جمال منصور
ولد جمال عبد الرحمن محمد منصور في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير عام 1960، في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في محافظة نابلس، لأسرة لاجئة تعود جذورها إلى قرية سلمة المدمَّرة قضاء يافا، وهو متزوج وله ولدان وثلاث بنات. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس الأونروا في المخيم، والثانوي في مدرسة قدري طوقان في مدينة نابلس، ومنها حصل على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1979، وحاز درجة البكالوريوس في المحاسبة والعلوم الإدارية من جامعة النجاح عام 1983. عمل محاسبًا في مدينة نابلس وفي الداخل المحتل، ثمَّ عمل مديرًا لمكتب رجل الأعمال الحاج صبحي العنبتاوي، وأسس وأدار فرعًا للجنة الإغاثة الإسلامية في نابلس، وعمل في الصحافة؛ فأسس مكتب نابلس للصحافة والإعلام، والمركز الفلسطيني للدراسات والإعلام.
انخرط في العمل الدعوي والسياسي في فترة مبكرة من حياته متأثرًا بالشيخ حامد البيتاوي، فانضم لجماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الثانوية، وأنشأ مع آخرين الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، وترأسها لثلاث دورات، وشارك في تأسيس الرابطة الفلسطينية لطلبة فلسطين ومقرها القدس، وهي إطار نقابي ضمّ عدة جامعات، وكان من كوادر حركة حماس الفاعلين منذ تأسيسها، ومن أوائل من ساهموا في إشعال الانتفاضة الأولى في الضفة الغربية عبر مشاركته المحورية في تنظيم مسيرات جماهيرية في مخيم بلاطة وفي مدينة نابلس، وهو راسم شعار حركة حماس، ومن مهندسي اللائحة التي نظّمت العلاقة بين حركة حماس وباقي فصائل منظمة التحرير داخل سجون الاحتلال أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992، فكان منصور عضوًا في اللجنة القيادية للمبعدين، ورئيس اللجنة الإعلامية ولجنة العلاقات العامة داخل مخيم المبعدين، وأصبح متحدثًا باسم حركة حماس في الضفة الغربية، وعضوًا في مكتبها السياسي، ورئيسًا لوفدها في الحوارات مع السلطة الفلسطينية عام 1994، وممثلها في لجنة التنسيق الفصائلي، ولجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية والإسلامية، واللجنة الوطنية والإسلامية لمواجهة الاستيطان.
كان لمنصور دور مركزي في قرار حركة حماس الانخراط في الانتفاضة الثانية عام 2000، وقد اتهمه الاحتلال حينها برئاسة الجهاز العسكري لحماس في الضفة الغربية.
منعه الاحتلال من السفر منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، واعتقله أول مرة عام 1982، ثم اعتقله للمرة الثانية عام 1988، ثم توالت اعتقالاته لتصل إلى أربعة عشر اعتقالًا، وأغلق مكتب نابلس للصحافة والإعلام الذي كان يديره، وقصف مقر المركز الفلسطيني للدراسات والأبحاث، وطاردته الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واعتقلته لمدة ثلاثة أشهر عام 1996، ثم عام 1997 لمدة ثلاث سنوات، عانى خلالها من وضع صحي صعب، كما أنَّها أغلقت مركز الأبحاث الذي كان يديره.
لمنصور عدد من الإصدارات منها؛ كتاب التحول الديمقراطي الفلسطيني من وجهة نظر إسلامية، وكتاب أجنحة المكر الثلاث، بالإضافة إلى مجموعة من الأبحاث والدراسات والمقالات التي تعنى بالشأن الفلسطيني، وله اهتمامات فكرية أيضًا.
اغتاله الاحتلال مع الشيخ جمال سليم وعدد من كوادر حركة حماس في الواحد والثلاثين من تموز/ يوليو عام 2001، في قصفٍ من الجو للمركز الفلسطيني للدراسات والإعلام.
المصادر والمراجع:
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- عمر، رمضان. “الشهيد القائد جمال منصور”. منشورات فلسطين المسلمة( 21). د.م.ن. د.ت.ن.
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.