جبر وشاح
وُلد جبر مطلق وشاح في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في الثالث عشر من كانون أول/ ديسمبر عام 1950، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية بيت عفا قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله بنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرستي البريج الابتدائية والنصيرات الإعدادية، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة خالد بن الوليد، وحصل على الثانوية العامة عام 1969، ونال درجة الدبلوم من معهد التدريب المهني في قلنديا/ القدس عام 1971، ثم التحق بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية، ونال درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة البصرة في العراق عام 1979. عمل مدرسا للفيزياء في معهد فلسطين الديني (الأزهر) في مدينة غزة بين عامي (1979-1985)، وكان نائبا لمدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بين عامي (2000- 2017).
انتمى وشاح للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1972، والتحق بجناحها العسكري – فرع الأرض المحتلة، وأصبح مسؤوله في قطاع غزة، وكان من قيادات الحركة الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال، وأحد قيادات الصف الأول في تنظيم الجبهة، وممثلا عنها في اللجنة الوطنية القيادية في المعتقل، ومتحدثا باسم الفصائل في سجن نفحة أثناء إضراب عام 1992، كما نشط في مجال تعليم الأسرى، وكان أمينا للمكتبات في المعتقلات في الجبهة، وتابع من داخل سجنه ملف تعليم الأسرى مع وزارة التعليم الفلسطينية.
مارس الكتابة الإبداعية داخل سجون الاحتلال؛ حيث شارك بورقة عمل في المؤتمر الأول حول إعداد المناهج التعليمية الفلسطينية، وكانت بعنوان “المنهاج التعليمي الفلسطيني بين الواقع والطموح”، ونشر مقالات أسبوعية في صحيفة القدس بين عامي (1995-1999)، تحت عنوان “دقات على جدران الخزان”، و” ما لا تحمله رسائل الأسرى – نفحة على جذوة الذاكرة “، وشارك في إعداد نشرات داخلية للأسرى تهدف إلى تعزيز صمودهم، وإعداد الأسرى ليكونوا عناصر بناء في مجتمعهم بعد التحرر.
نشط في المجال المؤسساتي؛ فكان نائبا لرئيس مجلس إدارة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان منذ عام 2017، ورئيس مجلس إدارة جمعية تطوير المرأة الفلسطينية منذ عام 2013، وعضو مجلس إدارة جمعية حسام للأسرى والمحررين بين عامي (2000-2007)، وعضو في المنظمة العالمية للخط الأمامي للدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان Front Line Defenders، ومثّل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في عدد من المؤتمرات والمنتديات المحلية والإقليمية والدولية، منها اللقاءات الإقليمية للإعداد لمؤتمر “ديربان” في جنوب أفريقيا عام 2001، والملتقى العالمي لمناهضة العولمة في الهند عام 2004، والمنتدى الاجتماعي العالمي الخامس في البرازيل 2005، ومؤتمر الأسرى في الجزائر عام 2012، واجتماعات جامعة الدول العربية للحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى في المعتقلات، ومؤتمر شتوتغارت في ألمانيا عام 2013 لنقاش حل الدولتين أو الدولة الواحدة، بالإضافة لمشاركته في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف، خصوصا مشاركته مع وفد من أمهات الأسرى في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان وتنفيذ الوفد لجولة لقاءات مجتمعية في فرنسا وسويسرا، وقد تصادف وجود الوفد في جنيف مع حدوث مذبحة جنين عام 2002، وتقدم حينها بمداخلة داخل المجلس حول المذبحة متحدثا باسم 35 منظمة عربية ودولية.
شارك وشاح في استقبال اللجان الدولية المبتعثة من الأمم المتحدة للتحقيق في أوضاع حقوق الإنسان في الأرض المحتلة مثل: البعثة الأممية برئاسة الأسقف ديزموند توتو في أيار/ مايو 2008، ولجنة غولدستون التي أعدت تقريرها عن أوضاع حقوق الإنسان والجرائم الإسرائيلية في غزة عام 2009، وقابل عددا من الشخصيات العالمية خلال زياتهم لقطاع غزة، منهم الرئيس نيلسون مانديلا عام 1999، ورئيس إيرلندا الحالي مايكل هيجنز، وزعيم حزب الشين فين الإيرلندي جيري آدمز، ووفود عدة من جنوب افريقيا وأوروبا وأمريكا، ووزراء خارجية بعض الدول، وعددا من المقررين الخاصين بالأمم المتحدة، ونواب في الكونغرس الأمريكي مؤيدين للقضية الفلسطينية.
يرى وشاح أن اتفاق أوسلو أصاب القضية الفلسطينية في مقتل، لأنه لم يأخذ بالحسبان معايير القانون الدولي عند صياغته، ولم يضع حدا للتوسع الاستيطاني، واستثنى قضية الأسرى، وعلى مدار السنوات اللاحقة ثبت مدى إجحافه بحق الشعب الفلسطيني، ويعتقد بأن الموقف الرسمي للمجتمع الدولي ساهم بشكل كبير في حدوث الانقسام الفلسطيني، لعدم قبوله بنتائج الانتخابات التشريعية عام 2006، فلو قَبل بها لأصبح تداول السلطة سلميا في المجتمع الفلسطيني، ولكن المجتمع الدولي عزز الاحتقان في الداخل الفلسطيني، ويرى بأنَّه لن يكون هناك مصالحة مالم يتم إجراء انتخابات جامعة وشاملة والإقرار بنتيجتها محليا ودوليا، والقبول بشراكة وطنية حقيقية في السلطة ومنظمة التحرير، وينادي بضرورة تفعيل منظمة التحرير وفصلها عن السلطة واعتبارها المرجعية العليا لها.
يدعو وشاح بأن يُبنى الهرم المجتمعي الفلسطيني على أسس أربعة: استقلال القضاء، وسيادة القانون، ودولة المؤسسات، واحترام حقوق الإنسان، ويؤمن أن التحرر من الاحتلال يتم عبر مقاومته بكافة الأشكال المتاحة وخاصة المقاومة المسلحة المشروعة عالميا وصولا للتحرير واقامة الدولة الديمقراطية الفلسطينية على كامل تراب فلسطين التاريخية، وعودة اللاجئين لديارهم التي هُجِّروا منها.
عانى وشاح خلال مسيرة حياته؛ فقد تأخر حصوله على الثانوية العامة بسبب حرب عام 1967، وتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال أول مرة في عام 1969، وأبعدته السلطات المصرية عن أراضيها في سنته الجامعية الرابعة في جامعة الإسكندرية عام 1977 بسبب نشاطه الطلابي، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1979 لمدة ثلاثة أشهر، ثم أعادت اعتقاله في العام ذاته لمدة ثلاثة أشهر، ومنعته من العمل في التعليم الحكومي، ومنعته من السفر، وفرضت عليه إقامة جبرية لمدة خمسة عشر عاما، واعتقلته مرة أخرى عام 1985، وحكمت عليه بالسجن المؤبد إلى أن أُفرج عنه في التاسع من أيلول/ سبتمبر عام 1999، إثر مباحثات واي ريفر بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.