حالة الشهيد أحمد نصر جرار.. حلقة في سلسلة متصلة
مقدمة
في التاسع من كانون ثاني/ يناير 2018، قُتل مستوطن إسرائيلي في عملية وُصفت بالنوعية، وذلك قرب مستوطنة "حفات جلعاد"، جنوب مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية المحتلة.`1` ويُعدّ المستوطن القتيل أحد مؤسسي البؤرة الاستيطانية التي قُتل عندها. بعد تنفيذ العملية، بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ حملة بحث واسعة، تتجه من مكان العملية إلى مدينة جنين شمالًا.
وأثناء عمليات البحث والمداهمة، اقتحمت قوات الاحتلال في الثامن عشر من كانون ثاني/ يناير الماضي مدينة جنين، مستهدفة بشكل مركّز بيوت عائلة جرار، مما أدى إلى استشهاد الشاب أحمد إسماعيل جرار (31 عامًا) في اشتباك مسلح.`2` فيما بعد، تبين أن الاحتلال يلاحق أحمد نصر جرار (24 عامًا)، نجل الشهيد نصر جرار، أحد قادة كتائب القسام، الذي استشهد في مطلع الانتفاضة الثانية عام 2000.
دلّت تلك المداهمة على تمكّن الاحتلال من امتلاك تصوّر واضح حول هويّة منفذي العملية، بعد أقلّ من عشرة أيام على تنفيذها، وهو ما يشير إلى الظروف المعقّدة التي تعمل بها المقاومة في الضفة الغربية. وبينما فشل الاحتلال في هذه المداهمة في اعتقال أو اغتيال أحمد نصر جرار، المتهم الرئيس في تنفيذ العملية، تمكنت قوات الاحتلال من اغتياله بعد مداهمة لبلدة اليامون في محافظة جنين، فجر السادس من شباط/ فبراير الماضي.
تُقدّم هذه الورقة قراءة للسياق الذي جاءت فيه حالة الشهيد أحمد نصر جرار، بالنسبة للظروف السياسية والأمنية في الضفة الغربية، ومناقشة إنْ كانت هذه الحالة مجرد طفرة عابرة، أم أنها حلقة في سلسلة أوسع وأكثر امتدادًا، وتنطوي على دلالات أكبر.