صبحي ياسين
ولد صبحي محمد ياسين في مدينة شفا عمرو في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1920. درس المرحلة الأساسية والإعدادية في مدرسة شفا عمرو وفي مدرسة البرج الإسلامية في حيفا.
التحق بالعمل الوطني في مرحلة مبكرة من حياته، فشارك في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) ضمن فصيل شفا عمرو، وكان ضمن مجموعة شنت غارات على المستعمرات الصهيونية في الشمال مثل كفار يوحنان وكفار حاييم وكفار حاسديم وتل النحل وغيرها بين عامي (1938-1939)، وشارك في معركة ترشيحا الكبرى عام 1939، والتحق بجيش الإنقاذ، وشارك في المعارك التي خاضها الجيش أثناء أحداث النكبة منها معركة جدين قرب ترشيحا في كانون الثاني/ يناير عام 1948.
عاش في مخيم اليرموك في سوريا بعد النكبة، وشارك في مواجهة مشاريع التوطين في خمسينيات القرن الماضي، وفي تأسيس الاتحاد القومي الفلسطيني عام 1959، حيث فتح له مكتبًا في غزة ودمشق، وكان من أوائل من نظَّم عمليات التسلل إلى الداخل المحتل انطلاقًا من الضفة الغربية وقد عُرفت مجموعته المتسللة باسم ” خالد بن الوليد”، وكانت على علاقة بالنظام المصري، وشرع بتشكيل خلايا مقاومة في الضفة الغربية بالتعاون مع المقاوِمَيْن أبو إبراهيم الكبير ومحمد عبد العزيز أبو رية تحت اسم كتيبة “الفدائيين”، والتي تلقت دعمًا مصريًا، حيث شنَّت هذه الخلايا هجمات على مواقع الاحتلال في الداخل المحتل في خمسينيات القرن الماضي، كما شارك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
استقر في مصر بعد عام 1961، وشكَّل منظمة طلائع الفدا لتحرير فلسطين من اتحاد عددٍ من المنظمات الفلسطينية منها؛ منظمة الفدائيين الأحرار، ومنظمة تحطيم مشاريع التوطين، ومنظمة عرب فلسطين، وقد أعلن عن انطلاقتها في 29 آذار عام 1963، متخذةً من القاهرة مقرًا لها، وأصدرت بيانها الأول في 15 أيار عام 1963، كما أصدرت عددًا من النشرات، وكان لها قواعدها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعُرف جناحها العسكري باسم “فرقة خالد بن الوليد”.
استقر ياسين في الأردن بعد هزيمة حزيران عام 1967، وأقام مع عناصر منظمته قاعدة فدائية في أحراج جرش، وكان عضوًا في المكتب الدائم لمؤتمر المنظمات الفدائية الذي شكلته بعض الفصائل ومنها حركة فتح في إطار التنافس مع قيادة منظمة التحرير، وشاركت إحدى مجموعاته في معركة الكرامة في آذار عام 1968، وشارك في أعمال المجلس الوطني الفلسطيني في تموز عام 1968، واندمجت منظمته مع حركة فتح في أيلول من ذات العام.
يُعد صبحي ياسين منظِّر ثوريًا، وقد أصدر خلال الستينيات عددًا من الكتب منها: طريق العودة إلى فلسطين (1960)، ونظرية العمل لاسترداد فلسطين (1964)، والفكر والمدفع طريق فلسطين (1966)، والثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936-1939 (1967)، وحرب العصابات في فلسطين (1967).
عانى ياسين أثناء مسيرته النضالية؛ إذ ألقى البريطانيون القبض عليه، وحكموا عليه بالإعدام، إلا أنَّهم أطلقوا سراحه مع عددٍ الأسرى في أعقاب انتصارات ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وعاش النكبة وأهوالها واضطر للهجرة من فلسطين والسكن في مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، وسُجن على يد السوريين أثناء المحاولة الانقلابية عام 1963، وقد اغتيل في ظروف غامضة في الأردن في التاسع عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 1968، ودفن في القاهرة.
المصادر والمراجع:
- الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.