المشهد الإسرائيلي مايو/آيار 2022

د. عدنان أبو عامر

لتحميل التقرير اضغط هنا

  • المقدمة:

ازدحم شهر مايو/أيار بأحداث “إسرائيلية” دسمة سياسية وعسكرية، داخلياً وخارجياً، بالتزامن مع حالة من عدم الاستقرار الداخلي في حكومة الاحتلال، مما قد ينعكس بدوره على أدائها، سواءً تجاه الفلسطينيين في الجبهة الداخلية، أو في التعامل مع التطورات الإقليمية والدولية، خاصة مع نشوب التوترات الناشئة في المنطقة، وسيولة الأحداث المتلاحقة فيها، الأمر الذي يجعل الساحة “الإسرائيلية” مقبلة على تطورات عديدة في مختلف المجالات.

  • مناورات “عربات النار”:

شرعت قوات الاحتلال يوم 9 مايو بأكبر مناوراتها العسكرية  في تاريخها المسماة “عربات النار”، وشملت مختلف أسلحتها: البرية والبحرية والجوية والسيبرانية، وتستمر شهرًا كاملًا، مما أضفى عليها طابعًا خاصًا جداً وذلك لأكثر من دلالة: أولها انخراط جميع القوات فيها، النظامية والاحتياطية، ومختلف أذرعها، وثانيها توقيتها، حيث يتزامن مع توتر تشهده المنطقة لعله الأخطر منذ سنوات، مما دفع بعض الأوساط للتحذير من أن الاحتلال قد يستغل هذه المناورات؛ لتنفيذ هجوم مفاجئ مباغت ضد واحدة من الجبهات المتوترة، لاسيما لبنان وغزة، وثالثها أنها تأتي وسط انتقادات غير مسبوقة لتراجع أداء الجيش وترهله وفقدانه لقوة الردع التي تبددت خلال المواجهات العسكرية الأخيرة، وآخرها حرب غزة عام 2021.في الوقت ذاته، لا تخفي الأوساط العسكرية “الإسرائيلية” إلى أن هذه المناورات على ضخامتها، لا توفر حلولًا للإشكاليات التي يعانيها الجيش، لاسيما التراجع في قدراته وتأهيله، لأن نسبة لا بأس بها من جنود الوحدات الميدانية يعتبر مستوى أهليتهم التنفيذية “متواضعة”، ويحتاجون لتدريب أساسي منذ البداية، وذلك وفقاً للتقارير الصادرة عن جهات مقربة من مؤسسة صنع القرار العسكري في تل أبيب،

كشفت جملة من المعطيات “الإسرائيلية” بالتزامن مع تلك المناورات العسكرية “الاستثنائية أن 15-20% من كتائب الجيش تحتاج إلى تدريب أساس، مع أن الحديث لا يدور حول تدريبات إنعاش كما يتوقع الجنود، بل حول تدريبات أولية تُذكِّر بتدريبات إقامة وحدات جديدة، وهو شيء يشير إلى عمق إهمال الإعداد والتدريب للنظام الميداني في السنوات الأخيرة، كما تشيركثير من الظواهر المحيطة بتراجع تأهيل الجيش وتدريباته إلى أن أفراد الاحتياط يعانون من افتقارهم إلى تدريبات أساسية، مثل تدريبات الفريق، وتدريبات شخصية، واستعمال نظم السلاح وما شابه، وتبرز في كتائب المشاة مشكلات فنية في الأساس في مجالات الدفاع والحركة على أرض مفتوحة، مع العلم أن التراجع “المريع” في قدرات الجيش، يترافق مع وجود إخفاقات خطيرة في تأهيل قيادة الجيش، الأمر الذي مسّ بجاهزية الجيش في الحروب الأخيرة، في ظلّ التردي المقلق في جودة القادة والمدربين.

