زكريا محمد

ولد داود محمود عيد محمود شقير المعروف بـ “زكريا محمد” في السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر عام 1950 في قرية الزاوية في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وله ولد وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الزاوية وبديا، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة سلفيت الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1969، ونال درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة بغداد عام 1975.
عمل في الصحافة أثناء إقامته في بيروت وعمَّان ودمشق، وكان كاتبًا ومحررًا لعدد من الصحف والمجلات والنشرات الفلسطينية المتخصصة بالشأنين السياسي والثقافي منها: مجلة الحرية، ومجلة الفكر الديمقراطي، وصحيفة الأيام الفلسطينية. أصبح نائبًا لرئيس تحرير مجلة الكرمل عام 1994، وعمل محررًا في مؤسسة مواطن في رام الله. كان عضوًا مؤسِّسًا في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات (مركز مسارات)، وعضوًا في مجلس إدارة مركز خليل السكاكيني.
انتمى في بداية حياته للجبهة الشعبية، ونشط في العمل الطلابي في الجامعات الليبية، ونشط أيضًا طلابيًا في جامعة بغداد، ثم التحق بحزب العمال الشيوعي الفلسطيني ونشط في مجموعاته السرية أثناء وجوده في الأردن، ومنح نفسه اسمًا حركيًا ” زكريا محمد” فور وصوله سرًا إلى بيروت، حيث أخذ يكتب في نشرة الحزب “في طريق الانتصار”، وكان يعيش حينها في مخيم عين الحلوة. شهد الحرب الأهلية في لبنان، واجتياح بيروت عام 1982. تحول إلى الجبهة الديمقراطية عام 1982، وعاش في دمشق، وكتب في مجلة “الحرية” التابعة للديمقراطية، واختار لاحقًا الانضمام إلى الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا”، وأسس مع رفاق له صحيفة “راية الاستقلال”.
عُرف عنه معارضته للخيار السياسي لقيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بعد أوسلو خصوصًا في سنوات حياته الأخيرة، وأعلى صوته في نقد اتفاق أوسلو، وزادت نبرة معارضته حدة بعد مقتل المعارض نزار بنات، وشارك في مظاهرات وسط رام الله ضد قمع أجهزة الأمن لحرية التعبير، وضد الاعتقال السياسي، وكتب مقالات وتغريدات في هذا الشأن.
نشط في الجانب الثقافي والبحثي أثناء إقامته في رام الله منذ عام 1994، وألقى محاضرات عامة، وقدَّم مداخلات وأرواق بحثية في مؤتمرات ثقافية وأكاديمية، وشارك في مهرجانات شعرية عالمية منها مهرجان معهد العالم العربي في باريس عام 2001. نشر عددًا من الإصدارات في مجالات الشعر والرواية والميثولوجيا وأدب الأطفال والتاريخ، كما نَشَرَ عددًا من الدراسات والمقالات السياسية التحليلية، ومن إصداراته: نخلة طيء – كشف سر الفلسطينيين القدماء(2003)، وعبادة إيزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية (2009)، وذاتُ النحيين: الأمثال الجاهليّة بين الطقس والأسطورة (2011)، وديانة مكّة في الجاهليّة: الحمس والطلس والحلّة (2012)، وديانة مكّة في الجاهليّة: كتابُ الميسر والقداح (2014)، ومُضَرِّط الحجارة: كتابُ اللقب والأسطورة (2014)، واللغز والمفتاح: رُقم دير علا ونقوش سيناء المبكّرة (2015)، وعندما سُحقت حية موسى: نشوء اليهودية في فلسطين في العصر الفارسي (2018).
وصدر له أيضًا في أدب الأطفال منها: أول زهرة في الأرض (2008)، ومغني المطر (2010)، ومن رواياته: العين المعتمة (1997)، وعصا الراعي (2003)، ومن دواوينه الشعرية: قصائد أخيرة (1980)، وأشغال يدوية (1990)، والجواد يجتاز أسكدار (1994)، وضربة شمس (2003)، وحجر البهت (2008)، وكشتبان (2014)، وعلندي (2016)، وزرواند (2021). تُرجمت إحدى أعماله إلى اللغة الكورية. حصل على جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع عام 2020.
عانى زكريا محمد في حياته، إذ لاحقه النظام الأردني وحكمت عليه المحاكم الأردنية غيابيًا لمدة خمسة عشرة سنة، وأوقفته أجهزة الأمن العربية أكثر من مرة، واعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية لفترة قصيرة في الخامس والعشرين من آب/أغسطس عام 2021. مرض بسرطان الدم، وتوفي في مدينة رام الله في الثاني من آب/ أغسطس عام 2023.