تفجير نفق المقاومة بخانيوس نظرة في الدوافع والتداعيات المحتملة
مقدّمة
فجّر الاحتلال في الـ 30 من تشرين أول/ أكتوبر الماضي نفقًا تابعًا للمقاومة الفلسطينية، يتجاوز أراضي محافظة خانيونس إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. تبيّن فيما بعد أن النّفق يعود لـسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأن عددًا من كوادر وعناصر السرايا قد استشهدوا داخل النفق.
في اليوم نفسه، أعلنت سرايا القدس عن استشهاد خمسة من عناصرها في النفق، من بينهم قائد لواء الوسطى في السرايا ونائبه، ونعت كذلك في بيانها عنصرين من كتائب القسّام، الجناح المسلّح لحركة حماس،`1` وقدّمت السرايا في بيانها هذا موقفًا مقتضبًا، قالت فيه إن جميع خيارات الردّ ستكون أمامها مفتوحة.`2`
من جهتها، زفّت كتائب القسّام شهداءها وشهداء السرايا، وأعلنت أن شهيديها كانوا ضمن قوّة نجدة وإنقاذ تابعة لها، توجّهت صوب النفق "لمساعدة وانتشال" مقاتلي سرايا القدس. وفي حين حمّلت كتائب القسّام الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الحادثة، فإنّها أكّدت أن محاولات الاحتلال فرض قواعد للاشتباك ستبوء بالفشل.`3`
تبيّن فيما بعد أن خمسة آخرين من سرايا القدس ما زالوا مفقودين داخل النفق، وفي حين رَفَضَ الاحتلال السماح لطواقم الإنقاذ الفلسطينية باجتياز الشريط الفاصل بحثًا عن المفقودين، واشترط مقابل ذلك تقديم معلومات عن الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزّة،`4` فإن سرايا القدس قطعت عليه الطريق بالإعلان عن استشهاد مفقوديها الخمسة.`5`
وكان الدكتور محمود الزّهار، القيادي في حركة حماس، قد وصف الطلب الإسرائيلي بـ "الابتزاز الحقير"، مؤكدًا أنه "لن يتم إعطاء أي معلومات (عن الجنود الأسرى) مقابل إكمال البحث عن المفقودين، وأن أي معلومات ستعطى ستكون مقابل إطلاق سراح المعتقلين في سجون الاحتلال".`6`
وعلى ضوء إعلان حركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد المفقودين الخمسة، وبعد إعلان حركة حماس أنها لن تعطي معلومات مجانية بشأن الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، اضطر الاحتلال للإعلان عن عثوره على جثث المفقودين الخمسة.`7` ومن الواضح أن التأخّر الإسرائيلي في الإعلان عن مصير المفقودين، يؤشّر على وجود خلافات إسرائيلية حول التعامل مع هذا الملف، ومن ضمنها محاولة استغلال جثامين الشهداء كورقة لمساومة حركة حماس لاحقا.`8`
وبالنظر إلى طبيعة العملية الإسرائيلية وأهدافها، وتوقيتها، ونتائجها، وما يمكن أن تنفتح عليه من احتمالات التصعيد، فإنّ هذه الورقة تحاول استقراء الأهداف الإسرائيلية، ومواقف الأطراف الفلسطينية، ولا سيما المقاومة الممثلة بكل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والبحث إن كان لهذه العملية صلة بأحداث أخرى تزامنت معها.
`1` . بيان لسرايا القدس، موقع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 30 تشرين أول/ أكتوبر 2017، https://goo.gl/a7ppyi
`2` . المصدر السابق.
`3` . بيان لكتائب القسّام، موقع كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، 30 تشرين أول/ أكتوبر 2017، https://goo.gl/w1vu6Y
`4` . غزة.. الاحتلال يشترط تقديم معلومات عن جنوده مقابل السماح بالبحث عن مفقودي النفق، موقع وكالة قدس إنترناشونال للأنباء، 2 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، https://goo.gl/y3Xyos
`5` . بيان لسرايا القدس، موقع سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 3 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، https://goo.gl/S7pSAH
`6` . الزهار لـ"المركز": نرفض شروط الاحتلال للبحث عن مفقودي النفق، موقع المركز الفلسطيني للإعلام، 2 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، https://goo.gl/Pm1LEW. والأقواس داخل النصّ المقتبس من المصدر.
`7` . صفحة الجنرال يؤاف مرداخي منسق الحكومة الاسرائيلية لشؤون الضفة الغربية وقطاع غزة على موقع الفيسبوك، 5 تشرين ثاني/ أكتوبر 2017، https://goo.gl/xQ16x4
`8` . انقسام داخل غرف القرار باسرائيل حول جثث المقاومين بالنفق، موقع وكالة معا، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2017، https://goo.gl/eDt9XR.