سليمان النجاب
ولد سليمان رشيد النَّجاب في قرية جيبيا في محافظة رام الله والبيرة في الثالث من أيلول/ سبتمبر عام 1934، وهو متزوج وله ولد وبنت. عمل مدرسًا في إحدى المدارس الحكومية.
انخرط في العمل الوطني بداية خمسينيات القرن الماضي ضمن صفوف الحزب الشيوعي الأردني، وشارك في الفعاليات الشعبية التي اندلعت احتجاجًا على سياسات النظام الأردني وتحالفاته الإقليمية والدولية سيما حلف بغداد، ودعا إلى تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وعدم الهجرة، واعتبر ذلك خطوة مهمة في مواجهة النتائج الكارثية لحرب حزيران عام 1967، وساهم في الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال الصهيوني، ولعب دروًا مهما في إنشاء نواة للعمل العسكري المقاوم التابع للحزب الشيوعي داخل الأرض المحتلة أوائل سبعينيات القرن الماضي، وتعاون مع الأطر الوطنية المختلفة من أجل تشكيل الجبهة الوطنية الفلسطينية عام 1973، وكان أحد أبرز قادتها.
تدرج سليمان في السُّلم التنظيمي للحزب الشيوعي الأردني حتى أصبح نائبًا لأمينه العام، وشارك في قيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني عندما انفصل عن الحزب الشيوعي الأردني عام 1982، واختير عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1987، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني والمجلس المركزي في نفس العام، وركّز جهده إبان الانتفاضة الأولى عام 1987 على دعم لجان الأرض ومقاومة الاستيطان، وساهم في تأسيس حزب الشعب الفلسطيني عام 1991، وكان عضوًا في لجنته المركزية ومكتبه السياسي ورئيسا لقيادة فرعه في الخارج، وقد أعيد انتخابه مجددًا للمكتب السياسي في المؤتمر الثالث للحزب عام 1998.
ظلَّ النجاب طوال حياته مدافعًا عن الخط السياسي للحزب الشيوعي ورؤيته لحل القضية الفلسطينية، حيث تبنى الدعوة إلى تطبيق قرار التقسيم (181)، والتفاوض مع الاحتلال وفق حل الدولتين، وشجَّع قيادة منظمة التحرير على دخول مسار التسوية على هذا أساس، لكنَّه أعلن معارضته لتوقيع اتفاق أوسلو، واعتبره مخلًا بالثوابت الفلسطينية.
عانى النجاب أثناء الحكم الأردني للضفة الغربية وأثناء الاحتلال الصهيوني لها؛ إذ اعتقلته السلطات الأردنية عام 1957 وزجَّته في معتقل الجفر الصحراوي لمدة ثمانية أعوام، وطارده الاحتلال، وماتت والدته وهو مطارد، واعتقلته المخابرات الصهيونية في أيار/ مايو عام 1974، ومارست بحقه تعذيبًا قاسيًا، وبقي في السجن تسعة أشهر، وأطلق سراحه إثر حملة إعلامية دولية مناصرة له، وأُبعد إلى جنوب لبنان في شباط/ فبراير عام 1975.تنقَّل بعد إبعاده عن فلسطين في أكثر من عاصمة عربية منها عمان ودمشق وتونس، وعاد إلى الضفة الغربية عام 1994 بعيد توقيع اتفاق أوسلو وظلَّ فيها حتى توفي بمرض السرطان في الحادي عشر من آب/ أغسطس2001 أثناء رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة ودفن في فلسطين.
المصادر والمراجع:
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- وثائقي حول سيرة سليمان النجاب من إنتاج المكتب الإعلامي لحزب الشعب:
https://www.youtube.com/watch?v=e4FF_xT_4eI&list=ULIJJ8zOV7Yp4&index=117