حسني الأشهب
ولد حسني سليمان محمد الأشهب في مدينة القدس في كانون الثاني عام 1915. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الكلية الإسلامية والرشيدية في القدس، وحصل على شهادة الثانوية العامة الفلسطينية (الاجتياز للتعليم العالي الفلسطيني) عام 1932، والشهادة العليا لمعلمي المدارس الثانوية من الكلية العربية في القدس عام 1941، والتحق بجامعة بغداد لدراسة الحقوق، ونال درجة الدبلوم في الدراسات القصيرة في التربية الأساسية من القاهرة عام 1961، وأنهى دروة في التخطيط التربوي من المركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التعليم في الدول العربية في بيروت عام 1962، ودورة في الإدارة من ألمانيا الغربية عام 1965. عمل مدرِّسا لمادة الكيمياء في مدرسة الرشيدية بين عامي (1932-1933)، ومدرِّسا للرياضيات في الكلية العربية في القدس، ومديرا لمدرسة الحسين في الخليل، ومساعدا لمفتش المعارف في مديريات الخليل وعمان والبلقاء، ومفتشا للمعارف في محافظتي معان والكرك، ورئيسا لقسمي المناهج والامتحانات في وزارة التربية والتعليم الأردنية بين عامي (1962-1965)، ومديرا للتربية والتعليم في القدس منذ 1965 حتى وفاته.
نشط الأشهب على الصعيد الوطني؛ فاشترك في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني منذ ثورة البراق عام 1929، وكان له دور في انعقاد مؤتمر يافا الشبابي عام 1933، وشارك في تنظيم إضراب عام 1936 في القدس، وفي تنفيذ هجمات على المواقع البريطانية، وانتمى للحزب العربي الفلسطيني عام 1937، وانخرط في تأمين السلاح للثوار في الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، وانضم إلى حزب البعث عام 1949، وكان ضمن وفود الحزب إلى الدول العربية في أكثر من مناسبة رسمية وشعبية، وشارك في تأسيس رابطة الجامعيين في مدينة الخليل، وكان من أعضاء الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وكذلك لجنة التوجيه الوطني، وشكَّل مع بعض المعلمين لجنة المعلمين السرية في أعقاب حرب عام 1967 والتي نظَّمت إضرابا ضد أَسْرَلة التعليم الفلسطيني، وتعاون معه عدد من كبار التربويين مثل المهندس حسن القيق مدير مدرسة دار اليتيم العربي الصناعية والمربية فاطمة أبو السعود وغيرهما، وقد أدت تحركات الأشهب ومن معه إلى ثني الاحتلال عن بعض الإجراءات القاسية بحق التعليم، وكما أنَّه أشرف على تأسيس مدارس أهلية بديلة بعد أن سيطر الاحتلال على المدارس الحكومية، وقد أُطلق عليها مدارس الأوقاف الإسلامية أو مدارس حسني الأشهب وهي خمس مدارس رئيسة في القدس: الفتاة اللاجئة، والنظامية، والنهضة، والروضة، والأيتام الإسلامية، وتفرَّع عن كل مدرسة عدة فروع، وشارك في تأسيس كلية الأمة الجامعية المتوسطة وكلية العلوم التكنولوجيا (جامعة القدس لاحقا)، ومجلس التعليم العالي، ومعهد البولتكنيك في الخليل، وكلية التمريض التابعة لجامعة القدس، وكلية الدعوة وأصول الدين التابعة لجامعة القدس، والمعهد العربي الأردني الكويتي في أبو ديس.
ألف الأشهب عددا من الكتب التي كانت تدرس في المدارس في فلسطين والأردن وقطر، منها كتاب كراسات في الكيمياء، وكتاب الجغرافية العلمية، كما أنَّه شارك في إعداد عدد من الأطالس الجغرافية.
عانى الأشهب في حياته؛ حيث جُرح في ثورة البراق عام 1929، واعتقله البريطانيون عام 1936، ولم يتمكن من إكمال دراسته للحقوق في جامعة بغداد بسبب أحداث النكبة، وواجه بعض المضايقات من الحكومة الأردنية بسبب انتمائه السياسي حتى عام 1967، واعتقلته قوات الاحتلال إثر إضراب المعلمين، ووضعته في سجن الرملة.
توفي في الخامس والعشرين من أيلول عام 1998.