زكريا الزبيدي
ولد زكريا محمد الزبيدي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين عام 1976، وتعود أصوله إلى بلدة قيسارية بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1984، درس في مدرسة المخيم، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1998، والبكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة عام 2013، والماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت عام 2019. عمل في جهاز الأمن الوقائي منذ العام 1994، وانتقل للعمل في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عام 2008.
انخرط الزبيدي في العمل الوطني في سن مبكرة، ونشط في الانتفاضة الأولى حيث أصيب في ساقه، واعتقل لأكثر من مرة، وقضى في السجن ما يقارب 7 سنوات ونصف. التحق بصفوف حركة فتح داخل سجون الاحتلال عام 1989، وشغل عدة مناصب تنظيمية، فانتخب ممثلاً للأسرى الأشبال في سجن تلموند، قبل أن يعزله الاحتلال في عزل بئر السبع لمدة ثلاثة أشهر، والتحق بصفوف كتائب شهداء الأقصى إبان الانتفاضة الثانية في جنين، وأصبح الناطق باسمها. استشهدت والدته وشقيقه وهُدم منزله خلال معركة مخيم جنين عام 2002، وأعيد إعمار منزله فهدمه الاحتلال مرة أخرى. تعرض الزبيدي لأكثر من سبع مُحاولات اغتيال من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية، إلى أن استقر في مقر الأمن الوقائي في بيتونيا عام 2013، لمدة أربع سنوات في إطار اتفاقية بين السلطة والاحتلال، ومن ثم سُمح له بالتحرك داخل مدينة رام الله.
انتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح خلال المؤتمر السادس للحركة، وأعيد انتخابه مرة أخرى عام 2017، وأوكلت له مسؤولية ملف الشهداء والجرحى والأسرى في المجلس الثوري. اعتقل الاحتلال الزبيدي مجددًا في شهر شباط 2019.
يعتبر الزبيدي بأن أتفاق أوسلو كان فرصة لتحرير جزء من الأرض، وموطئ قدم للانطلاق منها نحو التحرير الكامل، رغم ما فيه من سلبيات، ويرى أن الانقسام صفحة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته جلبَ لها الدمار، ومسؤولية حدوثه تقع على جميع الأطراف. ويؤمن بأنه من حق الشعب الفلسطيني المقاومة بأشكالها كافة لدحر الاحتلال، بدون تجزئة أساليب النضال وفصلها عن بعضها البعض، ويؤيد دخول التوجهات السياسية كافة بما فيها الإسلامية إلى منظمة التحرير الفلسطينية؛ كونها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا الدخول برأيه مصلحة وطنية عُليا.