سميح القاسم

ولد سميح محمد القاسم في مدينة الزرقاء الأردنية في الحادي عشر من أيار/ مايو عام 1939، وهو متزوج وله أربعة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرسة الرامة في الجليل الأعلى، والثانوية في مدرستي تراسنطة والناصرة الثانوية في مدينة الناصرة المحتلة، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة عام 1957، والتحق بمعهد العلوم الاجتماعية في موسكو عام 1971. عمل مدرِّسًا في مدارس الجليل والكرمل بين عامي (1958-1963)، ثمَّ عاملًا في المنطقة الصناعية في مدينة حيفا المحتلة، ومفتشًا في دائرة تنظيم المدن في الناصرة، ومحررًا في صحف ومجلات الحزب الشيوعي “الإسرائيلي”، مثل صحيفة الغد الصادرة في حيفا بداية ستينيات القرن الماضي، والطبعة العربية من صحيفة “هعولام هازيه” الصادرة في “تل أبيب” عام 1966، وصحيفة الاتحاد الصادرة في حيفا عام 1966، ورئسَ تحرير مجلة الجديد، وأسس مع عصام خوري منشورات عربسك في حيفا عام 1973.

نَشِط القاسم سياسيًا منذ شبابه المبكر، فأسس منظمة الشباب الدروز الأحرار عام 1958، ورفض التجنيد الإجباري في الجيش الصهيوني عام 1960، وشارك في نشاطات حركة الأرض بداية ستينيات القرن الماضي (حركة سياسية عربية في الداخل المحتل ذات توجهات قومية)، وانتمى للحزب الشيوعي “الإسرائيلي” عام 1967، وشارك في تأسيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عام 1977 (جسم سياسي في الداخل المحتل مكوَّن من تحالف يساري عربي- يهودي)، وانتخب عضوًا في مجلس محلي بلدة الرامة في الجليل عن الجبهة، وترأَّس لجنة الشباب في المجلس، وكان عضوًا في لجنة المبادرة الدرزية، واللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية، ولجنة أنصار السجين. وكان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي إلى أن استقال من الحزب مطلع تسعينيات القرن الماضي.

نَشِطَ القاسم على الصعيد الثقافي المؤسسي؛ فأسس وأدار المؤسسة الشعبية للفنون في حيفا بداية ثمانينيات القرن الماضي، ورَئِسَ اتحاد الكتاب العرب في الداخل المحتل عام 1948 بين عامي (1986-1994)، وأصدر فصلية ” إضاءات” في الناصرة عام 1996. يعتبر من أبرز شعراء فلسطين في العصر الحديث، وقد امتاز شعره بروح فلسطينية متمردة على الاحتلال ورافضة لسياساته، وباحتوائه قيم الصمود والتحدي والبقاء على الأرض، حتى صُنِّف في الأوساط الفلسطينية والعربية ضمن أهم شعراء المقاومة في الأرض المحتلة، وقد نال العديد من الجوائز المحلية والعربية والدولية. صدر له أكثر من 70 كتابًا في الشعر والقصة والمسرح، وتُرجمت أعماله إلى أكثر من عشر لغات، ومن إصداراته: مواكب الشمس (شعر، 1959)، وأغاني الدروب (شعر، 1964)، ودمي على كفِّي (شعر، 1967)، ودخان البراكين (شعر، 1968)، وسقوط الأقنعة (شعر، 1969)، وقرقاش (مسرحية، 1970)، وعن الموقف والفن (نثر، 1970)، وديوان سميح القاسم (1970)، والموت الكبير (شعر، 1972)، من فمك أدينك (نثر، 1974)، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم! ( شعر، 1974)، إلى الجحيم أيها الليلك (حكاية، 1977)، ديوان الحماسة (شعر، 1978)، أحبك كما يشتهي الموت (شعر، 1980)، الصورة الأخيرة في الألبوم (حكاية، 1980)، جهات الروح (شعر، 1983)، لا استأذن أحدًا (شعر، 1988)، الرسائل (نثر مع محمود درويش، 1989)، مطالع من أنثولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام (دراسة، 1990)، دخان الأغنية (نثر، 1990م)، الأعمال الناجزة (7 مجلّدات، 1991)، الكتب السبعة (شعر، 1994م)، سأخرج من صورتي ذات يوم (شعر، 2000)، حسرة الزلزال ( نثر، 2000)، بغداد وقائد آخر(شعر، 2008)، كتاب القدس (شعر، 2009).

عانى القاسم أثناء مسيرة حياته؛ فقد عايش أحداث نكبة فلسطين عام 1948، وطارده الاحتلال، ثم اعتقله أول مرة عام 1960، ثم توالت اعتقالاته، ووضعَه رهن الإقامة الجبرية، وطرده مِن عمله مرَّات عدّة، وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل في الوطن وخارجه. مرض بسرطان الكبد وتوفي في التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 2014.

المصادر والمراجع

  1. الجعفري، وليد. “حوار مع سميح القاسم حول تجربة العمل السياسي في فلسطين المحتلة”. “صامد الاقتصادي”، العددان 50 و51، تموز-تشرين الأول، 1984.
  2. حليحل، علاء. “سميح القاسم: أفنيت عمري في خدمة القصيدة (مقابلة خاصة)”. “الكرمل الجديد”، العدد 3-4، ربيع- صيف 2012.
  3. القاسم، سميح.” إنها مجرد منفضة”. حيفا: دار راية للنشر، 2011.
  4. طه، محمد علي. “رفيق العمر وصديق الخير: ذكريات عن الشاعر سميح القاسم”. “أوراق فلسطينية”، العدد 13، صيف 2016.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى