المشهد الفلسطيني

 القراء الشهرية لأبرز ما تناولته مراكز الأبحاث الأجنبية حول القضية الفلسطينية آب/ أغسطس 2021

تركزت أعمال مراكز الأبحاث الأجنبية المتخصصة في ملف الصراع الفلسطيني الصهيوني، حول مجموعة من القضايا الجدير مناقشتها، كمسألة انعدام الأمن الغذائي في فلسطين، وعلاقته بالمشاريع السياسية المطروحة، ومؤشرات الاحتجاجات ضد سياسات السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس؛ وموضوع حماس والتجهيزات العسكرية الصاعدة والمستمرة، والجدوى من نقل الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية، واستراتيجية 4X4 لمجابهة التحديات ضد “إسرائيل”، وتبعات نجاح طالبان على الأمن الإسرائيلي؛ والغموض في استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، ومرور عام على ما يسمى بـ اتفاقية أبراهام. وكان لمعهد واشنطن[1]، ومؤسسة دراسات الشرق الأوسط[2]، ومركز دراسات الأمن القومي[3]، ومركز القدس لدراسة الشؤون العامة[4]، الدور الأكبر في التحليل والتقدير وتقديم التوصيات.

انعدام الأمن الغذائي في فلسطين

تؤكد الكاتبة المتخصصة في العلاقات الدولية في معهد ويلسو سوزانا ريسكالا، أن الحالة القائمة والمفروضة من السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين، تحرمهم من استخدام أراضيهم، الأمر الذي يعزز انعدام الأمن الغذائي في فلسطين، إذ يُعتبر الأمن الغذائي شرطا مسبقا وحاسما لتقرير المصير للفلسطينيين. لذلك لن يكون بمقدور الفلسطينيين بناء دولتهم وفقا لحل الدولتين، خاصة أنهم يعتمدون على احتياجات غذائية مستوردة بنسبة تصل إلى 82.5%، في الوقت الذي لا تصل فيه نسبة الزراعة إلى أكثر من 4.8% في قطاع غزة، و 2.6% في الضفة الغربية، من إجمالي الناتج المحلي.

مؤشرات الاحتجاجات ضد سياسات السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس

يعبر يوهانان تزوريف عن قلقه ومخاوفه لما ستؤول إليه الأمور بعد غياب الرئيس محمود عباس عن المشهد السياسي، وذلك في مقالته “الساحة الفلسطينية: تدهور خطير“، والمنشورة على موقع معهد دراسات الأمن القومي. إذ يعتقد توزريف بأهمية عدم الاستهانة بالمظاهرات الشعبية والانتقادات القاسية لسلطته وسياساته. ويؤكد على خطورة المسألة، حتى وإن شهدت الموجة نوعا من الهدوء، لأن التبعات الخطرة ستنفجر بعد أن يغيب الرئيس الفلسطيني الطاعن في السن عن الساحة السياسية.

هل تقف حركة حماس مكتوفة الأيدي؟

في تقرير بعنوان “التقدم التسليحي لحماس: الصواريخ، السلاح المدفعي، الطائرات المسيرة، السلاح السيبراني“، يؤكد ليني بن دافيد أن حماس تنتج اليوم جزءا كبيرا من ترسانتها التسليحية، وتتوسع في أبحاثها، وتطور طائراتها المسيّرة، وقدراتها السيبرانية، وصواريخها التي تعمل وفقا لنظام GBS. وهناك دعم كبير وفريد على مختلف الأصعدة، وخاصة اللوجستية، من حلفائها إيران وحزب الله، إضافة إلى استخدامها لوسائل مختلفة، كاستمالة ضباط في الجيش المصري ورشوتهم؛ لتسهيل عملية نقل الأسلحة من السودان وليبيا.

الجدوى من نقل الصراع إلى المحكمة الجنائية الدولية

في المقالة المنشورة على صفحات معهد واشنطن بعنوان “دولة التحقيق: محكمة الجنايات الدولية والحالة الفلسطينية”، يناقش ألكسندر لونجاروف التعامل مع الادعاءات ضد “إسرائيل” من زاوية الأزمة، أو الورطة، بإحضار النزاعات السياسية إلى قاعة المحكمة. يؤكد الكاتب على عجز محكمة الجنايات فرض ما يتناقض مع قوة الدول، لذلك يقوم بتبخيس الفعالية من انخراط محكمة الجنايات الدولية في القضايا السياسية، كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

استراتيجية 4X4 لمجابهة التحديات ضد “إسرائيل”

يبذل درور شلوم كل جهده لإظهار حماس كحركة بربرية دوغمائية. ففي مقالته المنشورة في معهد واشنطن بعنوان “هل هو النداء الأخير لغزة؟ طرح كبديل لإدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني“، يناقش التهديدات الإقليمية لإسرائيل، والمتمثلة في إيران وحلفائها. ويرى أن المواجهة الأخيرة ليست إلا مسألة وقت، وخاصة في ظل تعزز الفرص بأن تكون المواجهة على أكثر من جبهة واحدة. بناء على ذلك، يقوم شلوم بحثّ “إسرائيل” على تبني استراتيجية 4X4، والتي تتألف من أربعة مبادئ وأربع خطوات:

  • المبادئ:
  • المبادرة: يجب على الحكومة الإسرائيلية أن لا تتمحور طريقتها في التعامل مع التهديدات على قاعدة رد الفعل للاستفزازات، أي أن تتبنى سياسات تؤثر على القواعد بشكل استباقي.
  • التفكير المنهجي: تطبيق مقاربات مختلفة للتعامل مع التوجهات الفلسطينية المتناقضة بشكل منفصل ومتزامن. وفي وقت التعامل مع حماس عسكريا، عليها مقاربة السلطة الفلسطينية وفقا لقواعد الحل السلمي.
  • التكثيف: تعزيز انخراط أعمق مع الدول العربية البراغماتية.
  • الجهوزية: بناء استعداد عملياتي لأي فعل عسكري محتمل، والعمل على تراكم بناء الشرعية السياسية.

ويرى الكاتب أن المبادئ أعلاه يمكن تحقيقها من خلال الخطوات التالية: التأسيس لوقف إطلاق نار دائم. وفرض شروط لإعادة الإعمار الإنساني في قطاع غزة. بالتزامن مع التقوية الجادة والحقيقية للسلطة الفلسطينية. وتعزيز مشاريع بنى تحتية طويلة المدى في غزة.

تبعات نجاح طالبان على الأمن الإسرائيلي

يرى الكاتبان في معهد واشنطن، كوبي مايكلو و يويل غوزانسكي، أن سيطرة  طالبان على أفغانستان يعتبر تهديدا للأمن الإسرائيلي. وذلك لأنّ هذه السيطرة ستعمل على” تأجيج نيران الجهاد حول العالم، وبشكل خاص في الشرق الأوسط”. وأيضا ستزيد من تعزيز ثقة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بنفسيهما. لذلك يوصي الكاتبان الولايات المتحدة وإسرائيل ببناء استراتيجية تعاونية في المنطقة؛ لمواجهة المنظمات المعادية لإسرائيل. سيساعد هذا أيضا الولايات المتحدة على استعادة الثقة بتأديتها لالتزاماتها تجاه حلفائها في الإقليم. ومن أجل منع أي تأثير للتجربة الأفغانية، يوصي ميخائيل الحكومة الإسرائيلية بالتالي:

  • صناعة تغيير استراتيجي في النظام الإقليمي، حيث تشكل إيران تهديدا للأمن الإسرائيلي.
  • تعزيز نظام إقليمي مضاد للفعل الإيراني.
  • جعْل التعامل مع التهديدات تعاملا شاملا.

هل هناك وضوح في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة؟

يرى كينيث بولاك ودنيس روس أن هناك طريقة تفرض بها منطقة الشرق الأوسط نفسها، و لا يزال فريق بايدن يفتقر لاستراتيجية شاملة واضحة للشرق الأوسط ترضي شركاءها. ومن خلال الاطلاع المباشر على انطباعات العديد من قادة الشرق الأوسط كإسرائيل، والعراق، والسعودية. يرى الكاتبان أن القادة في تلك الدول يبدون ارتباكا حول الاستراتيجية التي قد تتبناها واشنطن فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية.

عام بعد اتفاقيات أبراهام

يشير روي يلينك في مقالته “عام على معاهدة أبراهام“، إلى وجود صعود في العلاقات الاقتصادية بين الدول الموقعة على هذه الاتفاقيات، وإلى تفوق الإمارات العربية المتحدة على غيرها من دول التطبيع. كما يؤكد على أن ازديادا ملحوظا في الأعمال ستشهده مرحلة ما بعد كوفيد 19. من ناحية أخرى، تُعتبر كل من دبي والمغرب الوجهات الأكثر زيارة من قبل الإسرائيليين. يعود ذلك إلى مكانة دبي كواجهة اقتصادية، والمغرب كمكان يرتبط به أكثر من مليون إسرائيلي من أصول مغربية. أما على المستوى الإقليمي، فلا تزال أطراف معاهدات التطبيع تنجح في بناء تكتل إقليمي نقيض للتأثير الإيراني والتركي، بالرغم من الإمكانية الضعيفة التي يمكن لبايدن أن يستثمرها أكثر في المعاهدات.

 وفي سياق آخر، يرى يوسي كوبرفاسر، مدير مشروع التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط في مركز القدس للشؤون العامة،  أن على “إسرائيل” أن تتعلم درسا من الانهيار السريع لحكومة كابول. وذلك من خلال حماية نفسها أمام التهديدات الإيرانية والفلسطينية. لذلك يحث الكاتب “إسرائيل” على تعزيز نفسها كعماد مستقر للمعتدلين في المنطقة.

[1] The Washington Institute, Washington.

[2] Middle East Institute, Washington.

[3] The Institute for National Security Studies, Tel Aviv University.

[4]Jerusalem Center for Public Affairs

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى