الياس خوري

ولد الياس إسكندر خوري في الثاني عشر من تموز/ يوليو عام 1948، في منطقة الأشرفية في مدينة بيروت، وهو متزوج وله ولد وبنت، درس المرحلتين الأساسية والثانوية في بيروت، وحصل على الثانوية العامة من ثانوية الراعي الصالح في بيروت عام 1966، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة اللبنانية عام 1971، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس.
اشتغل خوري في الكتابة الصحفية، وانضم إلى هيئة تحرير مجلة مواقف عام 1972، وترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية بالتعاون مع محمود درويش بين عامي (1975-1979)، وعمل محررًا لسلسلة ذكريات الشعب الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت بين عامي (1980-1985)، وكان مديرًا لتحرير مجلة الكرمل بين عامي (1981-1982)، ومديرًا لتحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير بين عامي (1983-1990)، ومديرًا فنيًا لمسرح بيروت بين عامي (1992-1998)، ورئيسًا لتحرير مجلة الدراسات الفلسطينية بين عامي (2010-2024).
مارس العمل الأكاديمي، فكان محاضرًا في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجامعة اللبنانية، ودرَّس في أكثر من جامعة في الولايات المتحدة منها جامعات نيويورك وهيوستن وشيكاغو وكولومبيا وجورج تاون ومينيسوتا وبرينستون، ودرَّس أيضًا في جامعة بواتييه في فرنسا، وجامعة لندن في بريطانيا، وجامعة برلين في ألمانيا، وجامعة زيورخ في سويسرا.
انخرط خوري في النشاطات السياسية في وقت مبكر من حياته، وشارك في التظاهرات الطلابية الاحتجاجية في شوارع بيروت، وكانت أولى مشاركاته في التظاهرة التي انطلقت إثر ارتقاء الفدائي “جلال كعوش” على يد قوى الأمن اللبنانية عام 1966. تطوع لإغاثة مخيم البقعة في الأردن في أعقاب هزيمة حزيران عام 1967، والتحق بحركة فتح عام 1967، ونشط في صفوف تنظيمها في الأردن حتى عام 1970. عاد إلى لبنان وانضم للسرية الطلابية (إحدى التشكيلات العسكرية التابعة لفتح) وقاتل في الجنوب، ورابط في المخيمات الفلسطينية، وعاش الحرب الأهلية في منطقة عائشة بكار في بيروت الغربية. تَرَكَ صفوف فتح بعد اجتياح جيش الاحتلال لجنوب لبنان عام 1978، مع بقاء اهتمامه بالقضية الفلسطينية وتأييده للمقاومة.
مارس خوري منذ شبابه المبكر الكتابة الإبداعية، فكتب في مجلة الكلمة وهو في سن الخامسة عشرة، وكتب عددًا كبيرًا من المقالات السياسية والأدبية والتحليلية التي نُشرت في الصحف اللبنانية والعربية. صدر له عدد من الروايات، منها: عن علاقات الدائرة (1975)، والجبل الصغير (1977)، وأبواب المدينة (1981)، ورحلة غاندي الصغير (1989)، وعكا والرحيل (1990)، ومجمع الأسرار (1994)، وباب الشمس (1998)، ورائحة الصابون (2000)، ويالو (2002)، وكأنها نائمة (2007)، وثلاثية أولاد الغيتو (اسمي آدم – نجمة البحر – رجل يشبهني)، وله عدد من الإصدارات الأخرى مثل إحصاءات فلسطينية (1974)، وتجربة البحث عن أفق: مقدمة لدراسات الرواية العربية بعد الهزيمة (1974)، والذاكرة المفقودة: دراسات نقدية (1982)، وزمن الاحتلال (1985)، ودراسات في نقد الشعر (1986)، وقد تُرجمت أعماله إلى عدد من اللغات منها الهولندية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية والسويدية، وكُتبت عنه العديد من الدراسات النقدية داخل الوطن العربي وخارجه.
كانت فلسطين الحاضر الدائم في روايات خوري وكتاباته الصحفية، وكان لافتًا أنه قدَّم أطروحاتٍ تأسيسية حول القضية الفلسطينية وأحداثها المفصلية منها: مفهومه حول النكبة، حيث أكَّد على أن النكبة حدث تأسيسي في الوعي الفلسطيني، لكنَّها ليست حدثًا تاريخيًا وإنما مسارًا تاريخيًا، وهي مستمرة حتى وقتنا الحالي.
حصل على عدد من الجوائز التقديرية منها جائزة كتارا للرواية العربية (2016) عن فئة الروايات العربية المنشورة عن رواية “أولاد الغيتو – اسمي آدم”. ترك خوري بعض الأعمال الأدبية غير المنشورة منها ثلاث مسرحيات، وروايتين غير مكتملتين.
عانى خوري من المضايقات بسبب مواقفه السياسية الخاصة بالقضية الفلسطينية والوضع العربي وجرأته في الكتابة تأييدًا للمقاومة ضد المشروع الصهيوني، ومعارضته لاستبداد الأنظمة السياسية العربية، وقد استدعي من قبل قوى الأمن اللبنانية أكثر من مرَّة، وطُرد من عمله أكثر من مرة، وتعرض للمضايقات من قبل قيادة منظمة التحرير حتى أنَّه اضطر للاستقالة من عمله في مركز أبحاث المنظمة.
مرض خوري وخضع لِست عمليات جراحية، وعانى كثيرًا في الشهور الأخيرة في حياته، إلى أن توفي في الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2024.