رائد صلاح

ولد رائد صلاح سليمان أبو شقرة محاجنة في مدينة أم الفحم في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وخمس بنات. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس أم الفحم، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1976، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة في جامعة الخليل عام 1980. عمل في مجال الأعمال الحرة بين عامي (1980- 1985)، ثم عمل محررًا لمجلة “الصراط” بين عامي (1986- 1989)، ثمَّ انتخب رئيسًا لبلدية أم الفحم بين عامي (1989-2001).

نشأ صلاح في بيت متدين، وتأثر في بداية شبابه بعدد من رموز جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين مثل الشيخين أحمد ياسين ومحمد فؤاد أبو زيد، ونشط في المجالين الدعوي والاجتماعي، وبرز في العمل المؤسسي والنقابي؛ حيث أسس الرابطة الإسلامية “جسم إسلامي اجتماعي وتربوي وثقافي وفني” في منطقتي المثلث والجليل، وساهم بتأسيس مجموعة من المؤسسات الإغاثية العاملة في فلسطين مثل جمعية الإغاثة الإسلامية عام 1988، وجمعية الإغاثة الإنسانية، ومؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية.

 فاز برئاسة بلدية أم الفحم في ثلاث دورات انتخابية بين عامي (1989-2001)، وكان في الفترة نفسها نائبًا لرئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ونائبًا لرئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب، وانتخب رئيسًا للحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) عام 1996، كما أصبح عضوًا في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة عام 2000، وترأس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية منذ عام 2000، والتي ساهمت باستعادة الفلسطينيين لعددٍ كبيرٍ من المساجد في الداخل المحتل وإعمارها، وأصبح رئيسًا للجنة أسرى الحرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا عام 2005، وشارك في أسطول الحرية الهادف لفك الحصار عن قطاع غزة  عام 2010.

 قاد صلاح حملة لحماية المسجد الأقصى من التهويد على مدى سنوات طويلة، ونجح في كشف الحفريات الصهيونية أسفله، وسيَّر حافلات إليه تحمل المصلين فيما عُرف بـ “مسيرات البيارق”، وأسس مؤسسة الأقصى، وأقام مشروع مصاطب العلم في ساحاته منذ عام 2000، ونفَّذ عددًا من المشاريع الإعمارية داخله منها افتتاح المصلى المرواني، وإعمار الأقصى القديم، وإقامة وحدات للوضوء عند أبواب حطة والأسباط والمجلس.

دعا صلاح إلى إعادة تشكيل المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل بما يكفل تكوين ما أطلق عليه “المجتمع العصامي”، بحيث يتمكَّن من الحفاظ على هويته الفلسطينية وقيمه الإسلامية العليا، ومواجهة مخططات أسْرَلَته، وأعلن رفضه انخراط الفلسطينيين في المؤسسات الرسمية الصهيونية وفي مقدمتها “الكنيست”.

شارك في عددٍ كبيرٍ من اللقاءات والمؤتمرات وقدَّم المحاضرات، وكتب العديد من المؤلفات في السياسة والأدب، منها، “رسالة من المسجد الأقصى إلى كل غيور” (2007)، و”الحياة في السجن” (2017)، و”يوميات سجين” (2017)، و”مطارد مع سبق الإصرار” (2017)، و”إضاءات على ميلاد الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا” (2019)، و”قراءة سياسية في توراة اليوم” (2020)، وله ديوان شعري بعنوان “زغاريد السجون” (2007)، كما أنَّه رسام.

 عانى صلاح أثناء مسيرته النضالية؛ فقد منعه الاحتلال من العمل في التعليم في المدارس الحكومية، وتم استجوابه عدة مرات، وفرضت عليه سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية في أم الفحم لمدة نصف عام، ثم تكرر الأمر عدة مرات، واعتقله الاحتلال أول مرة عام 1980، ثمَّ توالت اعتقالاته في الأعوام 2003 و2010 و2011 و2016 و2020، وبلغت عدة سنوات، كما فتش بيته ومكتبه عدة مرات، ومنعه من دخول القدس عام 2009، ثمَّ توالى المنع لمرات عديدة، وحاول الاحتلال اغتياله مرتين عام2000 و 2010، واعتقلته السلطات البريطانية عام 2012، وحظر الاحتلال حركته الإسلامية في السابع عشر من كانون أول/ نوفمبر 2015، وحظر مصاطب العلم في نفس العام، ومنعه الاحتلال من السفر عام 2017.

المصادر والمراجع:

  1. أبو هلال، وائل خالد. 2018. حوارات في تاريخ الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 مع الشيخ رائد صلاح. بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.
  2. وثائقي مراجعات مع الشيخ رائد صلاح على فضائية الحوار (تسع حلقات)

رابط الحلقة الأولى: https://www.youtube.com/watch?v=NzfyJqIumgo

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى