بهجت أبو غربيّة
ولد بهجت عليان عبد العزيز أبو غربية في مدينة خان يونِس عام 1916، لعائلة فلسطينيّة تعود أصولها لمدينة الخليل، وهو متزوج وله ولدان وبنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرسة المعارف في مدينة الخليل، ومدرسة التمرين في القدس، والمدرسة الإسلامية في حيفا، والثانوية في المدرسة الرشيدية في القدس، وتخرج منها عام 1932. عمل في حرفة صنع الساعات لمدة عام ونصف، ثم مدرِّسًا في المدرسة الإبراهيميّة في القدس (1934-1957)، ثمَّ أسس مع آخرين شركة التّوفيق للطباعة والنشر عام 1971، وظَّل شريكًا فيها حتى وفاته.
بدأ أبو غربية حياته النّضاليّة في شبابه المبكر، وأسس مع سامي الأنصاري والشيخ عبد الحفيظ بركات وياسين البكري وآخرين خلية عسكرية عام 1934 هدفها مقاومة الاحتلال البريطاني، نفذت عددا من الهجمات ضد القوات البريطانية والصهيونية أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، ثمَّ انضم إلى الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني الذي عيَّنه عام 1947 قائدًا عسكريًا في القدس، وأوكل له مهمة الدفاع عن أحياء باب الساهرة والمصرارة وسعد وسعيد والشيخ جرّاح ووادي الجوز، وقد تمكَّن من الاحتفاظ بهذه الأحياء وصدَّ الهجمات الصهيونية عنها طوال الفترة بين 1 كانون ثاني 1947 و 15 أيار 1948، على الرغم من النقص الحاد في السلاح وقلة الرجال.
انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1949، وكان أول شخصية من الضفة الغربية ينتسب له بشكل رسمي، وانتخب عضوًا في قيادته القطرية، وشارك في تأسيس منظمة التحرير عام 1964، وأصبح عضوًا في لجنتها التنفيذية بين عامي (1964-1965) وعامي (1967-1969)، وكان عضوًا في المجلسين الوطني والمركزي للمنظمة منذ تأسيسهما، وشارك في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية، وانضم إلى جبهة النّضال الشعبي، وأصبح قياديًا فيها. عاصر أحداث أيلول في الأردن عام 1970، وظلّ مقيمًا في عمّان بعد خروج المقاومة الفلسطينية منها، وبقي منخرطًا في العمل لصالح القضية الفلسطينية، وقد رشَّح نفسه لرئاسة المجلس الوطني عام 1977، وانتسب للتّجمع العربي الديمقراطي بين عامي (1991-1992)، وترأس اللجنة العربية الأردنية لمجابهة الإذعان والتطبيع بين عامي (1993- 1995).
آمن أبو غربية بتحرير فلسطين بقوة السلاح، ورفض مسار التسوية، وقدّم استقالته من المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير عام 1991، بسبب إعلان منظّمة التحرير قبولها بالقرار الأممي 242، ودخولها في مفاوضات مباشرة مع الاحتلال، معتبرًا أنّها فرّطت بالحقوق الأساسيّة للفلسطينيين، وأنَّ موقفها الجديد لا يعبّر عن رأي الشّعب الفلسطيني، وأن اتّفاق أوسلو أكبر تفريط في الحقّ الفلسطيني، وظلَّ موقفه ضد التّطبيع والاعتراف بدولة الاحتلال ثابتًا حتى وفاته، وقد قلّده الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس وسام القدس بعد وفاته، لكن أسرته رفضت استلامه.
نشر الجزء الأول من مذكّراته عام 1993 بعنوان: “في خضم النّضال العربي الفلسطيني”، والجزء الثاني عام 2004، بعنوان: “من النكبة إلى الانتفاضة”، وصدر له كتاب: مرافئ الذاكرة، حوار الصّحفي سليم النّجار مع بهجت أبو غربيّة.
عانى أبو غربيّة في مسيرته النضالية الطويلة؛ إذ اعتقله البريطانيون أول مرة عام 1936، ومرة أخرى عام 1948، وأصيب في معارك النكبة عام 1948 ثلاث مرات، كما اعتقلته السلطات الأردنية عدة مرات كان آخرها اعتقاله عام 1959 بعد مطاردة استمرت عامين، وعانى من المضايقات من قبيل منع الرقابة الأردنيّة نشر الجزء الثاني من مذكراته بحجّة مساسه بدولة الأردن وجيشها.
توفّي في السادس والعشرين من كانون ثاني/ يناير عام 2012 في العاصمة الأردنيّة عمّان.
المصادر والمراجع:
⦁ برنامج شاهد على العصر، بهجت أبو غربيّة 1-10: https://bit.ly/2ULhLX1
⦁ “في خضم النضال العربي الفلسطيني، مذكرات بهجت أبو غربية”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1993.
⦁ “من مذكرات المناضل بهجت أبو غربية من النكبة إلى الانتفاضة (1949-2000)”. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2004.
⦁ وثائقيّ الجزيرة: شيخ المناضلين.. بهجت أبو غربيّة: https://bit.ly/2BcMFAz