باسل الأعرج
ولد باسل محمود إبراهيم الأعرج في قرية الولجة في محافظة بيت لحم في السابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1984. درس المرحلة الأساسية في مدرسة قرية الولجة، والثانوية في مدرسة ذكور بيت لحم الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 2002، ونال درجة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة 6 أكتوبر في مصر عام 2007. عمل صيدليّا في مخيم شعفاط بين عامي (2009-2011)، وباحثا مع فريق المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت عام 2014.
نشط الأعرج في حقل المقاومة الثقافية، فشارك مطلع 2011 في مشروع للتجوال للتعرف على أرض فلسطين، وتوثيق تجارب المقاومة الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكان من الكادر الأساسي في مشروع الجامعة الشعبية المجانية المعروفة باسم دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي، وكان أحد محاضريها، حيث قدَّم مساق تاريخ المقاومة في فلسطين، وهو من مؤسسي موقع باب الواد الإلكتروني. لم يتوقف عند حدود المقاومة الثقافية، فمارس أشكال الكفاح المتاحة من المسيرة، والمظاهرة، والاعتصام، والعمل التطوعي، وانخرط في حراكٍ شبابيٍ شعبيٍ ضد الاحتلال وممارساته، وشارك في المظاهرات ضد مشاريع الاستيطان، مثل المظاهرات في قرية الولجة ضد الاستيطان والجدار، والمظاهرات ضد مشروع برافر Prawer plan الاستيطاني في النقب عام 2013، كما اعتاد المشاركة في مسيرات تشييع الشهداء في مدن الضفة الغربية وبلداتها وقرها ومخيماتها، وشارك في الحراك ضد الانقسام في مدينة رام الله عام 2011، ومسيرات العودة في ذكرى النكبة.
خاض تجربة اقتناء السلاح والتدريب عليه والاستعداد لاستخدامه في مقاومة الاحتلال، وله تجربة في الاختفاء، إذ ابتعد عن الأنظار مع صديقيه محمد حرب وهيثم سياج في الفترة بين الأول – الثامن من نيسان/ إبريل عام 2016، إلى أن اعتقلتهم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من إحدى وديان قرية عارورة في محافظة رام الله، وقد عاش الأعرج مطاردا في الفترة بين الثامن من أيلول عام 2016 إلى السادس من آذار/ مارس عام 2017.
كتب الأعرج عددا من المقالات والدراسات، وألقى سلسلة من المحاضرات، وعقد مجموعة من اللقاءات الثقافية، وكان يحلُّ ضيفا على عدد من الفضائيات والمحطات الإذاعية في مناسبات مختلفة، وقد جُمعت أدبياته في كتاب بعنوان “وجدتُ أجوبتي، هكذا تكلم الشهيد باسل الأعرج”.
آمن الأعرج بفلسطين من بحرها إلى نهرها، ودعا إلى مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي اعتاد الإشادة بتاريخها وبرموزها، ونادى بمقاطعة الاحتلال اقتصاديا وثقافيا ووجدانيا، وعارض التسوية والمفاوضات ومرجعياتها ونتائجها، خصوصا اتفاق أوسلو وتبعياته، ونادى بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة على أساس برنامج المقاومة والتحرير.
جاء في وصيته التي كتبها قبل اغتياله: ” … إن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أنّي قد مت، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم، مقبل غير مدبر، بإخلاص بلا ذرة رياء.. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني، وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهور طويلة إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتبحثوا أنتم، أما نحن أهل القبور لا نبحث إلا عن رحمة الله”.
عانى الأعرج أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال ليوم ٍ واحد عام 2011، وتعرض للضرب من قبل الاحتلال وكُسرت في صدره ثلاثة أضلاع، كما تم الاعتداء عليه من أجهزة أمن السلطة خلال مشاركته في مظاهرة ضد العودة للمفاوضات عام 2013، وجُرح في رأسه، واعتقله جهاز الأمن الوقائي مع خمسة من رفاقه في نيسان عام 2016، بتهمة التخطيط لعمليات ضد الاحتلال، وتعرض للتعذيب، وخاض مع أصدقائه الخمسة إضرابا عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون السلطة بين الثامن والعشرين من آب/ أغسطس – السادس من أيلول/ سبتمبر عام 2016، وتم إطلاق سراحهم من سجن بيتونيا في الثامن من أيلول/ سبتمبر عام 2016، وقد أعاد الاحتلال اعتقال مجموعته بينما استمرت في مطاردته لستة أشهر، واقتحم الاحتلال منزله عدة مرات، وهدَّد عائلته، وحاصر منزلا في محيط مخيم قدورة كان يتحصن فيه، واغتاله في السادس من آذار/ مارس عام 2017، وسلَّم جثمانه لذويه بعد اثني عشر يوما من احتجازه، وتم دفنه في قريته في السابع عشر من آذار/ مارس عام 2017.
المصادر والمراجع
- “وجدتُ أجوبتي، هكذا تكلم الشهيد باسل الأعرج”. مكتبة بيسان للنشر والتوزيع، 2018.