شكري أبو بكر
ولد شكري أحمد محمد أبو بكر حماد في مدينة كاتندوفا Catanduva في البرازيل في الثالث من شباط/ فبراير عام 1959، لأب فلسطيني وأم برازيلية، وهو متزوج وله ولد وأربع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة ذكور سلواد، وفي مدارس الكويت، ودرس المرحلة الثانوية في الكويت، وحصل على الثانوية العامة عام 1977، والتحق بكلية مُنكويرماوث للتعليم العالي Monkwearmouth في مدينة سندرلاند Sunderland في بريطانيا لدراسة الهندسة، ثمَّ التحق بكلية سيمينول الأهلية seminole college في مدينة سانفورد Sanford في ولاية فلوريدا Florida عام 1980، ونال درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية أورلاندو Orlando College في الولايات المتحدة عام 1984، والتحق بجامعة انديانابولس University of Indianapolis في ولاية انديانا Indiana لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1986.
انخرط أبو بكر في النشاط الإسلامي في شبابه المبكر، وشارك في تأسيس نواة الحركة الطلابية الإسلامية الفلسطينية في المدارس والجامعات الكويتية، وفاز بعضوية الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلبة فلسطين/ فرع الكويت عام 1976، ليكون أول إسلامي عضوا منتخبا في الاتحاد، ونشط أيضا في بريطانيا، حيث شارك في تأسيس الرابطة الإسلامية للشبان الفلسطينيين في بريطانيا عام 1979، ثمَّ انتقل إلى الولايات المتحدة، وشارك في تأسيس عدد من الاتحادات والمؤسسات والجمعيات مثل: الاتحاد الإسلامي لفلسطين في أمريكا الشمالية IAP عام 1981، والاتحاد الإسلامي لفلوريدا العظمى Islamic Society of Greater Florida، والرابطة الإسلامية لفلسطين عام 1983، ورابطة الشباب المسلم العربي MAYA التي عمل مديرا لها بين عامي (1985 – 1990)، وعمل مديرا لمكتب الجمعية الثقافية (جمعية خيرية ثقافية إسلامية) في مدينة شيكاغو Chicago في ولاية النيوي Illinois عام 1984.
نشط أبو بكر منذ عام 1979 في إقامة المؤتمرات والمهرجانات في الولايات المتحدة، والتي كانت تستضيف قيادات وكوادر الحركات الإسلامية في الوطن العربي وفي العالم، وشارك في إلقاء المحاضرات وعقد الندوات حول القضية الفلسطينية ومستجداتها والدين الاسلامي والعمل الخيري.
أسس مع محمد المزين وغسان العشي صندوق الأرض المحتلة في الولايات المتحدة مع بداية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، بهدف تقديم الدعم والإغاثة للمتضررين في فلسطين جراء ممارسات الاحتلال، وقد توسع عمل الصندوق وتحول عام 1990 إلى مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنميةHoly Land Foundation for Relief and Development ، وأصبح أبو بكر المدير العام للمؤسسة، وكان لها مقر مركزي في مدينة لوس أنجلوس Los Angeles في ولاية كاليفورنيا California ثم في مدينة دالاس Dallas في ولاية تكساس Texas.
ركَّزت المؤسسة نشاطها في فلسطين وعملت على إغاثة المنكوبين فيها، وبناء عدد من المشاريع الخيرية من روضات أطفال ومستشفيات ومقرات لجمعيات خيرية ونواد للشباب، وقدمت معونات مادية لليتامى، ومنحا دراسية للطلبة، كما عملت في المجال الإغاثي في مناطق أخرى حول العالم منها الأردن ولبنان والبوسنة والهرسك وكوسوفو، وأصبحت المؤسسة أكبر مؤسسة إغاثة في الولايات المتحدة، وقد زار أبو بكر في إطار عمله في المؤسسة أكثر من بلد حول العالم منها البوسنة والهرسك.
عانى أبو بكر في حياته؛ حيث استجوبته المخابرات الامريكية أول مرة عام 1983، بسبب نشاطاته في خدمة الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة ومناصرة قضايا المسلمين حول العالم، ثمَّ كرَّرت استجوابه عدة مرات، وتعرضت مؤسسة الأرض المقدسة والعاملين فيها للمضايقة من قِبَل السلطات الأمريكية منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين إلى أن أخرجتها السلطات الأمريكية عن القانون وأغلقتها وصادرت ممتلكاتها وأرصدتها عام 2001 واتَّهمها بتمويل حركة حماس، واعتقلت أبو بكر بالإضافة إلى محمد المزين وغسان العشي وعبد الرحمن عودة ومفيد مشعل في السابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 2004، وأفرجت عنهم بعد أيام، ثم خضعوا للمحاكمة مجددا عام 2007، وقد برَّأتهم المحكمة، ثم خضعوا للمحاكمة مجددا عام 2008، وتم إدانتهم، وَوُضع أبو بكر في السجن في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2008، وحكمت محكمة أمريكية عليه بـالسجن لمدة خمسة وستين عاما وذلك في السابع والعشرين من أيار/ مايو عام 2009، وتعرض في سجنه للتضيق والعزل الانفرادي لسنوات، كما تعمَّدت السلطات الأمريكية وضعه في سجن يعيش فيه أخطر المجرمين في الولايات المتحدة، ويبعد أميال كثيرة عن مكان سكن عائلته، وماتت ابنته سنابل عام 2013 ووالده عام 2017 ولم يستطع توديعهما.