المنطق العشائري والبلديات والقيم السياسية

ما أن أعلنت لجنة الانتخابات المركزية بداية الترشح للانتخابات المحلية حتى تسابقت العديد من القوى والفصائل والعائلات للتحضير لها؛ عبر رؤى تنم في معظمها عن حالة الانشداد للمصالح أكثر من كونها حالة استحضار لمعطى خدماتي. تشهد التحضيرات الحالية تسابقًا محمومًا بين الفصائل والعائلات في مناطق الضفة الغربية، إلا أن المعلم الأبرز لها هو دخول العائلية والعشائرية بقوة لافتة في أكثر من محافظة، وهي لربما تشير إلى عدم رضى تلك العائلات عن أداء القوى السياسية.
وكون المجتمع الفلسطيني تتنازعه التناقضات الاجتماعية والثقافية والسياسية، ويخضع لسلطة احتلال فاشية ويعاني من التمييز العنصري في شتى المجالات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية، المترافقة مع حالة الضعف العامة لقوى الفعل الوطني والانقسام السياسي بين الضفة وغزة؛ لربما ينتج عنه عدم الشعور بالانتماء لكافة المؤسسات؛ مما يحرك العائلية إلى مقدمة الصفوف كحصن حام لأبنائها، الذين هم بدورهم لا ينتمون إلا لأصدقائهم ولبلداتهم محاولين ترجمة هذا الانتماء العائلي أو العشائري عبر منطق خاص في المشاركة بالانتخابات المحلية كل في قريته أو مدينته. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى