بدران جابر
ولد بدران بدر محمد جابر في مدينة الخليل عام 1947، وهو متزوج وله ثمانية أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس مدينة الخليل، وأنهى الثانوية العامة منها عام 1966، وحصل على البكالوريوس في الجغرافيا من الجامعة الأردنية عام 1970. عُيِّن مدرسا في المدرسة النظامية الثانوية في القدس، ثم مدرسًا في مدرسة دار الفتاة اللاجئة في القدس حتى عام 1980، وعمل بعدها مدير قلم في بلدية الخليل إلى جانب مساعد مدير مكتبة البلدية، كما عمل في الصحافة، وكان عضوا في الهيئة الإدارية لرابطة الصحفيين العرب في الأراضي المحتلة، وعمل قيِّمًا لمكتبة رابطة الجامعيين في الخليل، ثمَّ مدرسًا في مدرسة رابطة الجامعيين الثانوية حتى عام 1999، ثمَّ مدرسًا في مدرسة الصديق الأساسية الحكومية ما بين عام (1999-2001).
تأثر جابر منذ شبابه المبكر بالحالة النضالية أواخر خمسينيات القرن الماضي، فانضم إلى منظمة أبطال العودة، والتحق بجيش التحرير الفلسطيني، وساهم في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. غادر فلسطين إلى الأردن عام 1967، وعمل مفوضًا سياسيًا للجبهة الشعبية في القطاع الأوسط (منطقة الأغوار)، ثمَّ عين مسؤولًا عن القطاع الطلابي، ثم مسؤولًا عن القطاع النسوي في إقليم عمان، وأصبح مسؤولًا تنظيميًا عن منطقة الخليل، وشكَّل مع آخرين أول لجنة وطنية في الخليل عام 1978 ضمت مندوبين عن حركة فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية وجيش التحرير الفلسطيني، وساهم في تشكيل اتحاد لجان العمل الصحي في الخليل، كما عمل على إنشاء صندوق للطالب الفقير.
يرى جابر بأن القضية الفلسطينية تحتاج إلى جملة من الاشتراطات لتحقيق الانتصار، أولها إنجاز الوحدة الوطنية وفق برنامج مقاوم، وثانيها الفهم الطبيعي للاحتلال كما هو دون العيش في التضليل الذي تسوقه السياسات الدولية ودول التطويع والتطبيع مع المحتل، والنقطة الثالثة تتمثل في العلاقات مع الأحزاب والقوى العربية صاحبة المصلحة في الثورة والتأثير في الاتجاه الإيجابي والتقدمي، وتجسيد العلاقة معها بعيدًا عن الخلفيات الأيديولوجية. يرى جابر بأن مسار التسوية يحتاج إلى إعادة تصويب وتدقيق، ويصف اتفاق أوسلو بالكارثة التي حلت بالشعب والقضية، وبأنًّ الانقسام الفلسطيني كارثة ونكبة أخرى حلت بهما أيضا، فقد أدى الانقسام إلى تردي الحالة الوطنية وتغييب المشروع الوطني، حتى بات الفلسطيني ينظر بقدسية شديدة إلى فئويته بدل وطنيته، مستبدلا الوطن بالتنظيم، ما شكل انعكاسا سلبيا على مسار الحياة اليومية التي تحتاج إلى إعادة قراءة، رغم قناعته بوجود مستفيدين في كلا الحزبين لا يريدون إنهاءه.
يؤكد جابر أنَّ المقاومة بكافة وسائلها بما فيها المسلحة حق مشروع كفلته الأمم المتحدة والقانون الدولي؛ فمن حق من يجلد أن يصرخ، بل عليه ألا يصمت، فيما يحدد التوافق الوطني الوسائل المناسبة وفق برنامج وطني، ويرى بأن على الكل الفلسطيني المشاركة في منظمة التحرير ومؤسساتها لإيجاد برنامج وطني وتوافق وطني يتم من خلاله تجاوز الانقسام والخلافات الداخلية التي انعكست سلبا على الحس الجماهيري.
عاني جابر في حياته؛ إذ هدم الاحتلال منزل عائلته عام 1969، وأصبح مطاردًا من قبل السلطات الأردنية إبان أحداث أيلول الأسود، إلى أن غادر إلى فلسطين، حيث. اعتقلته قوات الاحتلال عام 1972 وخضع لتحقيق قاسٍ، ومُنع من السفر، ثمَّ توالت اعتقالاته من قبل قوات الاحتلال حتى بلغ مجموعها أكثر من 21 عامًا، وقد عُرف في سجون الاحتلال بصلابته في مواجهة المحققين. نفاه الاحتلال عن القدس عام 1980، وفرض عليه الإقامة الجبرية داخل حدود مدينة الخليل لمدة خمس سنوات ونصف. تعرض جابر لمحاولة اغتيال في الانتفاضة الثانية، وأصيبت زوجته، ثمَّ قرَّر الاختفاء حتى اعتقاله نهاية عام 2004.
توفي في الخامس والعشرين من يناير/ كانون ثاني 2022 في مدينة الخليل.