خالد الحسن “أبو السّعيد”
ولد خالد محمد سعيد الحسن “أبو السعيد” في قرية “إجزم” المهجرة قضاء مدينة حيفا المحتلة، في الثالث عشر من شباط/ فبراير 1928م، وهو متزوج وله أربعة أولاد وابنة. أنهى المرحلتان الأساسية والثانوية في مدارس حيفا، والتحق بكلية لندن للاقتصاد London School of Economics لدراسة الاقتصاد عام 1947. عمل مدرسًا للغة الإنجليزية في المعهد العربي الإسلامي في سوريا لعدة سنوات، ثم عمل موظفًا في مجلس الإنشاء والإعمار الكويتي، ثم سكرتيرا في بلدية الكويت.
نشأ خالد الحسن في أسرة متدينة وتأثر بتوجهات والده الدينية والوطنية، فانتسب في شبابه المبكر للنادي الإسلامي في حيفا، والتصق في سوريا بالمراقب العام للإخوان المسلمين د. مصطفى السباعي، ثمَّ أسس تنظيمًا سريًا أسماه “مجموعة تحرير فلسطين” عام 1949، وكان من كوادر حزب التحرير الأولى في مرحلة التأسيس.
انضم لحركة فتح عام 1960، وشارك في المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في مدينة القدس عام 1964، وأصبح عضوًا في اللّجنة المركزية لفتح عام 1967م، وأوكلت له مهمّة رئاسة لجنة العلاقات الخارجيّة في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1968، وساهم في إعادة صياغة الميثاق القومي الفلسطيني، وأصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وتولى رئاسة دائرتها السياسية بين الأعوام (1969-1971)، وعُيِّن مفوضًا للتعبئة والتنظيم في فتح بين الأعوام (1971 – 1974)، ثم مسؤولا عن الإعلام الموحد التابع للحركة منذ مطلع الثمانينيات.
بنى الحسن شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة؛ فانفتح على الأردن ومصر ودول الخليج سيما السعودية، وتواصل مع برلمانات وحكومات العديد من الدول الغربية، وترك إرثًا دبلوماسيًا غنيًا دفع البعض لوصفه بـ”رجل التسويات والمصالحات”.
يعتبر الحسن من كبار منظري حركة فتح وممن صاغوا مقولاتها، وقد نادى بضرورة تعزيز النضال السياسي، والتعاطي مع الموقف الدولي بشأن القضية الفلسطينية، وتبني “الواقعية” السياسية والمرحلية في النضال الوطني، واقترح عام 1980 وضع الضفة الغربيّة وقطاع غزّة تحت حماية الأمم المتّحدة، وتشكيل حكومة فلسطينيّة مؤقتة تتولى التفاوض مع الاحتلال، وتعفي منظمة التّحرير من ضرورة التّخلي عن مبادئها وأهمها عدم الاعتراف بإسرائيل.
انتقد سياسات الراحل ياسر عرفات في مرحلة مبكرة من عمر حركة فتح، وعارض آليات إدارته للشأن الداخلي ورؤيته لحل القضية الفلسطينية، وكان من معارضي اتفاق أوسلو رغم انفتاحه على مسألة التسوية والامكانيات المتاحة لحل القضية الفلسطينية.
ترك الحسن ما يزيد عن عشرين كتابًا في الفكر والسّياسة منها؛ الدّولة الفلسطينيّة شرط أساسي للسلام العالمي، ومستقبل السلام في الشرق الأوسط، والقيادة والاستبداد، ويوميات حمار وطني، ونقاط فوق الحروف، وقبضة من السّلام الشائِك، وعبقريّة الفشل، وإشكالية الديمقراطية والبديل الإسلامي في الوطن العربي، وكتب مئات المقالات في الصحف العربية والأجنبية، وألقى عددًا كبيرًا من المحاضرات.
توفي في المغرب في السابع من تشرين أوّل/ أكتوبر عام 1994.
المصادر والمراجع
- عارف، نصر محمد.” فلسطين والمشروع النهضوي العربي: قراءة في أفكار خالد الحسن”. ” مجلة الدراسات الفلسطينية”. العدد 42، ربيع 2000.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية،
ط2، 2011.
- صايغ، يزيد. “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- كلوب، عرابي محمد. “مشاعل على الطريق قادة ورموز منظمة التحرير”. ج2. غزة: مركز رؤية للدراسات والأبحاث، 2016.
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.