ظهر لافتاً في مناورات “عربات النار” التركيز على مختلف أسلحة الجيش، وعلى رأسها البري، في ظلّ الاعتقاد السائد لدى قيادة الجيش أن سلاح الجو الذي استطاع إخضاع الجيوش العربية في حرب الأيام الستة، يستطيع الردّ وحده تقريباً على كل تهديد، لكن النتيجة تمثلت بإهمال القوات البرية، وجاءت تجلياته في حروب غزة الأخيرة، وفي الوقت ذاته، ترافقت المناورات الجارية مع النظر بقلق إلى قدرات القوى المعادية، لاسيما المقاومة، بعد أن وجهت ضربات قاسية لجيش الاحتلال الذي يُعدّ من أقوى جيوش المنطقة تسليحاً، ويتباهى بفاعلية دبابة “الميركافا”، آلة قتاله الرئيسة، ويعمل على تسويقها في سوق التسلح العالمية، لكنه تلقى ضربة موجعة جراء تدمير عدد منها على أيدي رجال المقاومة في حروب غزة الأخيرة، بعد أن أجروا دورات تدريبية مكثفة على تركيبة هذه الدبابة، وفاعليتها، ونقاط القوة والضعف فيها حتى تأقلموا معها، واكتشفوا بعضاً من أسرارها، وكذا ينطبق الأمر على منظومة القبة الحديدية.

ترافقت المناورات الجارية مع النظر بقلق إلى قدرات القوى المعادية، لاسيما المقاومة، بعد أن وجهت ضربات قاسية لجيش الاحتلال الذي يُعدّ من أقوى جيوش المنطقة تسليحاً، ويتباهى بفاعلية دبابة “الميركافا”، آلة قتاله الرئيسة، ويعمل على تسويقها في سوق التسلح العالمية، لكنه تلقى ضربة موجعة جراء تدمير عدد منها على أيدي رجال المقاومة في حروب غزة الأخيرة، بعد أن أجروا دورات تدريبية مكثفة على تركيبة هذه الدبابة وفاعليتها، ونقاط القوة والضعف فيها حتى تأقلموا معها، واكتشفوا بعضاً من أسرارها، وكذلك ينطبق الأمر على منظومة القبة الحديدية.

  • قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة:

لم يكن قتل قوات الاحتلال للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية صباح 11 مايو، حدثًا استثنائياً في تاريخ سلوك الاحتلال المعادي للصحافة والإعلام، بل جاء منسجماً مع سياسته المحرضة على الفلسطينيين، بمن فيهم الصحفيين والعاملين في “مهنة المتاعب”، وقد شكّل اغتيال شيرين في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، تتويجاً لما أطلقه مسئولون “إسرائيليون” من تصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين، ولعل الأخطر في حادثة الاغتيال أن الإعلام “الإسرائيلي” لم يكتف بنقل رواية الجيش، وتغييب الرواية الفلسطينية عن الجريمة، ولم يلعب دور المتفرج فقط، بل شارك في تبريرها من خلال لوم شيرين نفسها، لأنها وضعت نفسها في مكان حساس من الناحية الأمنية، مع أنها دأبت دائمًا على تغطية مناطق الحرب والمواجهات العسكرية.

يعدُّ النظر إلى مكان وزمان اغتيال شيرين أمرا في غاية الأهمية، فالمكان هو مخيم جنين، وقد مارست السياسة “الإسرائيلية”، بما فيها وسائلها الإعلامية دورًا تحريضيًا للجيش على بذل المزيد من الجهود لقمع المخيم، والنظر إليه بوصفه “فيروس قاتل” يحتاج لعلاج مكثف وعنيف، وبالتالي من الضروري التوجه إلى حل جذري مهما كان مكلفًا ودمويًا، كالعملية الجراحية الكبرى التي مهما بلغت خطورتها فلابد منها، بالإضافة إلى تعبير الإعلام أن ضعف الحكومة تجاهه ليس بقضاء وقدر من السماء، بل إن الأمر متعلق بنا “نحن” “الإسرائيليون”، ومن هنا جاءت استباحتهم للمخيم، بكل ما فيه من بشر وحجر وشجر، كما انطلق اغتيال شيرين من الرغبة “الإسرائيلية” في تغييب الحقيقة، لاسيما وقد ارتدت خوذتها وسترتها التي تشير إلى مهنتها.

أما عن توقيت الاغتيال؛ فقد جاء بعد عدة أسابيع من تنفيذ جملة هجمات فدائية انطلق بعضها من مخيم جنين، وأوقعت خسائر بشرية “إسرائيلية” مكلفة، إلى الدرجة التي أصبح فيها كل صحافي “إسرائيلي” يشعر بـ”الوطنية”، ولا يفرقها عن مهنته الصحافية، فبات ينقل الحدث من وجهة نظره ولا يجتهد من أجل البحث عن الحقيقة، وبالتالي تحول كل فلسطيني بنظره، بمن فيهم الصحفيون إلى مشبوه أمني أو شخص سيقوم بعملية فدائية، وتزامن اغتيال شيرين مع حالة التنافس التي بات يشعر بها “الإسرائيليون”، بمن فيهم المراسلون والكتاب والمحللون، يتنافسون بينهم لإظهار عدائهم للشعب الفلسطيني، وكما قال أحدهم: “لو أن الأمر تعلق ببعض الصحفيين والإعلاميين لأطلقت “إسرائيل” منذ زمن بعيد الصواريخ ذات الرؤوس النووية على جنين والدهيشة ورام الله، لأنهم يمثلون دورًا تحريضيًا، وبدا انعطافهم واضحا نحو اليمين، وخلقوا إعلاما متعطشا للدم لا مثيل له من قبل”.

انتهج الاحتلال في تغطية اغتيال شيرين عدة أساليب أبرزها: أن وسائله الإعلامية المختلفة عمدت إلى استخدام صيغة المبني للمجهول، كما في كلمة “قُتِل”، بضم القاف وكسر التاء، لإبقاء الفاعل مجهولًا، وتقليل مسؤولية الجيش، بجانب تعمدها نشر روايات مختلفة، وربما متناقضة، رغبة في وضع المتلقي بين عشرات علامات الاستفهام حول أي من هذه الروايات الأصح، إن كان فيها شيء من الصحة أصلا، سعياً منها لإخلاء مسؤولية الجيش عن هذه الجريمة.

لم يكتف “الإسرائيليون” بتجاهل مسؤولية الجيش عن قتل شيرين، بل إنهم حاولوا إلصاق الجريمة بمقاومين فلسطينيين، الأمر الذي فندته ودحضته التقارير الدولية، مما يشير إلى دأب “إسرائيلي” يتعمد تشويه الحقيقة، واختلاق كذبة لتصبح حقيقة مع مرور الوقت، وهو أمر ليس غريبًا أو خارجًا عن نطاق السياسة “الإسرائيلية”، بل يدخل في صلبها، وهذا أسلوب يؤكد أن القاتل لم يجد ملجأ يسوغ من خلاله ممارساته إلا بالافتراء على الضحية عبر اتهامها بأنها سبب الجريمة التي استحقها، بما يذكرنا بالمقولة الشهيرة  لـ”غولدا مائير” حين قالت: “لن أسامح الفلسطينيين لأنهم يجبرون جنودنا على قتلهم”!

  • تنظيم مسيرة الأعلام:

حشدت دولة الاحتلال وحكومتها وأجهزتها الأمنية مختلف أدواتها تحضيرًا لمواكبة مسيرة الأعلام يوم 29 مايو، حيث شهدت ساحات المسجد الأقصى اقتحامًا واسعًا من قبل المستوطنين، وسارت في ذات المسار المحدد لها، وشمل باب العامود، رغم تحذيرات المقاومة الفلسطينية، وشهدت المسيرة اقتحامًا للمستوطنين بأعداد غير مسبوقة منذ عام 1968، زاد عن 1800 مستوطنًا، وتخللها أداءهم للطقوس التلموذية، بما فيها السجود الملحمي “الانبطاح”، وإصدار الدعوات والترانيم، ورفع الأعلام “الإسرائيلية”، بل وانضمام زعيم المعارضة “بنيامين نتنياهو” للمقتحمين، رغم الضغوط السياسية الخارجية والتهديدات الفلسطينية، مما أكد على أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته التهويدية والتقسيمية للأقصى، رغم ما يحتمله ذلك من مخاطرة مكلفة، تصل حدّ الدخول في مواجهات عسكرية مع المقاومة، لكنها لم تحصل هذه المرة لأسباب وعوامل ذاتية وموضوعية.

يعطي ما شهدته الأيام الأخيرة في ساحات المسجد الأقصى من اقتحامات المستوطنين التزامًا من الحكومة بتمرير مسيرة الأعلام من خلال ذات المسار المعد لها من قبل إشارات لا تقبل كثيًرا من الشكوك إلى أنّ الاحتلال يسابق الزمن لفرض الأمر الواقع في أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، كما تجلى في حجم التغول “الإسرائيلي” تجاه الأقصى، رغم تقديرهم بأن ذلك قد يسفر عن تكرار لمعركة سيف القدس 2021، لكن الاحتلال كما يبدو قبل أن يخوض هذه المخاطرة، ربما لأنه إن تراجع عن المسيرة سيعيش مخاطرة أكبر، تصل حد المقامرة بمستقبل الحكومة، ومصير رئيسها وصورة جيشها.

أفسح إظهار المرابطين في ساحات الأقصى من جأش وجرأة كبيرتين في وجه المقتحمين، والتحامهم مع شرطة الاحتلال المجال للمستوطنين لما يسمونه “إنجاح” مسيرتهم، وربما استدعى ذلك حشد المزيد من أعدادهم، لأنها لم تكن كما توقع الفلسطينيون، مع أن الحديث عن المسيرة بدأ منذ أسابيع، وقد حال الاحتلال دون وصول عشرات الحافلات إلى الأقصى، لكن عنوان المواجهة في هذه المسيرة تمثل بـ”الحشد مقابل الحشد”، مما يتطلب أخذ الفلسطينيين للتغذية الراجعة لاقتحامات قادمة.

لقد مرت مسيرة الأعلام بتوتر حذر، ولو جاء نسبياً، ولم تصل الأمور فيها حد المواجهة المفتوحة، لكنها لا تعني أن معركة الأقصى انتهت، على العكس من ذلك، فما حدث سعت إليه حكومة الاحتلال بتحقيقها لمطالب المستوطنين بتمرير المسيرة، ووفق ذات المسار، بحيث أظهرها على يمينيتها، ولم تدق آخر مسمار في نعشها، كما رغبت بذلك المعارضة، وفي الوقت ذاته، منحت قادة الشرطة الميدانيين صلاحية اتخاذ القرار المناسب في عدم إفساح كل الطرق والمسارات أمام المستوطنين، بما قد يؤدي إلى اشتباك دائم مع المرابطين.

  • اغتيال في طهران:

عاد الموساد من جديد ليضرب في قلب طهران، وفي وضح النهار، من خلال اغتيال الضابط الكبير في الحرس الثوري الإيراني “حسن صياد خدائي” يوم 22 مايو، تبعه تسريب أمريكي بشأن مسؤولية الجهاز عن العملية، وبعد أيام قليلة، جاء التفجير في المختبر السري في مدينة بيرشين الإيرانية، وقيل إن الأصابع “الإسرائيلية” تقف خلفه، مما قد يشير إلى تغيير جذري في استراتيجيتها، فالحديث لم يعد يدور عن استهدافات “إسرائيلية” ضد أهداف إيرانية في سوريا، بل عمليات مركزة وموجهة تجري في الأراضي الإيرانية ذاتها.

تعتقد المحافل الاستخبارية “الإسرائيلية” أن هذه العمليات الأخيرة سبقها تدمير لمصنع إنشاء الطائرات بدون طيار في محافظة كرمنشاه شرق إيران، المقام داخل منشأة عسكرية سرية للغاية، مما يعني وجود ما تسميه اختراقات في عمق المنظومة الإيرانية، ويجعل الموساد وأجهزة الأمن الأخرى مطلعة بما يكفي على وحدات التطوير التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وكل ما يحدث في حدودها، وداخل أراضيها، ومن الواضح أن  الهجمات “الإسرائيلية” الأخيرة في عمق الأراضي الإيرانية يعكس تصورًا أكثر عدوانية للحرب ضد إيران، وهو تغيير يُسمح فقط لرئيس الوزراء “نفتالي بينيت” باتخاذ قرار بشأنه، وقد حصل ذلك فقط عقب إرسال إيران لسرب من الطائرات بدون طيار في فبراير في طريقها ل”إسرائيل”، وكُشفت من قبل أنظمة الرادار والاستشعار الأمريكية في إحدى دول الخليج، ولا يعرف بعد هل كانت بغرض جمع المعلومات الاستخباراتية، أو تنفيذ مهام انتحارية على أهداف فيها، ومن الجدير بالذكر أن الطائرات الإيرانية المرسلة باتجاه “إسرائيل” في حينه تمتعت بميزة تكنولوجية نسبية، فالحديث يدور عن طائرات صغيرة، ذات بصمة رادار منخفضة، يصعب التعرف عليها واعتراضها، ولذلك فإن “إسرائيل” والولايات المتحدة فوجئتا من جرأة القيادة الإيرانية على الموافقة على مثل هذا الهجوم، فضلًا عما كشفته من قدرات تكنولوجية عملياتية أظهرها الهجوم، مما رفع قضية التعامل مع الطائرات بدون طيار إلى أولوية قصوى.

تشير المعطيات “الإسرائيلية” إلى أن الاغتيالات والتفجيرات الأخيرة لا تبقي مجالًا للشكوك أننا أمام ردود مختلفة على إيران، ليس فقط في سوريا هذه المرة تحقيقًا لاستراتيجية “المعركة بين الحروب”، كما جرت العادة، بل في داخل إيران ذاتها، ولعل قصر الفترة الزمنية بين كل عملية وأخرى في عمقها، ويشكل لأجهزتها الأمنية انتكاسة فعلية، فمن نفذوها يريدون إرسال رسالة للإيرانيين مفادها أن أي هجوم على “إسرائيل” سيكون له رد فوري، رغم أننا أمام عمليات معقدة، لكنها تمت في وقت قصير، وفي حال ثبت أن الموساد يقف خلفها، فهذا يعني أن لديه إمكانيات جدية داخل الأراضي الإيرانية، وفي الوقت ذاته، فإن الموساد ومن يقف خلفه من المستوى السياسي “الإسرائيلي” يظهرون حرصًا لا تخطئه العين على أن استمرار مثل هذه العمليات، يجب أن يرسم حدودًا دقيقة لا تؤدي إلى حرب شاملة، ولذلك غالبًا ما تستخدم عبارة “لا تضع إصبعك في أعينهم”، بمعنى إبراز عدم الرغبة بحشر إيران في الزاوية، وإجبارها على الرد، ولذلك تحرص خلال عملياتها في سوريا ولبنان على عدم إيقاع قتلى، لأنه قد يؤدي إلى تدهور وصولا لاندلاع الحرب.

  • الخاتمة:

يوضح هذا الاستعراض لأبرز أحداث شهر مايو أننا أمام تطورات متلاحقة، لاسيما وأن الساحة “الإسرائيلية” قد تكون بين حين وآخر عشية انفراط عقد الائتلاف الحكومي القائم، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، مما سيترك تأثيره على إدارة الحكومة الهشة الحالية أو الانتقالية في حال حل الكنيست على القضايا الخارجية، في ضوء أن دولة الاحتلال بالعادة “ليس لها سياسة خارجية، بل داخلية بالأساس”، وفقا لتوصيف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق “هنري كيسنجر”، وفي الوقت ذاته، ، يرجح تواصل التوترات مع الفلسطينيين حول المسجد الأقصى، بالتزامن مع تصاعد العمليات المتبادلة بين إيران ودولة الاحتلال، فضلًا عن استمرار تبعات حرب أوكرانيا على تراجع العلاقة مع روسيا، وكلها تطورات ستترك تأثيرها على وضعية دولة الاحتلال في المرحلة القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى