حيدر عبد الشافي

ولد حيدر محي الدين عبد الشافي في العاشر من جزيران/يونيو عام 1919 في مدينة غزة، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور وابنة. تلقى تعليمه الأساسي في غزة، والثانوي في الكلية العربية في القدس، وتخرّج منها عام 1936، وأنهى درجة البكالوريوس في الطب العام من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1943، وتخصص في الجراحة في مستشفى The Miami valley Hospital في مدينة دايتون في ولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1949. عمل طبيبًا في مستشفى البلدية في مدينة يافا، وطبيبًا في الكتيبة الثانية في الجيش العربي الأردني عام 1944، ثم افتتح عيادة خاصة في مدينة غزة، كما عمل في مستشفى تل الزهور في مدينة غزة عام 1954، وعُيِّن مديرًا للخدمات الصحية في القطاع عام 1957.

انتسب خلال دراسته الجامعية في بيروت إلى جمعية العروة الوثقى ذات التوجه القومي، وساهم في الجهد الشعبي لمواجهة الاحتلال الصهيوني للقطاع بين عامي ( 1956-1957)، واختير رئيسًا للمجلس التشريعي في القطاع بين عامي ( 1962-1964) ، وكان عضوًا في المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس عام 1964، وأصبح أحد مساعدي أحمد الشقيري، وعضوًا في اللجنة التنفيذية الأولى لمنظمة التحرير لمدة عام.

اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، ثمَّ أبعدته إلى منطقة نخل في سيناء لمدة ثلاثة أشهر عام 1969، تلاها إبعادٌ ثانٍ إلى لبنان عام 1970.

شارك عبد الشافي في تأسيس جمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة عام 1972 وأدارها حتى عام 2005، وأسهم في تأسيس الجبهة الوطنية الفلسطينية عام 1973، ولجنة التوجيه الوطني عام 1978، وكان على رأس لجنة الشخصيات العامة في الانتفاضة الأولى عام 1987، وترأس الوفد الفلسطيني في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وقاد الفريق الفلسطيني المفاوض في مفاوضات واشنطن بين عامي (1992-1993).

فاز في الانتخابات التشريعية عام 1996 وترأس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي، ووقف في صف الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، لكنه رفض مظاهر المقاومة المسلحة “العسكرة”، ودعا إلى تكوين قيادة موحدة للانتفاضة، وأسهم في تأسيس حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عام 2002 وعيّن أمينًا عامًا لها.

شغل مناصب إدارية في عدد من الجمعيات مثل جمعية المقاصد الخيرية، والملتقى الفكري العربي، ومركز الديمقراطية وحقوق العاملين، وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والهيئة المستقلة لحقوق المواطن، وكان أحد أعضاء مجلس أمناء جامعة بيرزيت.

عُرف عبد الشافي بكونه صوتًا معارضًا للتوجهات الفلسطينية الرسمية سواء فيما يتعلق بالإدارة الداخلية لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أو في آليات المواجهة مع الاحتلال، وقد استقال من المجلس التشريعي رفضًا لتلكؤ المجلس في مواجهة الفساد وعدم العمل بمبدأ فصل السلطات في مؤسسات السلطة وتغول السلطة التنفيذية. فيما حمله البعض جزءًا من المسؤولية عن التوتر الذي شاب العلاقة بين اليسار الفلسطيني والإسلاميين في قطاع غزة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وانتُقد لدعوته لاقتصار المواجهة مع الاحتلال على المقاومة الشعبية بعيدًا عن استخدام السلاح، ولانخراطه في مسار التسوية.

توفي في غزة في الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 2007.

المراجع:

  1. الدقاق، إبراهيم.” في الذاكرة: حيدر عبد الشافي حي دائما في الضمير”. ” مجلة الدراسات الفلسطينية”. العدد 72، خريف 2007.
  2. فيصل، نعمان عبد الهادي. ” حيدر عبد الشافي الرجل والقضية”. القاهرة: دار الكتب والوثائق المصرية، 2018.
  3. هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة.” الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى