خالد أبو عرفة

ولد خالد إبراهيم إسحاق أبو عرفة في حي رأس العامود في مدينة القدس عام 1961م، وهو متزوج وله خمسة من الأبناء. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة عبد القادر الحسيني في رأس العامود، والإعدادية والثانوية في المعهد العربي في أبو ديس، وأنهى الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1979م، وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من الجامعة التكنولوجية في بغداد عام 1983م، والماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس عام 2015. عمل مهندسًا في مدينة رام الله، ثمَّ انتقل للعمل في محل والده في مدينة القدس، كما عمل مسؤولًا لقسم الصيانة في شركة سنقرط للمنتجات الغذائية في رام الله في الفترة بين عام 1987-1993، ثمَّ عمل في مجال الهندسة حتى عام 2000، ليرجع للعمل في محل والده، إلى أن عين وزيرًا لشؤون القدس في الحكومة الفلسطينية العاشرة عام 2006.

تأثر أبو عرفة ببيئة أسرته المحافظة وسيرة جده ووالده الذي خدم في كتائب الإخوان المسلمين القادمين من مصر، فنشأ متدينًا، وتعرف على الفكر الإسلامي منذ صغره، انتسب لجماعة الإخوان المسلمين عام 1983، وانخرط في الفعاليات التي نظمتها الحركة الإسلامية في مساجد القدس لا سيما في المسجد الأقصى ومسجد العامود، ونشط في العمل المؤسساتي والنقابي، فساهم مع آخرين في تأسيس رابطة علماء فلسطين، كما ساهم في إنجاح مشاركة الحركة الإسلامية في الغرف التجارية، وفي نقابة المهندسين في الضفة الغربية ومدينة القدس في تسعينيات القرن الماضي، وكان عضوًا بارزًا في نقابة المهندسين، وعضوا في أكثر من مؤسسة مجتمعية في القدس؛ كمؤسسة تطوير المجتمع، ولجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان/ رأس العامود، وجمعية سلوان الخيرية.

كُلف من قبل الحركة الإسلامية ليكون مسؤولًا عن فعالياتها في مدينة القدس إبان الانتفاضة الأولى، تحديدًا في أحياء رأس العامود وسلوان والثوري ووادي قدوم، فكان يشرف على توزيع البيانات وكتابة الشعارات ورفع الرايات وتنظيم التظاهرات. وتسلم أبو عرفة وزارة القدس في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي تشكلت بعيد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006.

ينشط أبو عرفة ثقافيًا، ويشارك في المؤتمرات الأكاديمية والندوات الحوارية، وقد صدر له عدة كتب منها: المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي في بيت المقدس 1987-2015، والصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وكتاب حسن القيق.. وثائق وأوراق، وكتاب حسن القيق.. صفحات مقدسية مضيئة.. أربعون عامًا في التربية والدعوة والجهاد.

يرى أبو عرفة بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي، وحلها مرهون بتغير الواقع العربي، وبقاء المقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة حية وفاعلة حتى زوال الاحتلال، ويصف الواقع العربي بأنه يمر بمرحلة تغيرات كبرى ستؤثر إيجابًا على القضية الفلسطينية، ويعتقد بأن التسوية السياسية ومخرجاتها مثل اتفاق أوسلو وغيره أثَّرت بشكل سلبي كبير على الفلسطينيين وقضيتهم، معتبرا الذين وقعوا الاتفاق بأنهم أجرموا بحق الفلسطينيين جرما تاريخيا لا غفران له، وقدموا الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس على بساط من ذهب للإسرائيليين، ويعتبر أن الانقسام طعنة في ظهر القضية الفلسطينية، داعيا لتحقيق الشراكة الوطنية التي اعتبرها بحكم الدواء للفلسطينيين، مشددا على موقفه المؤيد للمقاومة بكافة أشكالها طبقا لشرائع السماء، وطبقا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، محملا إسرائيل مسؤولية كافة أشكال المقاومة التي يضطر الفلسطيني أن  يستخدمها للدفاع عن نفسه.

عاني أبو عرفة من الاحتلال؛ إذ اعتقلته قوات الاحتلال أول مرة أثناء عودته من العراق عام 1981 لعدة أيام، واعتقل مرة ثانية في شهر تشرين أول عام 1987، على خلفية نشاطاته في جماعة الإخوان المسلمين، وخضع للتحقيق لمدة 20 يومًا، واعتقل مرة ثالثة 1989 لمدة عام، وفي عام 1994 اعتقل عدة أشهر إثر استشهاد أخيه طارق العضو في كتاب القسام. واعتقله الاحتلال بعد ستة أشهر من توليه الوزارة لمدة عامين، وصدر قرار من وزارة داخلية الاحتلال بسحب هويته، ثمَّ صدر قرار بإبعاده عن القدس في 1 حزيران 2010م، فاعتصم مع زملائه المبعدين في مقر الصليب الأحمر الدولي بمدينة القدس لمدة 19 شهراً، إلى أن اعتقلته قوات خاصة تابعة للاحتلال في شهر كانون ثاني عام 2012م، وبقي في السجن إلى أن أفرج عنه في 16 كانون ثاني 2014، حيث تم نقله إلى مدينة جنين مباشرة، ومنها إلى مدينة رام الله مقر إقامته الحالية.

خاض أبو عرفة نضالًا قانونيًا داخل محاكم الاحتلال رفضاً لقرار سحب هويته المقدسية، استمر لفترة طويلة، إلى أن صدر قرار في 13 أيلول 2017 من المحكمة العليا للاحتلال ببطلان سحب هويته، إلا أن وزير داخلية الاحتلال أصدر قرارًا جديدًا بسحب هويته بتاريخ 10 آذار 2018، ففقد أبو عرفة أوراقه الثبوتية، ولم يعد يحمل هوية مقدسية ولا جواز سفر أردني، ولا يستطيع الحصول على هوية فلسطينية كونه مقدسيًا، وبالتالي يجد صعوبة كبيرة في الخروج من رام الله، أو التنقل بين محافظات الضفة الغربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى