حسن سلامة

ولد حسن عبد الرحمن حسن سلامة في مدينة خانيونس في قطاع غزة في التاسع من آب/ أغسطس عام 1971، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الخيمة المُهجَّرة قضاء الرملة المحتل. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس خانيونس، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى عام 2015.

التحق بجماعة الإخوان المسلمين، وشارك في نشاطاتها الدعوية والاجتماعية، وانضم لحركة حماس فور تأسيسها، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية، وكان أحد كوادر جهازها الخاص بالعمل الجماهيري ومجموعات الصاعقة الإسلامية التابعة لها، والتي تخصصت في ملاحقة العملاء والمتعاونين مع الاحتلال في قطاع غزة، وقد ترأس إحدى هذه المجموعات العاملة في مدينة خان يونس، وحصل على عدد من الدورات العسكرية في بعض الدول العربية والإسلامية منها سوريا ولبنان، والتحق بكتائب القسام بعد عودته إلى فلسطين عام 1995، وأصبح يعمل مباشرة إلى جانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وكان على علاقة وطيدة مع المهندس يحيى عياش، وقد نفَّذ عددا من عمليات إطلاق النار على جيبات ومواقع الاحتلال في قطاع غزة، وكان مسؤولا عن عملية غوش قطيف التي نفَّذها القسامي معاوية روقة في تموز/ يوليو عام 1995.

أوكلت له قيادة القسام مهمة تخطيط وتنفيذ عمليات الرد القسامية على اغتيال المهندس يحيى عياش، وتمكن من الوصول إلى الضفة الغربية، والتواصل مع عدد من قيادات العمل العسكري في الضفة الغربية منهم عادل عوض الله وأخوه عماد ومحي الدين الشريف، وكوَّن خلية عسكرية ضمت أكرم القواسمي وأيمن الرازم ومحمد أبو وردة، وبعد مرور 40 يوما على حادثة اغتيال يحيى عياش تمكن سلامة وخليته من تنفيذ ثلاث عمليات استشهادية في الداخل المحتل عام 1948، وقد نفّذَها مجدي أبو وردة في مدينة القدس وإبراهيم السراحنة في مدينة عسقلان في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير عام 1996، ورائد الشغنوبي في مدينة القدس في الثالث من آذار/ مارس عام 1996،  وقد أدت هذه العمليات وفق المصادر الصهيونية إلى مقتل 46 صهيونيا وإصابة العشرات بجراح مختلفة، وقد أطلقت حركة حماس على هذه العمليات اسم الثأر المقدس.

خاض سلامة خمسة إضرابات عن الطعام داخل سجون الاحتلال، للمطالبة بتحسين شروط اعتقاله، كما أنَّه عقد قرانه على غفران زامل عام 2010، وهي فتاة من نابلس. صدر له كتابين بعنوان عمليات الثأر المقدس لاستشهاد القائد يحيى عياش، وخمسة آلاف يوم في عالم البرزخ (2022).  

عانى سلامة في حياته؛ إذ اعتقله الاحتلال خمس مرات بين عامي (1988-1992)، قضاها في سجن النقب الصحراوي، وأصيب برصاص الاحتلال في فخده الأيسر أثناء الانتفاضة الأولى، وأصبح مطلوبا لدى الاحتلال عام 1992، واضطر للخروج من فلسطين عام 1993، واعتقلته أجهزة أمن السلطة فور عودته إلى فلسطين عام 1994 لعدة أشهر، ثمَّ أصبح مطاردا لديها ولدى الاحتلال، واعتقلته قوات الاحتلال في مدينة الخليل في السابع عشر من أيار / مايو عام 1996، وقد قام أحد جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه مما أدى إلى إصابته في بطنه، لكنَّه تمكَّن من الهرب والوصول إلى مستشفى عالية في الخليل، إلا أنَّ قوات الاحتلال حاصرت المستشفى واعتقلته.

تعرض سلامة لتحقيق قاس لمدة ثلاثة أشهر، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن 48 مؤبدا و35 عاما، ووضع في أقسام العزل الانفرادي مرتين لفترة تصل إلى 14 عاما، كانت الأولى بين عامي (1997-2000)، والثانية بين عامي (2003-2012)، وتنقل خلالها في كل أقسام العزل في سجون الاحتلال منها: عزل أيالون – الرملة، وعزل عسقلان، وعزل نفحة، وعزل ايشل، وعزل شطة، وعزل بئر السبع، وعزل ريمون، وعزل هوليكدار، وقد خرج من العزل بعد نجاح إضراب الكرامة الذي خاضته الحركة الأسيرة مجتمعة عام 2012. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى