سهام البرغوثي
ولدت سهام محمد عبد السلام البرغوثي في مدينة الخليل في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني / يناير عام 1948. درست المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس رام الله، وحصلت على البكالوريوس في المحاسبة من كلية التجارة في جامعة الإسكندرية عام 1970. عملت في حقل التدريس في فلسطين بين أعوام (1971-1976)، ثمَّ محاسِبة في مكتب الشؤون الفنية في التربية والتعليم بين أعوام (1976- 1981)، وشغلت منصب مدير عام التنمية الريفية في وزارة الحكم المحلي عام 1996، ثمَّ عينت وزيرة للثقافة بين أعوام (2009-2013).
بدأت البرغوثي نشاطها الوطني وهي في المدرسة الثانوية، فانخرطت بالعمل التطوعي، ونفَّذت مع أخريات مشاريع خيرية مثل شق الطرق في المناطق الريفية، وتنظيف البلدات، وإضافة غرف صفية للمدارس، ومساعدة الفلاحين في مواسم الحصاد وقطف الزيتون. انتمت للجبهة الديمقراطية عام 1975، وارتقت في السلم التنظيمي داخلها حتى أصبحت عضوة في اللجنة المركزية بداية الثمانينيات. منعها الاحتلال من السفر مدة عشر سنوات، وفرض عليها الإقامة الجبرية في منزلها بين أعوام (1980- 1982)، ثمَّ اعتقلها عام 1982 لمدة عامين ونصف. انتقلت عام 1987 للسكن في الأردن ملتحقة بزوجها المبعد، وعادت إلى فلسطين عام 1990. انشقت عن الجبهة الديمقراطية وساهمت مع آخرين في تأسيس الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا” عام 1990، وكانت عضوة في مكتبه السياسي، كما شغلت منصب نائب أمينه العام. ساهمت في تأسيس وإدارة العديد من المؤسسات النسوية والمجتمعية والإعلامية كاتحاد لجان العمل النسائي، وطاقم شؤون المرأة، وجمعية العمل النسوي وغيرها، ومثَّلت المرأة الفلسطينية في العديد من المؤتمرات النسوية العربية والدولية.
تؤمن البرغوثي بالماركسية وتنادي بالديمقراطية والمواطنة. وترى أن القضية الفلسطينية تواجه وضعًا معقدًا، فحكومة الاحتلال تريد الاستيلاء على الأرض والقضاء على حل الدولتين، في المقابل ما زال الفلسطينيون صامدون على أرضهم ومتمسكون بحقهم في الحرية والاستقلال وفي نهاية المطاف لابد لأي شعب مهما طال الاحتلال أن يتحرر.
تبنت البرغوثي المسيرة السلمية واقتنعت بمبادرة السلام الفلسطينية التي أطلقها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، ورأت في اتفاقية أوسلو بداية المشوار لتحقيق حل الدولتين، لكن تطرف الاحتلال وعدم التزامه بالاتفاق أدى إلى إنهائه، وتعتقد البرغوثي أن منظمة التحرير هي البيت الفلسطيني الذي يجمع الكل، ومن الضروري إدخال حركة حماس فيه، خصوصًا أنَّها قبلت بها كإطار جامع لكل الفلسطينيين، وترى بأن المستفيد الوحيد من الانقسام واستمراره هو الاحتلال الإسرائيلي، ولابد من توفر الإرادة السياسية لدى طرفي الانقسام لإنهائه، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات، وتعهد كافة الأطراف باحترام النتائج، وتعتقد البرغوثي أن من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال، وترى بأن تاريخ الحركة الوطنية يعلمنا بأنه يجب اختيار الأداة والشكل والأسلوب المناسب في الوقت المناسب، حتى نتمكن من تحقيق الهدف.