خالدية أبو بكرة

وُلدت خالدية أبو بكرة، المعروفة في الأوساط الإسبانية باسم Jaldía Abubakra، في مدينة غزة في الثامن والعشرين من شباط/ فبراير عام 1967، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى مدينة بئر السبع المحتلة في جنوب فلسطين. تعمل موظفة في بلدية مدريد.
انخرطت خالدية في الشأن العام في إسبانيا منذ استقرارها هناك قبل أكثر من أربعة عقود، وركَّزت اهتمامها في المجالين المدني والسياسي، تحديدًا المرأة وحقوق الإنسان والمشاركة السياسية. انتمت إلى حزب اليسار المتحد الإسباني “Izquierda Unida”، (تحالف عدة أحزاب يسارية، تأسس عام 1986)، وترشحت لانتخابات مجلس الشيوخ الإسباني عن دائرة مدريد عام 2015، لتكون من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي يخضن تجربة سياسية رسمية في إسبانيا.
كانت القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في نشاطاتها، حتى أصبحت من أبرز الوجوه الفلسطينية-الإسبانية العاملة في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث أدارت ونفَّذت العديد من النشاطات والفعاليات المساندة لفلسطين، وقد زارت قطاع غزة عام 2015، وعملت على فك الحصار عنه، وكانت ضمن أسطول الحرية عام 2016 المكون من سفينتين (زيتونة وأمل) والذي ضمَّ نساء فقط، كما أنَّها كانت ناطقة باسم أكثر من أسطول حاول كسر الحصار، بما فيها أسطول الصمود الذي حاول الوصول إلى غزة خلال شهري أيلول/ ديسمبر وتشرين أول/ أكتوبر عام 2025.
تنتمي خالدية إلى عدد من المنظمات المدنية المؤثرة في المشهد السياسي الإسباني المتعلق بالقضية الفلسطينية، فهي عضو في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “BDS Madrid” التي تُعد من أهم أدوات الضغط الشعبي في أوروبا ضد الشركات والمؤسسات المتورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي، كما تنشط في منظمة “أناديكم” “Unadikum” وهي منظمة تضامنية إسبانية تُعنى بربط الحركات الشعبية في أوروبا بقضايا التحرر في الجنوب العالمي، وخاصة فلسطين، إلى جانب ذلك، تُعد من الداعمين الأساسيين لشبكة “صامدون” “Samidoun Spain” وهي شبكة تُعنى بدعم الأسرى الفلسطينيين، وتركز على حملات التوعية والتأييد القانوني والحقوقي لهم، كما أنَّها أسست “حركة نساء فلسطين – الكرامة” عام 2017، ومقرها إسبانيا ولها امتدادات خارجها.
شاركت خالدية في إعداد مقترحات سياسية داخل حزبها تدعو إلى مراجعة اتفاقيات التعاون العسكري والاقتصادي بين مدريد و” تل أبيب”، ووقف صفقات السلاح التي تُستخدم في العدوان على غزة، فضلًا عن دعم الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في البرلمان الإسباني.
نظَّمت مع عدد من النشطاء الفلسطينيين “مؤتمر المسار الفلسطيني البديل” في مدينة مدريد في تشرين أول/ أكتوبر عام 2022، والذي نجح في جمع 150 شخصية فلسطينية من 23 دولة، وكان من نتائجه تأسيس حركة المسار الفلسطيني الثوري البديل، وهي حركة تؤمن بتحرير فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، وخالدية عضو في الهيئة التنفيذية للحركة.
تعتبر خالدية أن القضية الفلسطينية اختبار أخلاقي للضمير الأوروبي، وأن على الأحزاب اليسارية في أوروبا أن تتبنى مواقف أكثر جرأة في رفض الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، وترى أن موقف إسبانيا من فلسطين لا يجب أن يكون إنسانيًا أو رمزيًا فحسب، بل سياسيًا ومؤسساتيًا، وأن مسؤولية الحكومات الأوروبية لا تقلّ عن مسؤولية واشنطن في استمرار الاحتلال. تصدِّر خالدية خطابًا نسويًا ثوريًا يربط بين نضال المرأة الفلسطينية ضد الاستعمار ونضال المرأة الأوروبية ضد التهميش الاجتماعي، معتبرة أن النضال النسوي لا ينفصل عن العدالة السياسية والتحرر الوطني



