حركة مقاطعة “إسرائيل” تتمدّد بعد الإبادة الجماعية في غزة
يوسف الجمل/ لتنزيل التقرير
أطﻠق اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻓﻲ 9 ﯾوﻟﯾو 2005 ﻧداءً إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﯾدﻋوها فيه إﻟﻰ ﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺳراﺋﯾل، وﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠيها، وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات منها(Boycott, Divestment and Sanctions) ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺻﺎع ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ (BDS. 2005). وﺟﺎء ﺗﺣرك اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺑﻌد ﻓﺷل اﻟﺗوﺻل لاﺗﻔﺎق ﯾﺿﻣن ﻗﯾﺎم دوﻟﺔ ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، ﻓﻲ ظل ﻣواﺻﻠﺔ الاﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﺳﯾﺎساته اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ الاﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ، وﻋﻘب ﺣﺎﻟﺔ تهميش ﻓﺋﺎت واﺳﻌﺔ ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ. ﻟﺧَّص اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ )171 ﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣينه( أھداف ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﯾﺔ: 1- إنهاء الاﺣﺗﻼل اﻟﻌﺳﻛري اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ ﻋﺎم 1967، وﺗﻔﻛﯾك اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت واﻟﺟدار. 2- ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ بالمساواة مع ﻧظرائهم اﻟيهود. 3- ﺗطﺑﯾق ﻗرار اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة 194 اﻟذي ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻋودة اﻟﻼﺟﺋﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾنيين ﻟﻘراهم اﻟﺗﻲ هجروا منها (BDS, 2005).
ﻻﻗﻰ ﻧداء اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺟﻣﺎعًا ﻣن اﻟﻔﺻﺎﺋل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻛﺎﻓﺔ، وﺟﻣﻊ ﺑﯾن طﯾّﺎته اﻟﻘواﺳم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ، وﻣﺛّل أھداف وﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ جميع أﻣﺎﻛن ﺗواﺟدهم، وﺣظﻲ ﺑدﻋم ﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺷﺗﺎت، ﻋﻠﻰ رأسها اﻟﻘوى اﻟوطﻧﯾﺔ واﻹﺳﻼﻣﯾﺔ. ﻣﺛّل اﻧطﻼق ﺣرﻛﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺳراﺋﯾل ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺗﻐﯾرًا ﻛﺑﯾرًا ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ وﻣن ﯾوجهه، وأدواته، وﻣﺛّل ﺧروجًا ﻋن ﻋﻘود ﻏﻠب ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ فيها أﺑﻧﺎء اﻟﻌﺎﺋﻼت واﻟﻧﺧب، وﺑرزت ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺟدﯾدة ﺷﺎﺑﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺗﻧﺎدي ﺑاﻋﺗﻣﺎد أﺳﺎﻟﯾب وﺣﻠول ﺟدﯾدة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، وإنهاء اﻟظﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ.
ﯾﺣﺎﻛﻲ ﻧداء اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ أﺳﻠوب اﻟﻧﺿﺎل ﺿد ﻧظﺎم اﻟﻔﺻل اﻟﻌﻧﺻري ﻓﻲ ﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟذي أدى إﻟﻰ انهياره ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﻧﺻرم، وﯾﻧﺎدي أﻧﺻﺎر اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ الاحتلال، ﺑوﺻفها ﻧظﺎم ﻓﺻل ﻋﻧﺻري، ﯾﻣﺎرس اﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻌﻧﺻري، والاﺳﺗﻌﻣﺎر اﻹﺣﻼﻟﻲ، واﻟتطهير اﻟﻌرﻗﻲ، واﻟﻘﺗل، وﻣﺻﺎدرة اﻷراﺿﻲ، ﺑﺣق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن.
اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات (BDS)
ﺗواﻟت الاﺳﺗﺟﺎﺑات لنداء المقاطعة من عدة أطراف، أﻓراد كعالم اﻟﻔﯾزﯾﺎء ﺳﺗﯾﻔﯾن ھوﻛﯾﻧﺟز، وﺟﺎﻣﻌﺎت كاتحاد ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ، وﻛﻧﺎﺋس مثل اﻟﻛﻧﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣﺷﯾﺧﯾﺔ، واﺗﺣﺎدات مثل اﺗﺣﺎد ﻋمال إﯾرﻟﻧدا، وﺻﻧﺎدﯾق اﺋﺗﻣﺎن كصناديق الاﺋﺗﻣﺎن اﻹﺳﻛﻧدﻧﺎﻓﯾﺔ، وﺣﻛوﻣﺎت كحكومة ﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ. واﺗﺳﻌت داﺋرة ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻧداء اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ اﻟذي ﻻﻗﻰ ﻗﺑوﻻً ﻟدى اﻟﻣواطن اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻌﺎدي، وأﺻﺑﺣت وﺳﺎﺋل إﻋﻼم ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺛل ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز (New York Times) ﺗﺗﻧﺎول آﺧر إﻧﺟﺎزات ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، وﺗﺳﻣﺢ ﺑﻧﺷر تعليقات وﻣﻘﺎﻻت ﻷﻧﺻﺎرها ﻣن أﻣﺛﺎل ﻋﻣر اﻟﺑرﻏوﺛﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﺑرز اﻟوﺟوه اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ. وﯾﺷﯾر اﻟﻧﺎﺷط ﻋﻣر اﻟﺑرﻏوﺛﻲ، ﻋﺿو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﻓﻲ كتابه “اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت: اﻟﻧﺿﺎل اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻟﻧﯾل اﻟﺣﻘوق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ”، إﻟﻰ اﻟﻘرار ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺑوق ﻟﻠﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻣﺷﯾﺧﯾﺔ (Presbyterian) ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋﺎم 2004 اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﺑدء ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣدروﺳﺔ ﻟﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ “إﺳراﺋﯾل” Barghouthi, 2011)).
ﺗﻣﺗﺎز ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑﻼﻣرﻛزيتها ﻓﻲ إدارة ﻋﻣﻠﯾﺎتها وأﻧﺷطتها في كل بلد، ﺣﯾث ﺗﺗرك ﻟﻠﻧﺷطﺎء اﻟﻣؤﯾدﯾن لها ﺣرﯾﺔ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻧﺗﺞ واﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏﺑون ﻓﻲ ﻣﻘﺎطعتها، وﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻣن ﺣولهم ﺑﻣﻘﺎطعتها، ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﺷرﻛﺔ إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ أو دوﻟﯾﺔ ﻣﺗورطﺔ ﻓﻲ العمل لصالح الاﺣﺗﻼل، وﯾسهل ﺗوﺿﯾﺢ ﺗورطها ﻟﻠﺟمهور، وﺗﻼﻗﻲ ﺣﻣﻠﺔ ﻣﻘﺎطعتها ﻗﺑوﻻً ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺟﻣﺎهير. وﺑﻌد ازدﯾﺎد أﻧﺷطﺔ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ واﺗﺳﺎع ﺗﺄﺛﯾرها دوﻟيًا، أطﻠﻘت ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻧداءً عبر موقعها الإلكتروني بهدف ﺗﺟﻧﯾد وﺟﻣﻊ ﺗﺑرﻋﺎت ﻟﺗﻐطﯾﺔ أﻧﺷطتها اﻟﻣﺗزاﯾدة.
ﺗﺷرف اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎطﻌﺔ وﻣﻘرها ﻓﻠﺳطﯾن ﻋﻠﻰ جهود ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، وﺗﻧﺳق ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻛﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ أﻣﺎﻛن ﺗواﺟدها، بهدف ﺗﻧظﯾم اﻟجهود اﻟﻣﺑذوﻟﺔ، والاﺳﺗﻔﺎدة ﻣن إﻧﺟﺎزات وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﺧرى واﻟﺑﻧﺎء عليها. وﯾﻠﻌب اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﻓﻲ اﻟﺷﺗﺎت دورًا هامًا ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ﻣﻊ اﺗﺣﺎدات اﻟطﻠﺑﺔ واﻟﻛﻧﺎﺋس واﺗﺣﺎدات اﻟﻌﻣﺎل، وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اليهودﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋو إﻟﻰ إنهاء الاﺣﺗﻼل ﻣﺛل اﻟﺻوت اﻟيهودي ﻟﻠﺳﻼم (Jewish Voice for Peace). ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺷط اﻷوروﺑﯾون واﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻣن أﺻول آﺳﯾوﯾﺔ وﻻﺗﯾﻧﯾﺔ وإﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، وﺗﺣظﻰ اﻟﺣرﻛﺔ ﺑدﻋم اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ وأﻧﺻﺎر ﺣﻘوق اﻟﻣرأة، وﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾﯾن (BDS, n.a.).
ﺗﺄﺧذ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ أﺷﻛﺎﻻً ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، منها اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ الاﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت، وﺗﻣﺗد ﻟﺗﺷﻣل اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ. ﺗﺗرﻛز ﺣﻣﻼت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺿد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺷرﻛﺎت دوﻟﯾﺔ وإﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻣﺗورطﺔ ﻓﻲ انتهاك ﺣﻘوق اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن واﻟﻣساهمة اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ اﺣﺗﻼل ﻓﻠﺳطﯾن أهمها: “ﻓﯾوﻟﯾﺎ-أﻟﺳﺗوم” (Veolia/Alstom)، وهما ﺷرﻛﺗﺎن ﻓرﻧﺳﯾﺗﺎن ﺗﻘدﻣﺎن ﻋدة ﺧدﻣﺎت، وﺗﻌرﻓﺎن ﺑﺈدارة اﻟﻘطﺎر اﻟﺧﻔﯾف اﻟذي ﯾﺻل ﺷﻘﻲ اﻟﻘدس ﻋﺑر ﻣﺧﯾم ﺷﻌﻔﺎط (BDS, 2009)، و”ﺟﻲ ﻓور إس” (G4S)، وهي ﺷرﻛﺔ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ دﻧﻣﺎرﻛﯾﺔ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺎت أﻣﻧﯾﺔ ﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻔﺗﯾش واﻟﺟدار، وﺗﻌرف ﺑﺈدارتها ﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﺳﺟون اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺑﻊ ﻓيها آﻻف اﻷﺳرى اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن (BDS, 2023)، “ﻣﯾﻛﯾروت” (Mekorot)، وهي ﺷرﻛﺔ مياه تملكها دوﻟﺔ اﻻﺣﺗﻼل ﺗﺳاهم ﻓﻲ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، وﺣرمانهم ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻣﯾﺎههم ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ (BDS, 2014)، “اﯾﻠﺑﯾت ﺳﯾﺳﺗﯾم” (Elbit System)، وهي ﺷرﻛﺔ أﻣﻧﯾﺔ ﯾملكها اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺎت ﻟﺟدار اﻟﻔﺻل اﻟﻌﻧﺻري، وﺗزود اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑطﺎﺋرات اﺳﺗطﻼع (BDS, 2022)، ” كاتربيلار” (Caterpillar)، وهي ﺷرﻛﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣقرها ﻛﺎﻟﯾﻔورﻧﯾﺎ ﺗزود اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﻣﻌدات ﺛﻘﯾﻠﺔ لهدم ﺑﯾوت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن وﺗﺟرﯾف ﻣﺣﺎﺻيلهم (BDS, 2009)، “إﺗش ﺑﻲ” (Hewlett Packard HP)، اﻟﺗﻲ ﺗزوّد اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺄﻧظﻣﺔ ﻣﺣوﺳﺑﺔ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻋرﻗيًا ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﺟز اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ المنتجات والخدمات التي تقدمها هذه الشركة لمكاتب نتنياهو سموتريتش خلال الحرب على غزة، وكلاهما مسؤول بشكل مباشر عن جرائم الحرب (BDS, 2023)، “أھﺎﻓﺎ” (Ahava)، وهي ﺷرﻛﺔ إﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻣﺳﺗﺣﺿرات ﺗﺟﻣﯾل ﻣن اﻟﺑﺣر اﻟﻣﯾت وﺗﺳﺗﻐل اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ (BDS, 2011)، وﺷرﻛﺔ “ﺻودا ﺳﺗرﯾم” (Soda-Stream)، اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻣﺷروﺑﺎت ﻏﺎزﯾﺔ وآﻻت ﻹﻧﺗﺎج اﻟﻐﺎزﯾﺎت واﻟﻣياه اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ ﻣﺳﺗﻌﻣرة معاليه أدوﻣﯾم (BDS, 2018).
وﺗﺷﻣل اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك اﻟﺷق اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ، وذﻟك ﺑﺎﻟدﻋوة ﻟﻌدم اﻟﺗﻌﺎون اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن، أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺑﺣﺛﯾﺔ معهم، وﻗد ﻻﻗت دﻋوات اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ رواجًا ﻛﺑﯾرًا ﺑاﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻣﺋﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن واﻟﻔﻧﺎنين ﻟﻧداء اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ورفضهم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣرات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﺳراﺋﯾل أو إﺣﯾﺎء ﺣﻔﻼت فيها، ﻣن أﻣﺛﺎل ﺳﺗﯾﻔﯾن ھوﻛﯾﻧﺟز، وأﻟﯾس ووﻛر، وروﺟر ووﺗرز. وﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وأوروﺑﺎ، ﺻوﺗت اﺗﺣﺎدات أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗرار ﺗدﻋم ﻧداء اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻹﺳراﺋﯾل. وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻗرار اﺗﺣﺎد اﻟطﻠﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة، اﻟذي ﯾﺿم ﺗﺣت مظلته 7 ﻣﻼﯾﯾن طﺎﻟب، بتبني ﻧداء ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ ﺿرﺑﺔ ﺟدﯾدة للاحتلال، وﻛذﻟك ﻗرار ﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ نهاية اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺎﺿﻲ. وﯾساهم اﻟطﻠﺑﺔ ﺑدور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت والمعاهد واﻟﻛﻠﯾﺎت. وﻓﻲ هذا اﻹطﺎر، ﯾﺷﯾر ﻋﻠﻲ أﺑو ﻧﻌﻣﺔ، أﺑرز اﻟﻣﻧﺎﺻرﯾن ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة إﻟﻰ ذﻟك ﺑﺎﻟﻘول: “إذا ﺧﺳرﻧﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت، ﻧﺧﺳر اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.” (Abunimah, 2014).
ﺗوﺳﻌت ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ أﻓﻘيًا ﺑﺷﻛل ﻓﺎق ﻛل اﻟﺗوﻗﻌﺎت، ووﺻﻠت إﻟﻰ دول ﻣﺛل ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ وﻧﯾوزﻻﻧدا. ﻛﻣﺎ ﺳﺎھم وﺟود ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻣن أﺻول ﻓﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻣﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻣؤﺧرًا، ﺧﺎﺻﺔ ﺿد ﺷرﻛﺗﻲ “ﻣﯾﻛوروت” و”إﯾﻠﺑﯾت ﺳﯾﺳﺗم” اﻟﻠﺗين ﺗﻧﺷطﺎن هنا ﺑﻌد ﻋﻘود ﻣن تهميش اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭم ﻛـ “ﺳﻔراء ﺛﻘﺎﻓﯾﯾن” ﺑدأ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون ﻣن أﺻول ﻻﺗﯾﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗﻌﯾدون دورهم اﻟرﯾﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، ﻋﺑر الاﻧﺧراط ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ (BDS, 2024).
وﺗﺗرﻛز ﺣﻣﻼت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧب وﺟود ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدرات واﻟﺣﻣﻼت ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ واﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ، وﯾﻣﻛن ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ أن ﺗﻛون أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﺑر تفعيلها ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ وأﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ، اﻟﺗﻲ ﯾﺗواﺟد فيها ﻣﺋﺎت اﻵﻻف ﻣن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﺣظون ﺑﻧﻔوذ ﺳﯾﺎﺳﻲ واﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺑﯾر، ﻓﻲ دول ﻣﺛل ﺗﺷﯾﻠﻲ واﻟﺑرازﯾل واﻷرﺟﻧﺗﯾن وهندوراس.
أﺛر ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ “إﺳراﺋﯾل”
ﻣرت ردة اﻟﻔﻌل اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﻌدة ﻣراﺣل. أول ﺗﻠك اﻟﻣراﺣل ﻛﺎن إﻧﻛﺎر إﺳراﺋﯾل وﺟود أي أﺛر ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ الاﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ. ھذا اﻟﻣوﻗف ﺗبعه ﺗﻐﯾر ﺟوهري ﻏﯾر ﻣﻌﻠن ﻋﺎم 2010، ﻋﻧدﻣﺎ أﺷﺎر ﻣﺟﺗﻣﻌون ﻓﻲ اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻌﺎم ليهود أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ أن ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗﻣﺛل ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺑر تهديد ﻟوﺟود إﺳراﺋﯾل ﺑﻌد “إﯾران النووية” (Virgilio, 2017). ﺗﻐﯾرت اﻟﻧظرة اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد، وأطﻠق اﻟﻣﺳؤوﻟون واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺗﺻرﯾﺣﺎت وﺗﻘﺎرﯾر وﺑراﻣﺞ ﻋﻠﻧﯾﺔ تهدف إﻟﻰ مواجهة ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، واتهام ﻣن ﯾﻧﺗﻣون إليها ﺑﻣﻌﺎداة اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ، وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻠﻣﯾﻊ ﺻورة “إﺳراﺋﯾل” ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
في تصريح لوزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ اﻷﺳﺑق “ﯾﺎﺋﯾر ﻻﺑﯾد”، قال إن اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ ﺗﻛﻠف “إﺳراﺋﯾل” 5.2 ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧويًا ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺧﺳﺎرة 10 آﻻف وظﯾﻔﺔ، وأﻛدت وزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺻرﯾﺢ لها أن ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗﻌﺗﺑر التهديد اﻷﻛﺑر لاﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑﻼد (Khubaisa, 2014). ﻛﻣﺎ ﺧﺳرت ﺷرﻛﺔ اﻟﺳﺗوم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﺷرات اﻟﻣﻠﯾﺎرات ﺑﺳﺑب ﺣﻣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ. ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 2010، ﺧﺳرت اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻘد ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﻗطﺎر اﻟﺣرﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻌودﯾﺔ اﻟذي ﯾﻘدر ﺑـ10 ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر. أﻣﺎ ﺷرﻛﺔ “ﻓﯾوﻟﯾﺎ” ﻓﻘد ﺧﺳرت 23.97 ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر. وﻗررت اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﯾﻊ ﺣصتها ﻓﻲ اﻟﻘطﺎر اﻟﺧﻔﯾف ﻓﻲ اﻟﻘدس، وأوردت ﺗﻘﺎرﯾر أن ﺷرﻛﺔ اﻟﺳﺗوم ﻓﻲ ﻣراﺣل ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﺑﯾﻊ حصتها ﻓﻲ ﻗطﺎر اﻟﻘدس اﻟﺧﻔﯾف (Ireland Palestine Solidarity Campaign, n.d.).
أﻣﺎ ﺷرﻛﺔ “ﺟﻲ ﻓور أس” ﻓﻘد ﺗﺳﺑبت ﺣﻣﻼت اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺿدها ﻓﻲ ﺧﺳﺎرة ﻋﻘود ﺗﻘدر ﺑﻣﺋﺎت اﻟﻣﻼﯾﯾن. وأﻋﻠﻧت ﻣؤﺳﺳﺔ “ﺑﯾل ﺟﯾﺗس” ومقرها ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﺎﺗل اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ بيعها أسهمها ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ 184 ﻣﻠﯾون دوﻻر. وﻗﺎﻟت اﻟﺷرﻛﺔ إنها ﻻ ﺗﻌﺗزم ﺗﺟدﯾد ﻋﻘدها ﻣﻊ ﻧظﯾرتها اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﻧتهي ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر 2015. ﻓﯾﻣﺎ أﻏﻠﻘت ﺷرﻛﺔ “أھﺎﻓﺎ” اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻣﺗﺟرها ﻓﻲ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة، وأﻋﻠﻧت ﻧﯾتها ﻧﻘل مصنعها اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوطﻧﺎت اﻟﺑﺣر اﻟﻣﯾت إﻟﻰ داﺧل إﺳراﺋﯾل. وأﺷﺎرت “ﺻودا ﺳﺗرﯾم” إﻟﻰ أنها ﺳﺗﻐﻠق مصنعها ﻓﻲ “معاليه أدوﻣﯾم” ﺑﺣﻠول 2015 ﺑﻌد أن هبطت أسهمها ﺑﻧﺳﺑﺔ 58%، وهذا ﻣﺎ ﺣدث ﺑﺎﻟﻔﻌل (Martin, 2014).
سجلت حركة المقاطعة أكثر من 250 انتصارًا في الولايات المتحدة وحدها، بما في ذلك قرارات سحب الاستثمارات الجامعية، والمقاطعة الثقافية، وتغييرات سياسة الشركات. وقد أدى هذا إلى زيادة مساءلة الشركات، حيث تواجه الشركات الكبرى التدقيق العام وتغيير ممارساتها بسبب ضغوط المقاطعة. بالإضافة إلى ذلك، واجهت جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع الدول العربية تحديات، حيث تربط بعض الدول التطبيع بالتقدم في الحقوق الفلسطينية. وبشكل عام، أثبتت الحملات الأخيرة التي قامت بها حركة المقاطعة على قوة تأثيرها بشكل كبير على اقتصاد إسرائيل، والمؤسسات الأكاديمية، والتبادلات الثقافية، والخطاب السياسي، مما يدل على نفوذ الحركة واتساع نطاقها ( (US Campaign for Palestinian Rights, 2022.
ﺳﯾﺎسيًا، زادت ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻣن ﻋزﻟﺔ “إﺳراﺋﯾل”، وأﺻﺑﺢ اﻟزﻋﻣﺎء اﻹﺳراﺋﯾﻠيون ھدفًا ﻷﻧﺻﺎر ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﻓﻼ ﺗﺟد ﺧطﺎبًا أو ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﯾﺣﺿرها ﻣﺳؤوﻟون إﺳراﺋﯾﻠﯾون إﻻ ﺗﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺣﺿورًا ﻣﻌﺎرضًا لهم ﻣن ﻗﺑل ﻧﺷطﺎء ﻣﻧﺎﺻرﯾن ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ. وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺧطﺎﺑﺎت وﻣﺣﺎﺿرات ﻟﻣﺳؤوﻟﯾن إﺳراﺋﯾﻠﯾﯾن ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺧطﺎب ﻧﺗﻧﯾﺎھو ﻓﻲ اﻟﻛوﻧﺟرس ﻣن ﻗﺑل ﻧﺎﺷطﺔ يهودﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظﻣﺔ “اﻟﻛود ﺑﻧك” ﻛﺎﻧت ﻗد زارت ﻏزة، وﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻣﺣﺎﺿرة لإيهود أوﻟﻣرت ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺷطﺎء اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن (ﯾﻘدر ﺗﻌداد اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو 80 ألفًا). ووﺻف ﻣرﻛز أﺑﺣﺎث “رﯾووت” اﻟﻌﺑري ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ بأنها ﺗﺷﻛل تهديدًا وﺟوديًا لإﺳراﺋﯾل، وﻓﻲ ﻋﺎم 2011، ﻛﺷﻔت ﺻﺣﯾﻔﺔ هآرتس اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ أن اﻟﺟﯾش اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ أﺳس وﺣدة اﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ تهدف إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﯾﻣﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرى بأنها تهدف إﻟﻰ ﻧزع اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋن إﺳراﺋﯾل ( .(Abunimah, 2014
ﻓﯾﻣﺎ أﺷﺎرت وزارة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ إلى أنّه “إﻟﻰ ﺟﺎﻧب التهدﯾدات اﻟﺻﺎروﺧﯾﺔ ﻣن إﯾران وﺣزب ﷲ وﺣﻣﺎس، ﯾﺑرز تهديد ﻧزع اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟذي ﻻ ﯾﻘل ﺧطرًا.” ﻛﻣﺎ أطﻠﻘت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺣﻣﻠﺔ دوﻟﯾﺔ تهدف إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن ﺻورة إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم، ورﺻدت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻣﺑﻠﻎ 100 ﻣﻠﯾون ﺷﯾﻛل (حوالي 27 مليون دولار) لهذا اﻟﻐرض. وﻋﻘد نتنياهو واﻟﻛﻧﯾﺳت اﺟﺗﻣﺎﻋين ﻣﻧﻔﺻلين ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺳﺑل ﻣواجهة ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ. وﻓﻲ ﺗﻘرﯾر لها، أﺷﺎرت اﻟﻧﺎﺷطﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ “أﻧﻲ روﺑﻧز” إﻟﻰ أن اﻷﯾﺑﺎك (AIPAK)، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، قد وﻗﻔت وراء ﺗﻘدﯾم ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﻟﻠﻛوﻧﺟرس ﻓﻲ ﯾﻧﺎﯾر 2015 يهدف إﻟﻰ رﺑط ﺗوﻗﯾﻊ أﯾﺔ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻣﻊ الاﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑرﻓض اﻷﺧﯾرة ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ (Robins, 2015). وﻓﻲ ذات اﻟﺳﯾﺎق وﻗﻌت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ اﺗﻔﺎقًا ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻛﻧدﯾﺔ يهدف إﻟﻰ مواجهة ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﻓﯾﻣﺎ أﻋﻠن ﻋن إطﻼق ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة بهدف ﺗﻌزﯾز ﺟبهة ﻣواجهة ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺑﺗﻣوﯾل أوﻟﻲ ﻗدره ﺳﺗﺔ ﻣﻼﯾﯾن دوﻻر. (Lungen, 2015).
ﺗﻣﻛﻧت ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق إﻧﺟﺎزات ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟم تحققها ﺣﻣﻼت ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﺿون ﻋﻘود. ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗواﺻل ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣزﯾد ﻣن اﻹﻧﺟﺎزات ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﺎدﻣﺔ، ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄنه أن ﯾﺟﺑر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ الاﻧﺳﺣﺎب ﻣن إﺳراﺋﯾل، الأمر الذي ﺳﯾﻛﻠف الاﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات، ويسهم ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﺻورة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻹﺳراﺋﯾل ﻋﺎﻟﻣيًا. ﺑﺑﺳﺎطﺔ، إﺳراﺋﯾل ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻘول ﻟﻠﻣواطن اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻌﺎدي أن عندها ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﻧﺢ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺣﻘوقًا متساوﯾﺔ، ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺑرﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺻﺎدرة اﻷراﺿﻲ وﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات واﻟﺣواﺟز واﻟﺟدار. اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدمها ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، والأهداف اﻟﻣﻌﻠﻧﺔ، وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﻧﺿﺎل، ﺑوسعها أن ﺗنهك إﺳراﺋﯾل وأن ﺗﺟﺑرها ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳتها تجاه اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ وﺻول دﻋم ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﻣﺛل ﻗرار الاﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ وﺿﻊ طواﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت، وﻗرار ﺟﻧوب إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﻗف ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗوطﻧﺎت ﻓﻲ اﻷﺳواق.
تسببت الإبادة الجماعية في غزة بعد أكتوبر2023 في إحياء حركة المقاطعة على مستوى عالمي غير مسبوق، واستهدفت نداءات المقاطعة حول العالم شركات مثل ماكدونالدز وستاربكس والتي عانت من خسائر تقدر بمليارات الدولارات على خلفية دعمها لإسرائيل، كما لجأت بعض الشركات مثل كوكاكولا إلى تغيير الشكل الخارجي لمنتجاتها لتجنب المقاطعة، فيما حاولت شركات أخرى مثل ماكدونالدز استهداف حركة المقاطعة قانونيًا، مثلما حصل مع رئيس حركة المقاطعة في ماليزيا د. نزاري إسماعيل الذي كسب قضية ضده في هذا الخصوص، على خلفية ادعاء الشركة المحلية التي تملك حقوق بيع ماكدونالدز في ماليزيا ضده أمام محكمة محلية بأنه وحركته تسببوا بخسائر مالية للشركة (Free Malaysia Today, 2024).
أﺑﻧﺎء اﻟﺷﺗﺎت ﯾﺗﺻدرون ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ
اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﻹﻧﺟﺎزات ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وأوروﺑﺎ، ﯾﻠﺣظ اﻧﺧراط أﻋداد ﻣﺗزاﯾدة ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﺷﺗﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ، وﯾﺗﻌدى ھذا اﻟﻧﺷﺎط ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺣﻣﻼت إﻟﻰ ﻗﯾﺎدتها، ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻧﺎﺷطﺔ رامة ﻗدﯾﻣﻲ، ﻋﺿو اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻹنهاء اﻻﺣﺗﻼل اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ.
فقد ﻧﺟﺣت اﻟﻧﺎﺷطﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺷﯾرﯾن ﺿﻣرة[1] ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة ﺣﻣﻠﺔ ﺗﺳﺑﺑت ﻓﻲ إزاﻟﺔ ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺣﻣص اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻣن رﻓوف ﻛﺎﻓﺗﯾرﯾﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 2011 (Gosztola, 2011). وأسهمت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻣﻠﻛﺔ ﺷوﯾﺦ (ﻣن ﻏزة) ﻓﻲ ﺗﻣرﯾر ﻗرار ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺳراﺋﯾل ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﻔﯾﻠد اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم 2014، ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻐل ﻣﻧﺻب رﺋﯾس اﺗﺣﺎد اﻟطﻠﺑﺔ في حينها Shwaikh, & Gould, 2020)). كما أسهمت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺳﺎﻧدرا ﺗﻣﺎري ﻓﻲ ﺗﻣرﯾر ﻗرار ﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺷرﻛﺎت أﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻣﺗورطﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻼل ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﻧت ﻟوﯾس ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﻣﯾزوري اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ (American Friends Service Committee, 2014)).
وﻓﻲ ذات اﻟﺳﯾﺎق، ﺳﺎھم اﻷﻛﺎدﯾﻣﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺳﻌد ﻋطﺷﺎن ﻓﻲ إﻗﻧﺎع زملائه ﻓﻲ ﺟﻣﻌﯾﺔ دراﺳﺎت اﻟﺳﻼم واﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗواﺟد ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وﻛﻧدا ﻓﻲ ﺗﻣرﯾر ﻗرار ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﻘﺎطﻌﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ. وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟدورھم اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ وزﯾﺎدة اﻟوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺣول ﺟراﺋم إﺳراﺋﯾل، ﯾﺗﻌرض اﻟﻧﺷطﺎء اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾون، ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﯾﻧﺧرطون ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻟﻣﺿﺎﯾﻘﺎت، ﻧورد ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ عليها. حيث ﺗﻌرﺿت اﻟﻧﺎﺷطﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻋودة ﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ دﯾﺗرﯾوت ﺑﺳﺑب اﻋﺗراﻓﺎت ﻧزﻋت منها ﺗﺣت اﻟﺗﻌذﯾب ﻓﻲ اﻟﺳﺟون اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ. بعد عدة مداولات، تم ترحيل عودة من الولايات المتحدة وسحب جنسيتها الأمريكية Palestine Legal, 2015)).
في ذات السياق، ﻗررت ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺷﯾﻛﺎﻏو إﻟﻐﺎء ﻋﻘد ﻋﻣل ﻟﻸﻛﺎدﯾﻣﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﻲ ﺳﺗﯾﻔن ﺳﻼﯾطﺔ ﺑﺳﺑب “ﺗﻐرﯾدات” اﻧﺗﻘد فيها رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ وﻋدوانه اﻟدﻣوي ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻏزة، ورﻓﻊ ﺳﻼﯾطﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وتوصل لتسوية معها لكسب حقوقه بعد خرق الجامعة لبنود عقده وانتهاك حقوقه الدستورية. وﺗزاﯾدت أﻋداد اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن اﻟﻣﻣﻧوﻋﯾن ﻣن دﺧول اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻛﺎﺗﺑﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺳوزان أﺑو الهوى، واﻟﻧﺎﺷطﺔ ﻧردﯾن ﻛﺳواﻧﻲ، اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﻋﺗداء عليها أﺛﻧﺎء ﺗواﺟدها ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﻟﯾﺔ اليهودﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﺗﺷﺟﻊ هجرة اﻟيهود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن إﻟﻰ إﺳراﺋﯾل (Center for Constitutional Rights, (2015. وخلال الإبادة الجماعية في غزة، نظم طلبة في الجامعة مخيمًا طلابيًا طالبوا من خلاله جامعتهم بإنهاء علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية ودعم الطلاب والجامعات الفلسطينية (Keller, Preziosi, Tweedie, & O’Keeffe, 2024).
من اللافت للنظر أن ﻧﺷﺎط أﺑﻧﺎء اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﯾﺗﻔوق ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ، ﯾرﺟﻊ ذلك ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب: دﻋم اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ﻟﻔﻠﺳطﯾن ﺳﯾﺎسيًا، ﻋدم وﺟود ﻟوﺑﻲ صهيوﻧﻲ ﺑﻧﻔس اﻟﻘوة اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة، اﻧصهار أﺑﻧﺎء اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل، وﺟود هاﻣش ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻧﺷﺎط ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ، ودﻋم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻹﺳراﺋﯾل، ووﺟود رواﺑط ﻗوﯾﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﺟﻣﻊ أﺑﻧﺎء اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻌﻛس أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ.
آخر حملات المقاطعة والنجاحات التي حققتها بعد الإبادة الجماعية في غزة
كان للحملات التي قامت بها حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) خلال السنوات الفائتة تأثيرات كبيرة على مختلف القطاعات، من بيئات الشركات إلى المجالات الأكاديمية والثقافية، وقد أدت جهود مقاطعة الشركات وسحب الاستثمارات من قبل حركة المقاطعة (BDS) إلى العديد من إعلانات الاستياء من قبل الشركات البارزة مما يثبت فاعليتها. كما اكتسبت المقاطعة الأكاديمية زخمًا، حيث امتنعت المؤسسات في جميع أنحاء العالم عن التعاون مع الجامعات الإسرائيلية والمبادرات البحثية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الوعي وممارسة الضغط على المجتمع الأكاديمي في إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، أدت المقاطعة النشطة للمنتجات الإسرائيلية وإخراجها من الرفوف من قبل المستهلكين وتجار التجزئة إلى عواقب اقتصادية على الشركات التي يُنظر إليها على أنها متواطئة في الإجراءات الإسرائيلية.
ومن الأمثلة على ذلك استهداف ماكدونالدز في حملة على وسائل التواصل الاجتماعي أيدتها حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 لأن فرعًا لها في إسرائيل وعد بتقديم وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين، وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت ماكدونالدز إنها لا تدعم أي حكومة متورطة في الصراع؛ وأن الفرع الإسرائيلي تصرف بشكل مستقل دون أخذ الموافقة من الشركة؛ وأوضحت الشركة أنها “تشعر بالفزع إزاء المعلومات المضللة والتقارير غير الدقيقة بشأن موقهنا ردًا على الصراع في الشرق الأوسط”. وقد تسببت حملة المقاطعة ضد ماكدونالدز في خسارة ٧ مليارات دولار بحلول مارس ٢٠٢٤، وبحلول مايو ٢٠٢٤ تراجع سهم شركة ستاربكس بنسبة ١٢٪ نتيجة لحملات المقاطعة الدولية ضد الشركة بسبب ربطها بالإبادة الجماعية في غزة ودعم إسرائيل (الجزيرة، 2024).
قامت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بإزالة جنرال ميلز، و14 كيانًا تجاريًا آخر من القائمة السوداء للشركات التي تم تحديدها على أنها تعمل في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، على أساس أنها توقفت أو لم تعد تشارك في الأنشطة المدرجة في المناطق الفلسطينية المحتلة، حيث أعلنت شركة جنرال ميلز، المعروفة بعلامات تجارية مثل Honey Nut Cheerios وHaagen-Dazs، عن خطط لبيع حصتها في مصنع بالقرب من القدس الشرقية، ونفت الشركة أن يكون لقرارها دوافع سياسية (Pierre, 2023). وأغلقت شركة الملابس الإسبانية العملاقة إنديتكس، مالكة العلامات التجارية بول آند بير، وبيرشكا، وستراديفاريوس، وماسيمو دوتي، وزارا، أنها ستغلق “مؤقتًا” متاجرها البالغ عددها 84 متجرًا في “إسرائيل” حتى إشعار آخر، بعد اندلاع الحرب (The times of Israel, 2023).
وقد ساهمت المبادرات الثقافية ومبادرات الحرم الجامعي في تعزيز حركة المقاطعة، وقد شهدت المقاطعة الثقافية قيام فنانين وموسيقيين وشخصيات ثقافية بإلغاء عروضهم في إسرائيل والتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وبالتالي تضخيم رسالة المقاطعة على نطاق عالمي. وفي الجامعات، نظمت مجموعات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حملات المقاطعة، للدعوة إلى سحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بالانتهاكات الإسرائيلية المزعومة للقانون الدولي.
لقد كان التأثير العالمي لحركة المقاطعة عميقًا، مما أدى إلى زيادة الوعي بالوضع الفلسطيني وتحدي الروايات السائدة، ومن خلال استهداف الشركات والمؤسسات، مارست حركة المقاطعة ضغوطًا اقتصادية على إسرائيل وأجبرت الشركات على إعادة النظر في مشاركتها في المنطقة، ومن الناحية السياسية، أثرت حركة المقاطعة على الخطاب العام، مما دفع الحكومات والهيئات الدولية إلى التعامل بشكل أكثر انتقادًا مع تصرفات إسرائيل.
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺣﻘﻘت ﺣرﻛﺔ ﻣﻘﺎطﻌﺔ إﺳراﺋﯾل، وﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋليها، وﺳﺣب الاﺳﺗﺛﻣﺎرات منها (BDS) إﻧﺟﺎزات ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﺑﺎﺗت ﺗؤرق ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘرار اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ واﻟدوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء. ﯾرﺟﻊ ﻧﺟﺎح ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ إﻟﻰ اعتمادها ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت بديلًا ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن، وإطﻼقها أھدافًا وإﺳﺗراﺗﯾﺟﯾات ﻻﻗت ﻗﺑوﻻً وﻧﺟﺎحًا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ.
ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ إﺳراﺋﯾل ﺑﺟﺑروتها وﻣﺎﻛﯾﻧﺎتها اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﺻرة لها اﻟﺗﺄﺛﯾر ﺟوھريًّا ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﻷنّها ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﺗﻣﻠك ﻧﻔوذًا ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ، وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺳوﯾق روايتها ﻋن اﻟﺻراع ﻓﻲ أوﺳﺎط اﺗﺣﺎدات اﻟطﻠﺑﺔ، واﻟﻌﻣﺎل، واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ، واﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺣقوﻗﯾﺔ، ﻷن ﻧداء اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﯾﻧﺎدي ﺑﺈﻋطﺎء ﺣﻘوق ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، وإنهاء الاﺣﺗﻼل، وھو ﻣﺎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ إﺳراﺋﯾل وﻻ ﻣﻧﺎﺻروها إﻧﻛﺎره أو اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣرﻣﺎن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن منه.
تهدد ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ شرعية إﺳراﺋﯾل وھو ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷﻌره اﻟﻘﺎدة اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾون، ﻷن أﻧﺻﺎرها ﯾﻧﺎدون ﺑﺣل اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة، ﺑﺻورﺗﯾن، دوﻟﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻋﻠﻣﺎﻧﯾﺔ، أو دوﻟﺔ ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ. اﻟﺣرﻛﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑوﺻﻔﮫ ﻧظامًا ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻧﺻرﯾﺔ ﺿد اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن، ﺣﺗﻰ ﺿد ﻣواطﻧيه اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ. ﺑرﻧﺎﻣﺞ وﻣطﺎﻟب ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﺗﺣظﻰ ﺑﻘﺑول اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ جميع أﻣﺎﻛن ﺗواﺟدھم، ﻟذﻟك ﻓﺈن مستقبلًا ﺣﺎﻓﻼً ﺑﺎﻷﻣل واﻹﻧﺟﺎز ﯾﻧﺗظرها ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ.
ﯾﺟب أن ﺗﻘوم إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن ﻓﻲ اﻟداﺧل، أﻓرادًا وﺟﻣﺎﻋﺎت، ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟوﺛﯾق ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج اﻟﺗﻲ ﯾزداد ﺗﺄﺛيرها ﯾومًا ﺑﻌد ﯾوم. وﻻ ﯾﻣﻛن ذﻟك أن ﯾﻧﺟﺢ دون اﻟﺗﻧﺳﯾق ﻣﻊ اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻣن اﻟﺳود اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن، واﻵﺳﯾوﯾﯾن، واﻟﻼﺗﯾﻧﯾﯾن، وأﻧﺻﺎر ﺣﻘوق اﻟﻣرأة وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن. ﻣزﯾدًا ﻣن الجهد ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﯾﻌﻧﻲ ﻓﺿﺢ إﺳراﺋﯾل وﻋﻧﺻريتها تجاه اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾين، وزﯾﺎدة رﻗﻌﺔ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺷﻌﺑﻲ واﻟﺗﺿﺎﻣن، وھو ﻣﺎ ﺳﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘرار اﻟﻐرﺑﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً.
اﻟﺗوﺻﯾﺎت
- ﺗﻔﻌﯾل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺟﺎﻟﯾﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج، والاﻧﺧراط ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻋﻠﻰ جميع اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت، واﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﺻرﯾن ﻟﻠﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺑﺷﺗﻰ ﺗوجهاتهم.
- ﺗﻌزﯾز اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﻛﻧﺎﺋس واﺗﺣﺎدات اﻟطﻼب واﻟﻌﻣﺎل، واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﯾن واﻟﻔﻧﺎﻧﯾن، واﻹﻋﻼﻣﯾﯾن، واﻟﻧﺷطﺎء اﻟﺷﺑﺎب اﻟداﻋﻣﯾن ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ، ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺳود، واﻵﺳﯾوﯾون، واﻟﻼﺗﯾﻧيّون، واﻟﺑﯾض، وﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎن اﻷﺻﻠﯾﯾن.
- ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻓﻛرة اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ، ودراﺳﺔ ﺟدواها وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ تطبيقها، وﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗف منها.
- اﺳﺗﻐﻼل اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠت إليها ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺳﯾﺎسيًا واﻟﺑﻧﺎء ﻋليها.
- ﺑﻌث رﺳﺎﺋل دﻋم ﻷﻧﺻﺎر ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻣن اﻟداﺧل، ﻋﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺷﺑﺎﺑﯾﺔ وﺣﻘوﻗﯾﺔ.
- اﻟﻠﺣﺎق ﺑرﻛب ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ وﻋدم الاﻛﺗﻔﺎء ﺑﻣوﻗف اﻟﻣﺗﻔرج، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن أﺛﺑﺗت ﻧﺟﺎﻋتها.
- ﺗﺷﻛﯾل وﺣدة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ ﺗﺗﺎﺑﻊ آﺧر إﻧﺟﺎزاتها، وﺗﺗواﺻل ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷطﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أرﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم.
- الاستفادة من حالة الوعي الكبيرة التي نتجت عن الإبادة الجماعية في غزة في نشر الوعي حول القضية الفلسطينية وعزل إسرائيل دوليًا، من خلال تفعيل المقاطعة عالميًا لتكون جسرًا لسحب الاستثمارات وفرض عقوبات دولية على إسرائيل.