توصيات وملخص اليوم الثاني من ندوة المشروع الوطني الفلسطيني-رؤى وآفاق
استمرت جلسات الندوة السياسية التي نظمها مركز رؤية للتنمية السياسية في إسطنبول 23-24 كانون ثاني 2016، بعنوان المشروع الوطني الفلسطيني: رؤى وآفاق لليوم الثاني على التوالي، حيث شهد ثلاث جلسات قدمت فيها عدة أوراق للنقاش والتعقيب وفق برنامج الندوة.
الجلسة الأولى
وكانت الجلسة الأولى بعنوان "دور الضفة النضالي في مشروع التحرر: الأهداف والإمكانيات والوسائل. حيث قدم الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ورقته في الندوة وعقب عليها الأستاذ حسام بدران الناطق باسم حركة حماس، بدلاً من الدكتور رائد نعيرات الذي منعته سلطات الاحتلال من السفر من الضفة الغربية للمشاركة في جلسات الندوة.
بدأ الدكتور مصطفى البرغوثي حديثه مؤكداً على وحدة الشعب الفلسطيني مهما اختلفت ظروفه، وأشار إلى أن الانتفاضة الثالثة الحالية تمثل جزءًا من الرد الاستراتيجي الشعبي على فشل المفاوضات وفشل اتفاق أوسلو، حيث أن المقاومة لم تأت من فراغ بل قامت على كتفي المقاومة الشعبية المستمرة والصمود البطولي الذي حققه قطاع غزة في وجه حروب الاحتلال.
وفي تحليل للوضع الراهن، أشار البرغوثي إلى أن محاولات إسرائيل بتكرار تجربة نكبة 1948 بأشكال مختلفة، حيث تعمل دولة الاحتلال على إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة مشيراً إلى أن أوسلو لم تكن سوى خدعة وفخ لكسب الوقت والواقع يقول إن إسرائيل لم تتغير أبداً.
وفي الختام أشار البرغوثي إلى أن أهداف المرحلة الحالية تتلخص في إعادة شحن الشعب الفلسطيني وقواه بطاقة المقاومة ووقف الاستيطان وإجبار إسرائيل على الإقرار بإنهاء الاحتلال والافراج عن الأسرى. ونوه أيضاً إلى نقاط ضعف إسرائيل التي يجب على الفلسطينيين استغلالها في مواجهة الاحتلال وأهمها الحساسية المفرطة للخسائر البشرية والخسائر الاقتصادية والخسائر الأخلاقية والمعنوية مشيراً إلى أن أهم معيق أمام الانتفاضة يتمثل في عدم حسم الخيارات الرسمية والتنسيق الأمني وعدم وجود قيادة موحدة بالإضافة إلى الصراع الإعلامي وعدم اندماج فئات واسعة من الشعب الفلسطيني في إطار أحداث الانتفاضة.
من جهته عقب حسام بدران بأن المقاومة لها ثمن ويجب أن يتم دفعه بأي شكل من الأشكال مؤكداً على أن الوطن هو فلسطين كلها وليس الضفة وغزة فقط أو إحداهما. ومن حيث الواقع هناك اختلاف كبير في الإمكانيات والقدرات والظروف في كل مناطق التواجد الفلسطيني مشيراً إلى أن الضفة تمثل خاصرة المحتل الضعيفة وهو ما يجعل أي عمل مقاوم فيها له أثر كبير للغاية.
وفي معرض تعليقات الحاضرين على الورقة والتعقيب، قال الأستاذ قدورة فارس أن علينا الانشغال بدعم الاحداث الحالية بدل الانشغال في الاختلاف على تسمية الاحداث. من جهته أشار الاستاذ أحمد غنيم إلى أن الانقسام الجغرافي انتقل إلى انقسام في الوعي وفي الحيز الفكري والثقافي مشيراً إلى المجتمعات الفلسطينية التي تشكلت في إطار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
أما الدكتور ناصر عبد الجواد فقد أشار إلى أن هناك أزمة ثقة في الضفة الغربية تحول دون تفعيل دور الضفة ضد الاحتلال لإنجاح أي حوار في الضفة. من جهته أشار الدكتور نشأت الاقطش إلى إسرائيل ستنسحب من الضفة كما انسحبت من غيرها وعلى الاحتلال أن يصبح مكلفاً حتى يتحقق ذلك.
الجلسة الثانية
كانت الجلسة الثانية التي بعوان "دور قطاع غزة في مشروع التحرر: الأهداف والإمكانيات والوسائل" تحدث بها الدكتور محمد الهندي القيادي في الجهاد الإسلامي، وعقب على ورقته الأستاذ خالد بركات القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وبدأ الدكتور محمد الهندي حديثه بالإشارة إلى أن الانهيار الجديد في المنطقة ربما يكون أخطر من الانهيار السابق وسيشمل تفتيت الدول في المنطقة، مؤكداً على أن مشروع التحرر الفلسطيني مسألة تتجاوز الفلسطيني إلى كل ما هو عربي ومسلم. وفي معرض الحديث عن المقاومة في غزة، أشار الدكتور الهندي إلى أن الانسحاب الاسرائيلي من غزة كان عاملاً في تطوير أدائها.
وأضاف الهندي أن إمكانات غزة باتت الآن متعلقة بالردع والرد وهو ما جعل استراتيجية المقاومة في غزة هو تجنب الحرب مع الاستعداد لها، مشيراً إلى الفرصة التاريخية التي فتحت أمام حركة فتح لكي تتصدر المواجهة مجدداً في الضفة الغربية مذكراً بانخراط السلطة في الانتفاضة الثانية والذي جاء بعد تماسك الرئيس عرفات ودعمه للمقاومة.
وفي تعقيبه على الورقة التي قدمها الدكتور الهندي، أشار الاستاذ خالد بركات إلى ضرورة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أن الوضع المعيشي في غزة صعب للغاية ويجب على الجميع أن يتذكر دوره تجاه قطاع غزة والقضايا المختلفة فيه.
وأثنى الدكتور خالد على غزة ومقاومتها مؤكداً أنها المشروع الحقيقي والمعنى الكامل وراس الحربة في مواجهة مشروع الاحتلال ولولا صمود غزة ما كان لحملة المقاطعة أن تتطور وتأخذ أبعاداً جدية.
وفي إطار التعليقات على الورقة المقدمة، ذكر الدكتور مصطفى البرغوثي بأن الانسحاب الاسرائيلي من غزة لم يكن كاملاً، فالقطاع ما يزال يعيش تحت ضغط وحصار إلكتروني يحاصر كافة مناحي الحياة فيما أشار الدكتور الهندي مجدداً على أن المقاومة في غزة متاحة للجميع ولا يجرأ أحد على منع أي فعل مقاوم هناك.
الجلسة الثالثة
الجلسة الثالثة من الندوة كانت بعنوان "السيناريوهات الوطنية الواقعية لإنهاء الانقسام"، تحدث فيها الأستاذ هاني المصري مدير مركز مسارات وعقب على ورقته الأستاذ محمد الحوراني القيادي في حركة فتح.
وأشار المصري في كلمته إلى أن الهدف الاساسي من انسحاب الاحتلال من غزة كان لخلق الانقسام الواقع، وساعد على ذلك وجود قطبين بقوة متوازية بالساحة الفلسطينية بالإضافة إلى عدم وجود إيمان حقيقي بالشراكة بين الفصائل كبيرها وصغيرها.
وألمح المصري في حديثه إلى أن الضغوط الدولية عملت على تعزيز الانقسام، مشيراً إلى ضرورة الإجابة عن الهدف من المصالحة والسبب في السعي وراءها. مؤكداً على وجود فئات من الشعب استفادت من الانقسام نفوذاً وسلطة وثروة وأكد الأستاذ المصري تحذيره من إجراء انتخابات دون خلق مؤسسات وحدوية مؤكداً أن أي انتخابات دون توافق ستؤدي إلى أسوأ مما حدث سابقا.
توصيات الندوة
• ضرورة الخروج من حالة التشرذم والانقسام السياسي.
• صياغة رؤية وطنية شاملة للمشروع الوطني الفلسطيني، يشارك فيها كل مكونات وفصائل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
• إعادة تقييم الواقع السياسي الفلسطيني بما يخدم إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
• ضرورة تحديد والاتفاق على المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
• العمل على توفير الغطاء السياسي لانتفاضة القدس والعمل على اسنادها ودعمها.
• التأكيد على أن الشعب الفلسطيني لازال يعيش مرحلة تحرر وطني وعلى الفصائل الفلسطينية وبناء استراتيجياتها على هذا الأساس.
• ضرورة تشكيل فريق حوار وطني أو طاولة حوار وطني دائم، للوصول الى رؤى لكافة قضايا الشعب الفلسطيني.