جورج حبش
ولد جورج نقولا رزق حبش في مدينة اللد في الأول من آب/ أغسطس عام 1925، وهو متزوج وله بنتان. درس المرحلة الأساسية في المدرسة الإنجليكانية في اللد، وفي المدرسة الأرثوذكسية للبنين في يافا، والثانوية في مدرسة تيرا سانتا في مدينة القدس، ونال شهادة البكالوريوس في الطب من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1951. عمل مدرسًا في المدرسة الأرثوذكسية في يافا مدة عامين، وأستاذًا مساعدًا في قسم علم الأنسجة في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثمَّ افتتح عيادة خاصة في مدينة عمان عام 1952.
تأثر حبش بالأحداث السياسية التي عاشتها فلسطين أيام الاحتلال البريطاني، وبتهجيره من اللد في تموز عام 1948، فانخرط في العمل السياسي أثناء دراسته الجامعية، وأصبح ناشطا طلابيًا، ورئس نادي “العروة الوثقى” الطلابي بين الأعوام 1949-1951، وأسس نواة حركة القوميين العرب في بيروت عام 1951، وعقد مؤتمرها الأول في عمان 1956، وكثف نشاطه في متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ثمَّ الأردن، ورشَّح نفسه في الانتخابات النيابية الأردنية عام 1956 لكنَّه لم يفز، وأقام علاقات مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وأسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 مع وديع حداد ومصطفى الزبري وآخرين، وأصبح أمينها العام إلى أن استقال منها عام 2000.
نفذَّ مع زملائه سلسلة هجمات ضد أهداف يهودية (مدرسة وكنيس) داخل سوريا وأخرى عبر الحدود مع فلسطين، كما نفذ هجمات ضد أهداف يهودية في لبنان (مدرسة)، وأطلق العنان أواخر ستينيات القرن الماضي لأعضاء الجبهة للعمل العسكري الخارجي، فاختطفت جبهته الطائرات الغربية وهاجمت السفارات الإسرائيلية في الخارج.
اعتقل أكثر من مرة في كل من لبنان والأردن وسوريا، وعاش مختفيًا في الأردن بين الأعوام (1957-1959)، وفي سوريا بين أعوام (1962-1963)، وتعرض للملاحقة من قبل قوات الاحتلال ومخابراته.
تأثر في شبابه بأفكار قسطنطين زريق وعلي نصر الدين، فتبنى الفكر القومي، ثمَّ اعتنق الماركسية، عُرف بعدائه للأنظمة العربية الملكية ولمشيخات الخليج، وشاع خلافه الشديد مع ياسر عرفات في أغلب المحطات التي مرت بها منظمة التحرير، وقد لُقِّب بالحكيم نسبة إلى تخصصه، لكنه أخذ مدلولاً آخر بعد انخراطه في العمل السياسي، إذ أصبح يشير لدى مؤيديه إلى حكمته في اتخاذ المواقف السياسية، وسطَّر بتخليه عن الأمانة العامة للجبهة الشعبية نموذجًا متمايزًا عن أقرانه من الأمناء العامين لفصائل منظمة التحرير في التخلي عن المنصب.
عارض التصالح مع المشروع الصهيوني، وعقد تحالفات داخل الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل ثني منظمة التحرير عن الدخول في مفاوضات مع دولة الاحتلال؛ فأسس مع حلفائه جبهة القوى الفلسطينية الرافضة للحلول الاستسلامية عام 1974، وجبهة الصمود والتصدي 1977، وجبهة الإنقاذ الوطني عام 1983، وتحالف القوى الفلسطينية عام 1993، كما أنَّه رفض العودة إلى فلسطين بعد توقيع اتفاقية أوسلو.
انتُقد حبش لإعطائه الصراع الإيديولوجي مساحة زائدة من الاهتمام، مما انعكس سلبًا على مكانة جبهته ودورها، ووسم الجبهة بالنخبوية رغم خطابها الجماهيري، فجاء الكثير من عناصرها من خلفيات برجوازية ومسيحية ومثقفة، كما انتُقد لعدم قدرته على منع الانشقاقات داخل حركته، ولتمكن القيادة الفلسطينية الرسمية من تحجيم دورها وابتزازها في أكثر من موقف.
عانى حبش من وعكات صحية متتالية منذ عام 1972، اضطرته للدخول إلى المستشفى عدة مرات. توفي في عمان إثر جلطة قلبية في السادس والعشرين من كانون الثاني / يناير عام 2008.
المصادر والمراجع:
- حبش، جورج. “الثوريون لا يموتون أبداً حوار مع جورج مالبرينو”. بيروت: دار الساقي، 2009.
- دعنا، سيف ( محررًا).” صفحات من مسيرة النضالية ، مذكرات جورج حبش”. بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2019.
- سويد، محمود. “التجربة النضالية الفلسطينية: حوار شامل مع جورج حبش”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1998.
- صايغ، يزيد. “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”. بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.