركة للتعايش مع الواقع الموجود، ويعتقد أن الانقسام هو تحقيق لحلم الحركة الصهيونية، خصوصًا مع تحوله من انقسام سياسي لانقسام جغرافي، مطابق في نتائجه لما نصَّ عليه مشروع أيلون الاستيطاني الذي قام على تقسيم الضفة الغربية إلى 11 كانتون، والتعامل معها على أنها أراضٍ متنازع عليها وليست محتلة.
يرى الخواجا أن القانون الدولي يكفل الحق بالمقاومة بكافة أشكالها، ويحق لأي طرف اتخاذ الشكل المناسب في المقاومة، معتبرا المقاومة الشعبية الطريقة الأكثر فعالية في الحالة الفلسطينية، والتي من الممكن أن تقدم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب يطالب بالحرية والعدالة، وتنجح في استمالة كل الجهات في العالم لصالح القضية الفلسطينية وبناء تحالفات محلية وإقليمية ودولية لمواجهة الاحتلال، ويعتقد الخواجا أن على الجميع المشاركة في القرار الوطني، ففلسطين ليست مسؤولية طرف بعينه، وليس هناك شعب في العالم تحرر من الاستعمار دون أن يكون موحدًا، مؤكدا أن الشعب سيتوحد عاجلًا أم آجلًا، فليس هنالك خيار إلا بالوحدة، وفق برنامج واستراتيجية موحدة يجمع عليها الكل الفلسطيني.