حسام أبو صفية

وُلد حسام إدريس عامر أبو صفية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة في الحادي والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1973، لعائلة فلسطينية مهجَّرة تعود أصولها إلى بلدة حمامة المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ستة من الأبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس الأونروا، وحصل على الثانوية العامة في الفرع العلمي، ونال درجة البكالوريوس في الطب من جامعة كازاخستان عام 1998، وتخصص في طب الأطفال وحديثي الولادة عام 2004، ونال درجة الماجستير في الطب عام 2007، واجتاز امتحان البورد الفلسطيني عام 2015.

عمل طبيبًا استشاريًا في وزارة الصحة الفلسطينية عام 2000، وأصبح رئيس قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان في مدينة بيت لاهيا عام 2016، وتم تعيينه مديرًا للمستشفى ذاتها عام 2023، وعمل أيضًا طبيبًا رئيسًا لمنظمة ميد غلوبل “MedGlobal” في مدينة غزة.

قاد جهود تقديم الرعاية الطبية للأطفال خلال طوفان الأقصى الذي اندلع في السابع من تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، وتولى توسيع القدرة الاستيعابية لمستشفى كمال عدوان من 120 سريرًا إلى 200 سريرًا لمواجهة الأعداد المتزايدة من المصابين، وقدَّم رعاية طبية ميدانية تحت القصف العنيف الذي قام به جيش الاحتلال ضد أهالي القطاع، وأنقذ حياة عدد كبير من المصابين رغم الحصار والاستهداف المباشر للطواقم الطبية، وساهم في تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية المحلية والمؤسسات الدولية لدعم الرعاية الطبية في ظل الأزمات، وكان يطل باستمرار عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ليحدث العالم بالمأساة التي عاشها أهل القطاع أثناء حرب الإبادة التي أعلنها الاحتلال ضدهم.

 وعُرض عليه بشكل مستمر مغادرة قطاع غزة، إلا أنَّه أصرَّ على البقاء في وطنه والقيام بواجبه الوطني والإنساني في خدمة المواطنين من المرضى والمصابين، وقد قال جملته المشهورة أمام وسائل الإعلام:” لا والله لن نتركهم، سنبقى مع آخر مواطن موجود في شمال قطاع غزة، مهما كلفنا هذا الأمر”. 

عانى أبو صفية من الاحتلال، فقد عمل في ظروف استثنائية وغاية في الصعوبة أثناء حرب الإبادة التي شنتها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، وفي ظل تدهور الأوضاع الصحية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية.

وخضع خلال فترة إدارته لمستشفى كمال عدوان لتحقيقات مستمرة من قبل قوات الاحتلال ومخابراته، وتعرض لسوء المعاملة بسبب إصراره على أداء واجبه الإنساني تجاه أبناء شعبه،  واعتقلته قوات الاحتلال لأول مرة في الخامس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 2024، وأصيب أحد أبنائه إصابة خطيرة إلا أنَّه تماثل للشفاء بعد خضوعه للعلاج، ثم استشهد ابنه إبراهيم جراء قصف إسرائيلي استهدف مخيم جباليا في السادس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 2024، واستقبل جثمانه داخل المستشفى، وصلى عليه صلاة الجنازة، ودفنه في سور المستشفى، وحاول الاحتلال اغتياله بقصف طائرة مسيرة في الثالث والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، حيث أصيب بشظايا في ساقه الأيسر، لكنه واصل عمله الطبي رغم إصابته، مصرًّا على البقاء في المستشفى ورعاية المرضى حتى اللحظة الأخيرة.

كان آخر الأطباء المغادرين أثناء الإخلاء القسري للمستشفى، حيث اعتقلته قوات الاحتلال مجددًا في السابع والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر عام 2024، وتم نقله إلى معتقل سيدي تيمان، ثم نُقل إلى معتقل “عوفر” قرب رام الله، حيث تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة، وبقي خمسة وعشرين يومًا في زنزانة انفرادية، وحُرم من التواصل مع محاميه خلال سبعة وأربعين يومًا، وحُرم من العلاج اللازم، رغم معاناته من ارتفاع مزمن في ضغط الدم وتضخم في عضلة القلب، وإصابة في ساقة.

المراجع

مقابلة مع زوجة الطبيب حسام أ. ألبينا أبو صفية.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى