سمير أبو نعمة
ولد سمير إبراهيم محمود أبو نعمة في بلدة بتير في محافظة بيت لحم في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس القدس، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الأقباط في القدس، ونال درجة البكالوريوس في إدارة الفنادق من الأردن. عمل في فنادق مدينتي عمان والعقبة.
التحق أبو نعمة بحركة فتح، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية، وكان جزءا من خلية عسكرية تابعة لها ضمت طارق وعبد الناصر حليسي، وإبراهيم عليان، وحازم عسيلة، وكان حلقة الوصل بين قيادة الخلية في الخارج ممثلة في القيادي حمدي سلطان، وبين أعضاء الخلية في فلسطين، وقاد أبو نعمة عمليات إمداد الخلية بالسلاح، وقد تمكَّنت الخلية من تنفيذ عدة عمليات ضد قوات الاحتلال، منها طعن جندي إسرائيلي، وتفجير إحدى حافلات الاحتلال في مدينة يافا المحتلة في كانون الأول/ ديسمبر عام 1983.
انخرط أبو نعمة في فعاليات الحركة الفلسطينية الأسيرة ضد سياسات مصلحة السجون الصهيونية، بما فيها مشاركته في الإضرابات عن الطعام، وأصبح من كوادر الحركة الأسيرة.
عانى أبو نعمة من الاحتلال؛ فقد اعتقل في العشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 1986، وخضع لتحقيق قاس في مركز تحقيق المسكوبية في القدس لمدة شهرين، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن المؤبد، وهدم الاحتلال بيته المستأجر عام 1986، وعانى في سجون الاحتلال من تهتك في قاعدة الأعصاب في رقبته، ومن آلام متواصلة في يده اليمنى، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العمود الفقري، وأجرى خلال وجوده في السجن ست عمليات جراحية، كما أنَّه تنقَّل في أكثر من سجن منها: مستشفى سجن الرملة، وريمون، وشطة، وعسقلان، وفقد والدته وثلاثة من أشقائه وعدد من الأقرباء من الدرجة الثانية خلال فترة اعتقاله، دون السماح له بوداعهم، ومنهم شقيقه وليد الذي توفي ليلة استعداده لزيارته عام 2016، وتعرض للعزل الانفرادي أكثر من مرة، والأسير أبو نعمة واحد من بين خمسة وعشرين أسيرا من قدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، لم يتم إطلاق سراحهم في كافة صفقات التبادل حتى الآن.
حيث يقضي ما تبقى من عمره.
انتظرت والدة الأسير أبو نعمة فرحة الإفراج عنه ضمن المفاوضات التي تمت بين الاحتلال والسلطة، غير أن اسمه جرى استثناؤه من بين عدد آخر من أسماء الأسرى، وانتظرت والدته لاحقاً حتى توفيت عقب ثلاث سنوات من اعتقاله، وهي تنتظر.
اليوم، يتمكن شقيق الأسير أبو نعمة وحده من زيارته في عسقلان، هو يتحضر لزيارة قريبة له، ليخبره بآخر تفاصيل الحياة التي سلبت منه، سيقفان على شباك الزيارة، وسيجد شقيقه وائل في كل ما سيقول كلاماً غير ذي جدوى، فماذا يقال لأسير أمضى كل هذه السنوات داخل الأسر؟
عائلة الأسير أبو نعمة كغيرها من عائلات الأسرى القدامى، ومنهم 13 أسيراً من مدينة القدس، توقفت عن العد منذ سنوات، ومرغمةً توقفت عن الأمل، فكيف هو حال الأسير أبو نعمة داخل السجون؟ وكيف تقلصت أحلامه من عالمٍ مفتوح إلى أربعة جدرانٍ يخرج منها بأمرٍ من السجان، وحسب رغبته؟