حمزة يونس

ولد حمزة إبراهيم مصطفى يونس في حي المسقاة في قرية عارة في منطقة المثلث في الداخل المحتل في الحادي والعشرين من نيسان/ أبريل عام 1942، وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة القرية، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة السعديات في القاهرة، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بيروت.
عمل منقذًا سياحيًا حتى نهاية عام 1962، وعمل مع المخابرات المصرية في قسم الترجمة، وعمل في سفارة فلسطين في الجزائر حتى تقاعده عام 2010.
مارس يونس رياضة الملاكمة في شبابه المبكِّر، وشارك في دورة البحر المتوسط للملاكمة في اليونان، وحصل على كأس البطولة للناشئين عام 1962، ومارس رياضة السباحة أيضًا، وحصل على المرتبة الرابعة في مسابقة السباحة للمسافات الطويلة التي أقيمت في مدينة طبرية في الخامس عشر من أيلول/ ديسمبر عام 1962، كما أنَّه كان متميزًا في لعبة الشطرنج.
بدأ مشواره في العمل النضالي عندما هرب برفقة ابن عمه مكرّم يونس إلى قطاع غزة عام 1964، بعد مشاجرة مع ثلاثة عمال يهود في محطة بنزين في مدينة “تل أبيب”، أدت إلى إصابة أحد العمال بارتجاج في المخ، ولكنهما اعتقلا من قبل سلطات الاحتلال في الأول من نيسان من العام نفسه، أثناء عودتهما من مصر، وأوقفا في سجن عسقلان، وفي يومهم الخامس عشر في السجن تمكَّنا من الهرب بعد افتعالهما لمشكلة، وضربهما لاثني عشر سجَّانًا قبل جولة العدد الصباحي، واستطاعا الوصول إلى قطاع غزة ومنها إلى أقرب نقطة حدود مصرية، ولم يصدقهما المصريون إلا بعد نشر خبر هروبهما في الإعلام الإسرائيلي.
تبنى يونس الفكر القومي، وكان من مؤيدي جمال عبد الناصر حتى هزيمة عام 1967. انضم إلى قوات المقاومة الشعبية بعد احتلال قطاع غزة، وقاتل في صفوفها، وأصيب برصاصة في قدمه اليمنى، واعتقله جنود الاحتلال في شهر حزيران/ يونيو 1967، ونقلوه إلى المستشفى الإنكليزي (المعمداني) للعلاج تحت الرقابة العسكرية. نفذ عملية هروب ثانية في اليوم السادس والعشرين من الشهر ذاته، خلال فترة زيارة المرضى وساعده في ذلك أصدقائه: شكري الخالدي، وزياد الشوبكي، كايد وصالح الغول، واتجه نحو جسر الأردن وتمكَّن من مغادرة فلسطين مستخدمًا اسمًا مستعارًا هو “عارف محمد سالم”، ووصل مصر واستكمل العلاج، وانضم إلى حركة فتح وعمل في إذاعتها، وتدرب في معسكراتها في سورية ولبنان، ورابط مع عناصرها في الأردن، وشارك في معركة الكرامة عام 1968 وفي أحداث أيلول في الأردن عام 1970، ووصل لبنان عام 1971، وانضم إلى قواعد المقاومة، وكُلّف بتنفيذ عملية خطف جنود صهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وليلة التنفيذ قطع نهر جعتون بواسطة زورق، لكن البحرية الإسرائيلية اكتشفته عند اقترابه من الحدود واعتقلته في الخامس من تشرين أول/ أكتوبر 1971، وتعرض لتحقيق قاسٍ، ثمَّ حكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن سبعة مؤبدات وثلاثمائة وستين سنة، وقد قال لمدير السجن متحديًا بأنَّه سيخرج من السجن خلال عامين رغمًا عنه، وهذا ما تم، إذ خطَّط مع زميله سمير درويش كيفية الهرب، وتم تنفيذ الخطة أثناء تواجده في سجن الرملة في الثالث من آذار/ مارس عام 1973، حيث قام بقص قضبان نافذة غرفة الغسيل في السجن بواسطة مناشير حديدية مهرّبة داخل حذاء أحد السجانين بالتعاون مع زملاء له خارج السجن، وتم افتعال تماس كهربائي قطع الكهرباء في السجن، ما وفّر له طريقًا آمنة للهروب، وقد رافقه في الهرب زميله محمد قاسم في حين تمكَّن الاحتلال من إعادة احتجاز زميله الثالث سمير درويش. سار يونس مشيًا على الأقدام متنكرًا بزي امرأة حتى وصل إلى لبنان، وانضم إلى صفوف المقاومة هناك، وشارك في التصدي للاجتياح الإسرائيلي للبنان عامي 1978 و1982، وبقي في لبنان حتى خروج المقاومة منها.
اعتقل في سجون السعودية عام 1992، بتهمة إطلاق نار على باص أقلّ أمريكيين في الثالث من شباط/ فبراير عام 1991، وبقي في السجن حتى أطلق سراحه عام 1993، ثم وصل إلى تونس ومنها إلى سورية، ثم الجزائر، ثم عاد إلى سوريا، لكنَّه اضطر لمغادرتها عام 2013 بعد اندلاع الحرب فيها، ولجأ إلى السويد واستقر فيها.
ألَّف كتاب “الهروب من سجن الرملة” (1999).



