الحركة النسوية الإسرائيلية الشرقية تطورها وعلاقتها بالحركة النسوية الأشكنازية و الفلسطينية
يُعد اليهود الشرقيون (المزراحيون`1`)، الذين تعود أصولهم إلى دول عربية كالمغرب وتونس وغيرها، مواطنين إسرائيليين، وتشكل نسبتهم حوالي 50% من الديموغرافيا السكانية في "إسرائيل". ورغم أنّ نسبتهم هي الأعلى بين بقية التقسيمات الديموغرافية في "إسرائيل"، إلا أنه يتم تصنيفهم في مواقع متدنية، وأكثر هامشية مما يتمتع به اليهود الإشكينازيون، وهم اليهود القادمون من دول أوروبا الوسطى والشرقية، الذين لا تتعدى نسبتهم 10% من الديموغرافيا الإسرائيلية، إذ يتمتع الأشكينازيون بالامتيازات والهيمنة في جوانب الحياة المختلفة في "إسرائيل". ولا تنحصر هذه الامتيازات بالجندر، إذ إنّ النساء اليهوديات الأشكينازيات يتمتعن بامتيازات ناتجة عن التقاء العرق بالطبقة، في حين تعاني اليهوديات المزراحيات (الشرقيات) من الاضطهاد والتمييز مقارنة مع اليهوديات الأشكينازيات. تفترض هذه الدراسة أنّ التوزيع الهرمي للسلطة والمعرفة، وما يتضمنه ببعديْه الإثني والجندري، يؤثر على الأجندة والبرامج الخاصة بالحركة النسوية الإسرائيلية الشرقية، وكذلك على علاقاتها بالنساء الأشكينازيات من جهة، والفلسطينيات من جهة أخرى.
`1`. يعرّف المزراحيون على أنهم اليهود الشرقيون الذين قدموا إلى إسرائيل من دول عربية كالمغرب والعراق واليمن ومصر، وأصبحوا مواطنين في إسرائيل ويشكلون الشريحة الأكبر عددًا من الناحية الديموغرافية فيها، ولكنهم يحظون بمكانة متدنية وهامشية أكثر مقارنة باليهود الأشكينازيون، وبمكانة أعلى قليلاً من مكانة الفلسطينيين.