حسني العطار

وُلد حسني محمد العطار في مخيم رفح جنوب قطاع غزة في الحادي عشر من شهر حزيران/ يونيو عام 1956، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية يبنا المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله سبعة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرستي “أ” الابتدائية، و”ب” الإعدادية التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في ثانوية الأقصى الشرعية في باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1974، ونال درجة البكالوريوس في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر في مدينة القاهرة عام 1980، ودرجة البكالوريوس في الحديث الشريف من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة عام 1984، ودرجة الماجستير في العقيدة الإسلامية والمذاهب المعاصرة من الجامعة ذاتها عام 2014. عمل مدرسا في دولة ليبيا بين عامي (1984-1996)، ثم مدرسا حكوميا في قطاع غزة بين عامي (1996-2016)، ومحاضرا في كلية الدعوة والعلوم الإنسانية في مدينة رفح بين عامي (1999-2016).

انخرط العطار في النشاط الدعوي، وكان خطيبا في عدد من المساجد، وهو عضو في عدد من اللجان والروابط والمنتديات والاتحادات والجمعيات منها: لجنة المساءلة المجتمعية في مدينة رفح، واتحاد الكتاب الفلسطينيين، ورابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين في قطاع غزة، والمنتدى التربوي، وجمعية الصحابة في مدينة غزة.

كتب عددا من الكتب والدراسات والأبحاث في مجالات متعددة مثل العلوم الشرعية والأدب والقضية الفلسطينية والفكر، ومن كتبه ودراساته المنشورة: إنسانيات، والقيم الأخلاقية، والدكتور محمود الزهار أديبا ومفكرا، ومن آيات الإعجاز في القرآن الكريم، والاستهزاء والسخرية في ضوء القرآن الكريم، والحوار في القرآن الكريم: دراسة ونموذجا، والرازي ومنهجه في التفسير وموقفه من اليهود، ودراسات حديثية تحليلية معاصرة، وقطوف ومختصرات من علم أصول الحديث، وأثر العقيدة الإيمانية على الصحة النفسية، ويوم القيامة بين التأصيل الديني والعقلي، والمختصر المفيد لأشراط الساعة وأحداث يوم الوعيد، والعقائد اليهودية فساد وإفساد دراسة ونقض، ودراسة وتحليل لسفر أخبار الأيام الثاني، والشيخ رجب العطار ذاكرة أمة، وعبد الرحمن بارود: شاعر المقاومة، ومصطفى محمود حياته وآراؤه الاعتقادية، وعاشق فلسطين: عبد الكريم الكرمي، والدكتور موسى أبو مرزوق مشوار حياة، والدكتور محمود الزهار أديبا ومفسرا، والانتخابات وأحكامها في الإسلام، والوديعة المصرفية: دراسة فقهية – اقتصادية، والدية في الشريعة الإسلامية (دراسة فقهية)، وحقوق المرأة المالية في الإسلام، والخنزير: أخطاره وأحكامه، والسماحة الإسلامية في الضرورة الشرعية، وثورات الربيع العربي وحكم الخروج على الحكام، وشرع من قبلنا، والسنن الإلهية: وحركة النهضة الإنسانية – دراسة وعرض، ونظرية الخلافة عند الخوارج، وأهم أسباب تخلف العرب والمسلمين، ونظرية الإمامة عند الشيعة، والإخوان المسلمون: شهادتي لله والتاريخ، ونظرية الفضيلة عند اليونان والمفكرين الإسلاميين، وصعوبة المطالب في بلاد الله غالب (رواية)، والزمن الجميل (رواية)، وشاميات: سيرة ذاتية، ومدينة القدس، والمسجد الأقصى: ماضٍ مجيد ومستقبل موعود، وفلسطين: نقض مزاعم الكتاب المقدس، وفضائل فلسطين وبيت المقدس في الكتاب والسنة، والقضية الفلسطينية: رؤية إسلامية، والجزيرة العربية قبل الإسلام: الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومصر التي في خاطري. (مقالات ومنشورات)، والماسونية: أخطر الجمعيات السرية.

يرى العطار أنّ اتفاق أوسلو خدعة انطلت على القيادة الفلسطينية وأضراره تساوي النكبة وتزيد، ولا يوجد به أي جانب إيجابي سوى أنه وفّر لأبناء الشعب الفلسطيني الوظائف، ويعتبر أن العلاقات الوطنية في ظاهرها جيدة، لكن هناك صراع بين التيارات المختلفة، ولا أحد يتقبل الآخر، والتنظيمات الفلسطينية تعيش مأزقا فكريا كبيرا، ويعتقد أن الشعب الفلسطيني له الحق الكامل في المقاومة المسلحة، ويدعو أن تكون المقاومة السياسية بالتوازي معها، ولكن مع إعطاء الجانب العسكري النصيب الأكبر، لأن الاحتلال لا يحترم أية مواثيق أو معاهدات، ولا يجدي معه إلا العنف. ويعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت في بدايتها صاحبة دور وتاريخ كامل، ولكن السلطة دمرت المنظمة واستحوذت على القرار الفلسطيني، وحتى الفصائل الشريكة فيها لا قيمة لها ولا فاعلية، وكل من يتمسك بالمنظمة ويدّعي بأنها فاعلة فهو شخص منتفع منها، ويستخدمها لفرض قضايا وأجندات تعود عليه بالفائدة.

يؤمن أن القضية الفلسطينية لها مستقبل واعد، ويوجد الكثير من البشائر التي تشير إلى ذلك، ويرى أن الفلسطينيين في صعود في محاور متعددة إن كانت سياسية أو عسكرية وحتى على مستوى العلاقات الدولية، كما أنَّ دولة الاحتلال تعاني من التخبط والصراعات الداخلية، وهذا يدلل على انهزامية الاحتلال وصعود الشعب الفلسطيني، ويأتي هنا دور الشعب الفلسطيني وأهمية توحده ليستفيد من هذا التراجع للتقدم في مشروعه التحرري. ويعتبر أن الحالة العربية ذات تأثير سلبي على القضية الفلسطينية، فهي حالة مهزومة ومتراجعة، وهذه المرحلة هي أسوأ المراحل التي مر بها موقف الأنظمة من القضية الفلسطينية، ولكن الأمل معقود على الشعوب العربية، رغم أنّ هناك مؤامرة عليهم، وما حدث في مونديال قطر يؤكد دعم الشعوب العربية الكامل للشعب الفلسطيني، وذلك أوجد حالة من خيبة الأمل لدى الحكام، وبدد جهود كبيرة بذلوها من أجل صرف الشعوب عن القضية. ويؤمن بأن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر هو الحل الوحيد، ورجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو حق مكفول لهم، ويجب التفكير بخيار عودة من يرغب منهم وتعويض من لا يرغب في العودة. ولا يعتقد بوجود نظام سياسي فلسطيني حاليا، وإنما هي دكتاتورية مزَّقت كل شيء فلسطيني، وتحكمت في لقمة عيش مئات آلاف الفلسطينيين، وأصدرت عقوبات عليهم.

عانى العطار من الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث اعتقله أكثر من مرة اعتقالا إداريا عدة مرات، وكان الاحتلال يحتفظ بهويته الشخصية ليجبره على البقاء في مدينة رفح ومنعة من التنقل في القطاع، مما أثَّر على حياته خصوصا دراسته، وهو ممنوع من السفر خارج القطاع من فترة طويلة، وقطعت السلطة الفلسطينية راتبه منذ عام 2008 حتى تقاعده عام 2016، ولم تحسب له هذه السنوات عند حساب راتبه التقاعدي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى