حاتم عبد القادر
ولد حاتم محمد عبد القادر عيد في العشرين من أيار/ مايو عام 1953 في القدس لعائلة فلسطينية من قرية سلمة قضاء يافا، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. درس الابتدائية في مدارس الأونروا في البلدة القديمة في القدس، والإعدادية في مدارس الأونروا في مخيم شعفاط، والثانوية في المدرسة الأردنية في رام الله التي حصل منها على الثانوية العامة بالفرع الأدبي عام 1972. حصل على درجة البكالوريوس في الإعلام من كلية الإعلام في جامعة الأزهر في القاهرة عام 1980. عمل في قسم الإعلام والعلاقات العامة في الأوقاف الإسلامية في القدس، وساهم في إصدار أول مجلة إسلامية حملت اسم «هدى الإسلام»، كما عمل محررًا في صحيفة القدس الفلسطينية بين عامي 1980 – 1982، وانتقل للعمل في صحيفة الفجر التي كان سكرتير التحرير فيها. أسس مع آخرين مجلة «عبير» المختصة بقضايا المرأة والجمال عام 1985، كما عمل مسؤولًا للإعلام في بيت الشرق في القدس، وعُيِّن مديرًا عامًا للمطبوعات والنشر في وزارة الإعلام عام 1994، حيث شارك في وضع قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني، وأشرف على تراخيص العديد من المطبوعات.
انخرط عبد القادر في صفوف حركة فتح إبان دراسته الجامعية، ونشط في تنفيذ فعالياتها، وبعيد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 انضم للقيادة الوطنية الموحدة ممثلًا عن حركة فتح، وقابل الرئيس الراحل ياسر عرفات سرًا في تونس عام 1989. شارك في مؤتمر مدريد وفي المفاوضات في واشنطن ضمن الوفد الفلسطيني، كما أسس مع آخرين في تسعينيات القرن الماضي اللجنة القَطَرية الدائمة لدعم القدس، وهي لجنة تضم عدة شخصيات مقدسية تجتمع سنويًا في الدوحة، وتقر برنامج دعم تنموي للقدس بتمويل قطري كامل.
فاز عبد القادر بعضوية المجلس التشريعي عن حركة فتح في مدينة القدس في انتخابات عام 1996، حيث تولى خلال ذلك عضوية العديد من اللجان منها؛ لجنة القدس، لجنة اللاجئين، لجنة الرقابة وحقوق الإنسان، وقد عُرف عنه وقوفه بجانب المواطنين في مواجهة تجاوزات السلطة التنفيذية. ترشح في الانتخابات التشريعية عام 2006 ولكنه لم يفز. عُين مسؤولًا لملف القدس في حركة فتح في الفترة ما بين 2006-2007، ثمَّ عمل مستشارًا لشؤون القدس في حكومة سلام فياض في الفترة ما بين 2007-2008، ثمَّ تولى وزارة شؤون القدس التي استقال منها احتجاجًا على شح الموارد المالية المخصصة لها، فتسلم مجددًا ملف شؤون القدس في حركة فتح، وانتخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح مرتين عام 2009، وكذلك في انتخابات عام 2016. كما حاز على عضوية العديد من المؤسسات المقدسية مثل مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، والهيئة الإسلامية العليا، ومجلس أمناء جمعية ترميم المنازل القديمة، بالإضافة إلى العديد من الأندية والهيئات الرياضية والثقافية والاجتماعية، كما أنَّه رئيس مجلس أمناء جمعية الرازي في المدينة.
كتب عبد القادر العديد من المقالات والافتتاحيات للصحف الفلسطينية خصوصًا إبان عمله صحفيًا، كما قدَّم العديد من أوراق العمل في المؤتمرات والورش المتخصصة بشؤون القدس، واستضافته وسائل الإعلام الإذاعية والمتلفزة للتعليق على أحداث القدس خاصة والقضية الفلسطينية عامة.
يعتقد عبد القادر بأن القضية الفلسطينية تمر في أصعب مراحلها، خصوصًا في ظل تغييب المستوى الرسمي للرؤية وإيجاد البدائل في مواجهة الاحتلال. ويصف الانقسام بالكارثة التي نزلت على الشعب الفلسطيني محملا كلا من حماس وفتح المسؤولية عنه. ويرى عبد القادر بأن أوسلو كان فخًا للفلسطينيين؛ حيث تعامل معه الاحتلال على أنَّه مشروع أمني واقتصادي فقط، وينادي عبد القادر بضرورة تشبث الفلسطينيين بالمقاومة بأشكالها كافة، خصوصًا أن الشرائع الدولية أعطت الفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال، ويدعو إلى الحفاظ على سلاح المقاومة وعدم تسليمه بأي حال. وينادي عبد القادر بالشراكة السياسية بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، فشركاء النضال هم شركاء في القرار.
عاني عبد القادر من الاحتلال؛ إذ اعتقل إداريا لمدة ستة أشهر لدى الاحتلال عام 1989، وتكرر اعتقاله إداريًا ثلاث مرات أخرى قضى في كل مرة ستة أشهر، وتعرض لمضايقات مستمرة من قبل قوات الاحتلال، وقد كُسرت بعض أضلاع صدره إبان الاحتجاجات على إغلاق بيت الشرق عام 2002 ونقل إلى المستشفى، وأبعد عن المسجد الأقصى مرتين لمدة 6 أشهر، كما أبعد إلى مدينة أريحا لمدة 6 أيام عام 2017.